|
عامر العظم
لا نتحدث هنا عن العلويين البسطاء، أو المعارضين للنظام، أو المشاركين الآن في الثورة السورية، أو الشرفاء في الأجهزة الأمنية، أو المثقفين والمفكرين المستنيرين، ولدينا أصدقاء منهم وكتبنا دفاعا عنهم. الشعب السوري الذي رفع شعار "الشعب السوري واحد" وأكدها مرات ثلاث، هو شعب غير طائفي قبل بشار وبعده. لكن النظام يزج بمستقبل العلويين الآن في معركته ضد الشعب السوري، سواء عبر الحرس الجمهوري الذي يغلب عليه العلويون، أو شبيحة النظام، أو باقي الأجهزة الأمنية كالمخابرات التي تصدر تعميما مخزيا بالحذر من "الضباط السنة" وكأنهم ليسوا من الجيش أو الشعب السوري، وتزج وتؤلب العلويين والدروز والمسيحيين على الشعب السوري الثائر، لخلق فتنة بين أطياف وطوائف الشعب السوري! لا يمكن وصف هذا النظام بأنه نظام وطني أو عروبي! الطائفية عبودية والعبد لا يحرر نفسه حتى يحرر وطنا! النظام البعثي العائلي السوري الذي يرفع شعار "وحدة ..حرية..اشتراكية" فشل في تحقيق أي من هذه الشعارات، فلا وحدة وطنية بل نظام عزز الفرز والشحن الطائفي ولم يقض عليه، ولا حرية، بل خنق وترويع وتعذيب، ولا اشتراكية بل حكم عائلي فردي مستبد. نحن نخشى أن يدفع العلويون فاتورة الدماء التي تسيل الآن بعد سقوط نظام بشار الأسد، نحن لا يهمنا شارك العلويون في الثورة السورية أم لم يشاركوا، لكنهم في نظرنا عرب مثلنا ومن دمنا ولحمنا، وجمعتنا العروبة قبل أن تفرقنا المذاهب وانتهازيوها! الدقيقة من ذهب! هكذا علمتنا الثورات العربية! سيسقط النظام وسيذهب بشار لكن العلويين باقون! وفرق كبير أن تبقى في وطنك عزيزا، أو مُدافعا، أو ذليلا!!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |