|
شقراوات كثيرات لهن روايات طويلة مع ملك العراق الراحل فيصل الثاني ، وملك ألأردن الراحل الحسين بن طلال ، وكانت أكثرهن أثارة للجدل الشقراء جنيفيف ارنو وهي المرأة التي تزوج بها الملك فيصل الثاني سرا وربحت بعد مقتله دعوى قضائية أقامتها في نيويورك للحصول على 110100دولار هي مجموع إبداعات فيصل في البنوك الأميركية ، وشهدت لصالحها الأميرة فخر النساء زيد أم الأمير رعد بن زيد وزير البلاط الأردني بينما نفت زواجها من الملك خالته الأميرة بديعة المقيمة في لندن والتي اتهمت الأميرة فخر النساء بأنها قبضت رشوة للإدلاء بهذه الشهادة مقدارها خمسة عشر ألف دولار ، لعل إقامة ودراسة الملكين الشابين المتقاربين في العمر في لندن ودخولهما كلية هارو ثم كلية ساندهرست وحرص المخابرات البريطانية على إحاطتهما بالشقراوات – وهو ما فعلته بعد ذلك بقابوس وحاكم قطر ومحمد بن راشد ومحمد بن زايد وأولاد الملك حسين وملك المغرب وحكام البحرين وعشرات من الحكام العرب – هو الذي جعل الملكين يعشقان الشقراوات ويهيمان بالعيون الزرق ، وإذا كانت الأسرة الحاكمة هي التي اختارت الزوجة الاولى لفيصل وحسين فان الملكين وبعد ان شب عودهما وضعا اختيار الاسرة على الرف وتركا لانفسهما العنان في اختيار النصف الحلو ، في العراق كان الوصي على العرش عبد الإله يتمنى مصاهرة شاه إيران ، حيث توجه اليه يطلب منه يد أخته الأميرة شاهناز لابن أخته الملك فيصل وتم اللقاء الأول بين الملك والأميرة في مدينة كان الفرنسية عام 1955 بحضور الإمبراطورة ثريا اصفندياري بختياري المعروفة بلقب ثريا بهلوي وحضرت اللقاء أيضا الأميرة شمس أخت شاه إيران ، وقامت بدور الخاطبة زوجة سفير العراق في طهران ، لكن الملك الشاب نجح في تعطيل المشروع ليس لاسباب سياسية وليس لاسباب تتعلق بأخلاق العروس لا سمح الله وانما فقط لان الأميرة كانت سمراء وذات انف كبير وظل الملك يعترض على زواجه منها حتى بعد أن أخبرته زوجة السفير العراقي في طهران أن الأميرة صغرت انفها في عملية جراحية أجرتها في باريس ، واتضح للجميع أن المسألة لا علاقة لها بالانف وانما بلون البشرة فالملك يحب المرأة الشقراء والأميرة الإيرانية كانت سمراء ، حكاية الملك حسين مختلفة قليلا عن حكاية ابن عمه ملك العراق ، فالملك الأردني الشاب كان يخضع لسيطرة كاملة من قبل أمه الملكة زين وهي تركية الأصل ، مصرية المولد ظلت تتحدث اللغة التركية إلى يوم موتها ، وكان آخر قرار لها قبل موتها في سويسرا هو الزج بأكرم زكي بركات في السجن دون محاكمة وبركات كان ملحقا إعلاميا بالسفارة الأردنية في واشنطن ونقل إلى سفارة الأردن في سويسرا وهناك وقع شيء ما بينه وبين الملكة فأمرت بسجنه ، كان الملك عبدالله جد الملك حسين قد اجبر أبنه الملك طلال على الزواج منها عنوة مع أن طلال كان يحب ابنة عمه الملك علي " عالية " التي أرغمت على الزواج من غازي الذي اصبح ملكا على العراق وهي التي أنجبت الملك فيصل الثاني ، نجحت الملكة زين في فرض الأميرة " دينا عبد الحميد " على الملك حسين رغم أنها تكبره بسبع سنوات ، وتم الزواج في عام 1956 وطلقها بعد ذلك بضغط من أمه أيضا بعد أن أنجبت له الأميرة عالية وقامت زين بطرد دينا من الأردن وحرمتها من رؤية ابنتها ، واكثر ما فلق الملك وأمه هو زواج دينا من صلاح التعمري أحد قادة حركة فتح وزعيم الأسرى في معسكر أنصار بعد الاجتياح الإسرائيلي لبيروت وكان من الواضح ان للملكة دينا ملاحظاتها على الملك حسين وامه وعلاقات القصر باليهود ، مرة أخرى حاولت خالات الملك فيصل تحقيق فائدة سياسية من خلال تزويج الملك بأميرة أجنبية وهذه المرة اختاروا له الأميرة عائشة ابنة الملك محمد الخامس وشقيقة الملك الحسن الثاني ملك المغرب ، ولعب " كامل مروة " هذه المرة دور الخاطبة وتم اختيار مدينة كان لعرض العروس على الملك ويبدو أن الملك الشاب مال إلى الأميرة زهوة الأخت الصغرى لعائشة لانها " أشقر " من أختها لكن والدها محمد الخامس أصر على تزويج الكبيرة أولا وفشلت الصفقة ، في عمان كان الملك حسين اكثر شطارة ، فقد نشن على ابنة العقيد الإنجليزي توني غاردنر " انطوانيت " ، كانت انطوانيت شقراء زرقاء العيون وصغيرة في السن فتزوجها الملك حسين في عام 1961 بعد أن غير اسمها إلى " منى " حتى يكون الاسم مقبولا من قبل عامة الأردنيين ، ورغم أن " منى " أنجبت للملك أولاده عبدالله – الملك الحالي – وفيصل والتوأم عائشة وزين إلا أنها لم تتمكن من تحييد نفوذ أمه عليه الملكة زين التي أصرت على حرمان " منى " من لقب ملكة وحسمت الصراع معها بتطليقها من ابنها الملك عام 1972 ، العجيب أن الملكين الأردني والعراقي لم يفكرا لحظة واحدة في الزواج من أردنية أو عراقية ، والأعجب أن جميع اللقاءات والخطوبات كانت تتم في مدينة " كان " الفرنسية بعيدا عن العيون وكأن الزواج من الأمور التي تعيب طالبه ، وفي مدينة " كان " تم تقديم عروس شقراء للملك فيصل لعل قلبه يخفق لها ، وكانت هذه الشقراء أميرة تركية اسمها " فاضلة " ، أبوها هو الأمير محمد علي ابن محمد وحيد الدين ، وامها الأميرة خانزادة ابنة الأمير عمر الفاروق ابن السلطان العثماني عبد المجيد ، خفق قلب الملك الشاب للعروس الشقراء فتوله بها ودعاها إلى بغداد وانزلها في قصر الزهور وأعلنت الخطبة على الملأ ، لكن فيصل لم يتمتع بعروسه لانه بعد اقل من ستة اشهر قتل وسحل في قصر الرحاب ، في عمان ، كان الملك حسين قد طلق انطوانيت وملأ حياته العاطفية وفراشه بالكثير من الشقراوات اللواتي كن يعملن في شركة طيران عالية وكان عراب الشركة والوسيط بين الملك والشقراوات اللبناني علي غندور اللاجئ السياسي إلى الأردن ومن خلال خدمات غندور العاطفية للملك اصبح غندور أقوى شخصية في المملكة حتى أن القصر عمم على الصحف أمرا ملكيا بمنع توجيه أي نقد لشركة عالية أو رئيسها " واللي موش عاجبيته طيارات عالية ما يركب فيها " كما قال الملك في إحدى خطاباته ، بعد ذلك التقى الملك حسيب بعلياء ابنة الوزير والسياسي الفلسطيني الأصل بهاء الدين طوقان ، كانت علياء شقراء تتوفر فيها جميع المواصفات التي يبحث عنها الملك الذي وقع في هوى الصبية الحسناء ولكنه لم يتمكن من مصادقتها بعيدا عن اعين الرقباء وخارج إطار الزواج فهي في المحصلة ليست مجرد مضيفة في عالية وليست من البنات إياهن اللواتي دأب علي غندور على توفيرهن للكبار وانما هي ابنة عائلة فلسطينية كبيرة ومعروفة في فلسطين والأردن ، واضطر الملك إلى الرضوخ لشروط علياء واهلها رغم معارضة أمه الملكة زين ، فتم الزواج في مطلع السبعينات وتم تنصيب علياء ملكة للأردن ، نجحت علياء حلال وقت قياسي في اسر قلب الملك والسيطرة عليه ، فمنحها لقب عقيد ، واوكل إليها الكثير من المهام ، ولان علياء تشربت من أبيها الدبلوماسي والوزير والسفير الكثير من العادات وفنون العلاقات العامة فقد نجحت في التقرب من قلوب المواطنين سواء من خلال زياراتها المتكررة لمضارب البدو أو من خلال رعايتها لنشاطات خيرية واجتماعية ، بل وامتد نفوذها إلى الجيش حيث أصبحت وهي بلباس العقيد تزور الوحدات العسكرية ليهتف لها الجنود ، ذلك النفوذ لم يرق للملكة زين أم الملك التي تشربت كره الفلسطينيين كمن أهلها ، كما لم يرق للأمير حسن وزوجته الباكستانية ثروت بخاصة بعد أن أنجبت علياء الأمير علي مما يعني أن ولاية العهد سوف تطير من الأمير حسن لان الأمير الجديد من أم عربية وهو بالتالي أولى بولاية العهد من عمه ، توفيت الملكة علياء عام 1977في حادث سقوط طائرتها الهليوكوبتر وخرج الملك خسين إلى العلن حين ألقى كلمة رثاء لحبيبة قلبه – كما سماها – وقال الناس بعد سماعهم لذاك الخطاب أن الملك المفجوع سيعيش على ذكرى حبيبته كما عاش قيس بن الملوح ، لكن الملك خيب الظنون بعد سبعة شهور فقط من موت " حبيبة قلبه " حين أعلن عن زواجه من شقراء رابعة هي الأميركية " ليزا " وكانت ليزا مثل علياء من موظفات شركة عالية ، وتبين أن الملك كان على علاقة مع ليزا حتى قبل مقتل " حبيبة قلبه " في حادث سقوط الطائرة الأمر الذي عزز التكهنات من ان علياء لم تمت قضاء وقدرا وانما قتلت عن سابق إصرار وترصد ، بدخول ليزا إلى القصر الملكي الأردني دخلت إلى القصر ألاعيب السياسة على الطريقة الأميركية وانتهت الحكاية بموت الملك ، وطرد الحسن من القصر ، وتحجيم الأمير علي ابن الملكة علياء ، وتعيين ابن لبزا وليا للعهد .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |