|
طب الأسنان؛؛ والأجور غير المعقولة د.علي عبد داود الزكي العراق يعاني الكثير من المشكلات التي من الصعوبة تجاوزها ألا بكثير من الصبر والتحمل. للأسف استراحاتنا الوطنية معدومة من آه الى آه ومن الم الى الم ومن يطمح الى نهاية الم أكيد انه مقبل على الم اكبر واه أعظم... العطش البطالة أزمات السكن وأزمات الاقتصاد العراقي التي لا تحل وإنما تنمو أسرع من الحلول...لا أريد الخوض في هذا لأنه لا يحتاج الى مقال وإنما يحتاج الى كتاب .. أن مجتمعنا بحاجة أساسية الى التخصصات الطبية... أكثر من أي تخصص أخر ولا اعرف لماذا لا تعمل الدولة والتعليم العالي الى إرسال البعثات لدراسة التخصصات الطبية بشكل كبيرة لمواجهة تحديات الغد... ولا اعرف لماذا لم يتم التوسع لدراسة هذه التخصصات محليا بما يوازي حاجات المجتمع المتنامية مع الزمن... أن البنية الصناعية والتكنولوجية العراقية تكاد تكون تحت الصفر في بلدنا وذلك منذ أكثر من 3 عقود... لذا فان التوسع بالدراسات الهندسية والعلمية دون التوسع في القاعدة التكنولوجية الإنتاجية في بلدنا يعني زيادة البطالة والبطالة المقنعة في العراق.... لا أريد الاسترسال بهذا الموضوع لقد اشرت الى هذا في مقالات سابقة.. لكني أود أن أشير الى وجود أزمة حقيقية يمر بها العراقي... وهي أزمة العلاجات الطبية وأجور الأطباء في العيادات الخاصة... أتمنى للجميع الصحة والسلامة وان لا يكون بحاجة الى أي طبيب في حياتهم...وأيضا هنا لا أود الخوض بعمق في هذا الموضوع أتمنى أن يقوم الصحفيون النشطون بإعداد تحقيقات جيدة لهذه المواضيع ودراستها دراسة علمية تضع النقاط على الحروف لكي يتم الاستفادة منها وتوجيه أنظار الحكومة القادمة لمعالجتها... لكني هنا سأذكر بعض ما شاهدته وسمعته شخصيا... أن أجور طب الأسنان عالية ومكلفة جدا في بلدنا... صحيح أن أجور العلاج خارج العراق اكبر بكثير... فلقد سمعت بان حشوة السن في الولايات المتحدة تكلف 2000$..الا ان احد الاخوة في امريكا كتب تعليقا يقول ان (؛؛ هذا ألرقم غير صحيح ومبالغ فيه، فأن ألحشوة مع تنظيف ألقنوات لا تتعدى أل500$ بل أن تركيب ألسن ذو ألبرغي ألمسمى(بورسلان) يكلف 1500$ طبعاً هذه مبالغ غير رخيصة وغالية أيضا للمواطن ألعادي، ولكن ليست 2000$ للحشوة؛؛).. المهم ان مبلغ 500$ او 1500$ مبالغ كبيرة ايضا وفق قياساتنا المحلية لكنه يبدوا مناسب في مجتمعهم لان دخل المواطن الأمريكي عالي جدا مقارنة بدخل المواطن العراقي في العراق ... كما أن الموطن الأمريكي محمي من قبل الدولة... والدولة تؤمن له الكثير ليعيش حياة حرة كريمة... بينما في مجتمعنا الأزمات كثيرة والحكومة عاجزة وان قامت بشيء فأنها أما تخلق أزمة جديدة أو تسبب الم معنوي للعراقي بسبب سرقة المكاسب من قبل من لا يستحقها... لقد سمعت من أحدى المعلمات بأنها تقوم بالمساهمة بسلف من راتبها شهريا لكي تجمع مبلغ كافي لكي تعالج أسنانها... لان أجور علاج الأسنان عالية جدا قد تتجاوز في حالة عمل جسر ثابت المليون دينار...كما أن حشوة الجذر في المعدل تكلف من 150 ألف دينار الى 250 ألف دينار للسن الواحد... ولقد سمعت سائق تكسي بسيط يعمل بسيارة برازيلي ... وهو يقول بهزل... انه عالج اثنان من أسنانه وبعد المعالجة وجد بان طبيب الأسنان يشاركه في نصف سيارته... لان أجور معالجة أسنانه يكلف نصف ثمن سيارته... لا أظن أن هناك أنصاف للمواطن البسيط... كما أن الأطباء اغلبهم لا يتسامح بأجوره الباهظة هذه وان تسامح بشيء متفضلا على المواطن الذي لا يستطيع دفع الأجر فان المواطن يشعر بالذلة والخجل ( والكثير يرفض أن يتفضل عليه احد)... لماذا لا يتم تخفيض الأجور لماذا لا تحفظ كرامة العراقي من الأهانة والذل.. والخجل ... لا نقول أن على الحكومة معالجة ذلك لكن على نقابة الأطباء الانتباه لذلك... فليس كل أبناء الشعب هم أعضاء مجلس نواب ووزراء ومدراء عامون أو أساتذة جامعيون....أو أطباء..ليستطيعوا دفع أجور الأطباء العالية.. أن نسبة 90% من أبناء مجتمعنا يعيشون حياة بسيطة حتى الموظفون منهم حياتهم بسيطة وان أي إرهاق لميزانية أسرهم يجعلهم يتشكون ويمرون بظروف صعبة... نتمنى من نقابة الأطباء ليس فرض اجور محددة على الأطباء لكن نتمنى منهم أقامة ندوات تثقيفية للأطباء وشرح ظروف المجتمع... وتخفيض الأجور بما يوازي العمل المنجز ... وكلفته... لا باس من أن يعمل الطبيب من اجل العراق أن الوطن ليس الأرض التي نقف عليها فقط أن العراق كل أبناء شعبنا... لنتعاون على رفع الضيم عنهم بأخوة بطيب وسلامة... لا نفرض عليهم أجورا اكثر من طاقتهم ثم نتفضل على بعضهم بتخفيض الأجور ... لقد سمعت أن احد الكسبة عندما سمع أجور علاج سن واحد 200 ألف دينار فضل أن يقلع أي سن من أسنانه على دفع هذا المبلغ ... وذلك لصعوبة توفير هذه المبلغ لغرض علاج أسنانه... لو استمر هذا فأن الطبقية الاجتماعية ستنمو بشكل مخيف... وأي نمو غير متوازن سيسبب كوارث اجتماعية وضعف في الأمن وزيادة اللصوصية والخطف وغيرها... نقول ليس لأطباء الأسنان فقط وإنما لكل عراقي يتعامل مع أخوانه في بلده العراق ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء... أتمنى للأخوة الأطباء كل خير وأتمنى عليهم أن ينتبهوا للقياس العام الذي من الصعوبة أن يدرك.... أنا سمعت من والدي رحمه الله كلمات قالها لي وهي ؛؛ عندما يبدأ الإنسان عمل ويستقر فيه أذا كان ناجح وعمله مبارك فيه وشريف فانه يحتاج الى فترة 10 سنوات عمل لكي يحقق أمنياته بالسكن المناسب المستقل وتوفير الأثاث اللائق لأسرته والعيش عيشة كريمة... وبعد 10 سنوات سوف يعمل لمستقبل أبنائه.... وقال لي أن هذا هو دستور الاستقرار الاجتماعي؛؛ ... هذا الدستور كسر ولم يبقى منه شيء اليوم لذا مجتمعنا غير مستقر قيميا ونراه في تبدل مستمر من يوم الى يوم... لذا أتمنى من الأخوة الأطباء أن ينتبهوا لذلك وان يعيشوا حياتهم ويتنعموا ببركات أعمالهم... اعلم أنهم يعانون الكثير جدا ويجهدون أنفسهم كثيرا ... لكن عليهم أيضا أن ينظروا الى قياس المجتمع العام من حيث الإمكانية المادية.... والقياس العام هو الشيء المعقول وليس الشيء المبالغ فيه.... لقد سمعت في صغري حكمة حصلت فعلا:( في حفلة عرس لأحد أبناء احدى القرى تجمع الناس وكانت هناك فرقة غنائية تعزف في الحفل تعطى لها مبالغ من الناس كهدية للفرح...وهذا على ما أظن في نهاية الستينيات أو بداية السبعينات... فكان الذي يتحدث بالمايك يصيح بأسماء من يتقدم ويدفع : فمنهم من دفع درهم ومنهم من دفع 100فلس ومنهم من دفع ربع دينار... الى تقدم شخص من الحضور معروف عنه بأنه نكره فأعطى مبلغ 10 دنانير..وعندما صاح باسمه بالمايك وعن قيمة المبلغ الذي دفعه تعجب الناس من ذلك وعم الصمت وسكت الجميع ولم يتقدم احد ليقدم هديته البسيطة بعدها ... خجلا من المبلغ الذي قد يقدم والذي سيكون بسيطا جدا أمام العشرة دنانير التي دفعت قبله... هنا تنبه احد أثرى أثرياء القرية لذلك فقام بكل جراءة وأعطى مبلغ بسيط وهو ربع دينار... هنا تبسم الجميع لعودة المقياس الحقيقي لهم ولمستواهم والذي أرجعه لهم هذا الرجل الحكيم ... وبعدها ساهم الكثيرون بالهدايا النقدية البسيطة...واستمر الفرح.. لذا نقول نحتاج الى مقياس حقيقي لمستوى أمكانية الفرد العراقي ... ودعونا نميل باتجاه رفع شان الإنسانية قبل أي شيء... نتمنى من الأطباء أن يجعلوا العراقي يحتفظ بماء وجهه وهو يتعالج عندهم.... أنا لا اقصد الإساءة للأخوة الأطباء لكن أتمنى أن ينتبهوا للإنسان العراقي.... إنساننا العراقي طيب ... وطيبة الانسان لا تقتصر على نوع ومهنة الإنسان ولا على عرقه... لذا أطبائنا الكثير منهم طيبون ... كل ما نتمناه منهم هو الانتباه الانتباه لذلك..... عندي جلسة لحشوة جذر (الجلسة الخامسة) أتمنى أن تمر سلامات ولا يعرف الطبيب الذي أتعالج عنده أني كتبت هذا المقال.....احترامي لكل من يعمل بشرف ونزاهة وكرامة من اجل العراق...
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |