خريجوا الجامعات .. مشروع لمستقبل مشرق

 



زاهر الزبيدي
zubaidi@gmail.com

ما أجملها من فرحة تلك التي تنتاب طلبتنا من خريجي الكليات لهذا العام .. ملونة هي ومثيرة للأنتباه بالفعاليات التي أبتدعوها هذا العام .. فترى سياراتهم البسيطة والتي زينتها الأوراق الملونة والأعلام وقبعات التخرج ناهيك عن وجوههم التي طرّز عليها الفرح أجمل أبتساماته في زمن يغص بالخوف .

نعم أنها الفرحة الكبيرة التي أنستهم ما سيجابههم في المستقبل القريب على الرغم من أنه أهون كثيراً من ألتحاقهم بالوحدات العسكرية المرابطة عند شرق وجنوب الوطن وكما يحث أبان النظام السابق حين كانت فرحتنا عند التخرج يشوبها حزن كبير وما هي إلا لوداع مرّ لأيام الجامعة وأنتظاراً للألتحاق بالتجنيد لتأشير وتحديد موعد الألتحاق بمعسكر التدريب الأساسي .. ولكي ندخل في مرحلة أخرى من حياتنا التي سيتلاطمها الضياع لمدة غير معلومات أملاً بأنتهاء الحرب فلا بأس بالجيش على الرغم من كل مساوئه ولكن بلا حرب ولا موت .. فجلودنا تتحمل كل شيء و"دُبغت" على كل شيء إلا الموت في سبيل وطن لا يمنح إلا الموت والبؤس والشقاء وفيه خطاً للفقر يصعب عبوره لأنه عال جداً وأعلى من ركبنا التي غطست حدها في وحل الحاجة التي أستدامتها حياتنا وعوائلنا .

أقول أن على أولي الأمر في البلد أن يمنحوا الفرصة للشباب العراقي أن تكتمل فرحتهم بأنتهاء مرحلة ،قد تكون الأخيرة، من حياتهم الدراسية .. فبالرغم من أننا أنهينا دراستنا فقد قررنا أن لن نعود للقراءة أو الدراسة بعد الآن وسوف تقتصر القراءة عندنا على أرقام باصات النقل العام وعندما ذهبت تلك الباصات لم يعد لدينا شيئاً نقرءه ..

علينا ان نخطط للأستفادة من طاقات الشباب لا أن نجعلهم يمسحون أرصفة الشوارع بملابسهم أنتظاراً للأمل الموعود بفرص عمل لاينالها إلا من يقبل على نفسه الرشوة والواسطة وإتباع كل الطرق الغير شرعية والغير أخلاقية في الولوج إليها .. أنها حياتهم التي يفرحون بها الآن علينا أن نكملها لهم تلك الفرصة ونرسل أشارات حكومية قوية لمن سيلحقون بهم أن المستقبل كما تريدونه لأنكم عماد هذا المستقبل .. فجميع الوزارات مسؤولة ، كل حسب أختصاصه ، وأهما وزارات الصناعة والنفط والكهرباء ولا ضير من إيجاد تعيين أولي لهم حسب كلياتهم لقاء راتب شهري (200000) مائتا ألف دينار قد تساعد على سد بعض احتياجاتهم اليومية البسيطة ولحين الولوج في الخطط التنموية الكبيرة التي تستقطبهم حسب اختصاصاتهم .. علينا في العراق أن لا نتحدث بكثرة عن البطالة المقنعة .. فنحن لدينا إمكانية مادية هائلة إذا أحسن استغلالها .. علينا أن نشرك الجميع من أبناء الشعب مهما كان عملهم في مؤسساتنا الحكومية ووزاراتها ونبني على أساس أعدادهم الخطط الكفيلة بأستيعابهم .. نحن في العراق ،لدينا النفط والثروات الأخرى التي حباها الله الوطن ، لدينا مستقبل مشرق بأذن الله إذاما تناسينا الخلافات وجعلنا من العراق هو الهدف الأهم والأسمى بين كل أهدافنا الفؤية الضيقة ونبدأ بالسؤال المهم الآن .. أين صناعاتنا .. أين معامل التعليب ومبردات الهواء والتلفزيونات والمدافيء وغيرها تلك التي كان السوق يغص بها وكانت من أرقى الصناعات لأنها كانت من سواعد آبائهم وأمهاتهم واليوم هم مستعدون لأستلام تلك المهمة على أكمل وجه وعلينا أن نمنحهم تلك الفرصة لأثبات جدارتهم .. لقد كانت لدينا مصانع كبيرة كانت تدور عجلاتها بقوة هائلة تمنع تسرب الإيرادات النفطية لجيوب جيراننا الذي لا يرد منهم إلينا إلا المرض بعدما أعلن مركز بحوث السوق وحماية المستهلك في جامعة بغداد أن 70% من الأغذية في السوق غير صالحة للاستهلاك البشري وتحتوي على مواد مسرطنه !

لنقف الآن وقفة تحد كبرى من اجل فرحة أولئك الشباب الذين تخرجوا للتو من جامعاتهم يحدوهم الأمل بحكومتهم أن تدخلهم في خططها عناصر فعالة قادرة على البناء ولنزد فيها الأمل والثقة بالمستقبل الذي نسأل الله أن يكون مشرقاً عليهم .

 


 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com