ما زاد حنون في الاسلام خردلة

 

توقيع: بهلول الكظماوي
e-mail:bhlool2@hotmail.com


( بغداديات )

نزولاً عند رغبة الاخوة القراء الكرام الذين زاد الحاحهم في الفترة الاخيرة بان اعاود الكتابة كما كنت, وخصوصاً بعد تركي لمواضيع الهزل و الذي يصفوه الاخوة الكرام دائماً بالادب الساخر تارة و تارة اخرى بالمعارض الساخر, او المعارض المستهزئ, حيث اتسمت مواضيعي الاخيرة بالجدية والدخول المباشر الى الفكرة والاقلال من الكتابة الا في حالات خاصة و فترات متباعدة عكس ما كنت عليه في بغدادياتي السابقة كـ ( فاتك القطار , بين حانه او مانة ضاعت لحانه, لباس القروي, الميت ميتنه و نعرفه اشلون مشعول صفحة, الله يرحم ذاك الاب, لطم شمهودة, من الباب للمحراب, اليدري يدري و اللي ما يدري كمشة عدس, نصيحة الشيطان, خلف بن امين و عباس خريكة, ملة فطم, مله فهيمة, دفتر عبد كور, الامريكاوي, ذيابة ابراهيم عرب, صاية و صرماية, بوز الجلب, زيارة البحارنة, الجلبي ماكل كباب, عيارات حجي عبود, حارف رويسه.......الخ, اذ يصعب حصرها جميعاً, فمجموعها اكثر من خمسمائة حكاية تروي كل واحدة منها قصة مثل بغدادي, و هي تحاكي مرحلتها , اذ اعتدت ان اضع تاريخاً في نهاية كل واحدة منها).

و لكن المشكلة انني وصلت الى قناعة بان الوقت قد تغير, ولكل مقام مقال, اذ حتى الكلام الجاد قد لا ينفع في كثير ممن انغمس في العملية السياسية التي تتمظهر برمّتها على شكل محاصصات تخلو تماماً من اي معارضة جديّة تتورع من الاستعانة بالمستعمر الاجنبي المحتل من اجل الدخول في المحاصصة.

وان وجدت بعض مظاهر المعارضة الجادة و القوية فهي لا تتعدى مظاهر صورية للمعارضة و ضغوط من اجل الاشتراك في المغانم المتأتّية من المشاركة السياسية.

اما معارضة من اجل تصحيح الاخطاء , اوترشيد المسيرة ونصح العاملين من اجل تحسين خدمات المواطن العراقي و عزته و حفض كرامته فهذا لا وجود له في قواميس غالبية المشاركين بصالحهم و طالحهم على حد سواء. الّا ما رحم ربي و هم من النادرين.

واختفت من ادبيات محاصصينا الاحاديث الشريفة و الامثال الحكيمة التي كنا نسمعها على السنتهم او نقرأها في كتاباتهم كـ :

*من نعم الله عليكم حاجة الناس لديكم.

*رعاية شؤون الأمة تكليف و ليست تشريف.

*من سمع منادياً ينادي يا للمسلمين و لم يجبه فليس بمسلم.

*ما بات غني متخم الّا على حساب فقير جائع.

*ٍٍانما هلك الذين من قبلكم انهم كانوا اذا سرق فيهم القوي تركوه وان سرق فيهم الضعيف اقاموا عليه الحد.

*الضعيف عندي قوي حتى آخذ الحق له, و القوي عندي ضعيف حتى آخذ الحق منه.

*من اعان ظالماً سلطه الله عليه.

عزيزي القارئ الكريم :

نزولاً عند رغبة هؤلاء الاخوة الكرام الذين طلبوا مني المداخلة حول نشاط دول الخليج لاجل منع انعقاد مؤتمر القمة العربية القادم في العراق عقوبة له لوقوفه الى جانب شعب البحرين.

لاجل ذلك أكتب باختصار ما يلي :

(((ما زاد حنون في الاسلام خردلة.....ولا النصارى لهم شغل بحنون)))

في رأيي ان من يلهث وراء ما يسمى بالقمة العربية المزمع عقدها في بغداد والتي تضم ما لف من مترأسين و متأمّرين و مملوكين امثال الاميين المتخلفين حكام الخليج , اما ان يكون هؤلاء اللاهثين فاقدي العقل ( عقل سز ) واما أن يكون بدون شهامة و نخوة عراقية ( غيرة سز ) كما هو التعبير التركي الذي جعل الرئيس التركي اردوغان يفصل عرى اللهاث وراء الاتحاد الاوربي بعد لهاث من سبقه لعشرات السنين و اتجه الاتجاه الصحيح نحو امته العربية و الاسلامية.

والّا ماذا يجبر شعب حضارات بابل و آشور و اكد و سومر و و و .

ماذا يجبر شعب علي و الحسين و ابي حنيفة و الكيلاني؟

ماذا يجبر شعبنا العملاق بتاريخه و حضارته و ثقافته , وحتى ثروته الوطنية والذي يتبجح وزراء نفطنا باننا سنصدّر عن قريب اثني عشر مليون برميل يومياً.

ماذا يجبرنا في اللهاث وراء من قال فيهم رب العزة:

بسم الله الرحمن الرحيم

(((لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ. صدق الله))) التوبة آية 47\

ماذا يجبرنا ان نلهث وراء حكام متخلفين لعقد مؤتمرهم في بغداد , بعد خمسة و ستين سنة من اغتصاب فلسطين والتي لم تحقق كل مئآت مؤتمراتهم الدوارة لكل العواصم العربية, لم تحقق تحرير شبراً واحداً من التراب المغتصب, ولم تحل اية معضلة لفرد من افراد الامة العربية.

فيا ترى ماذا سيحقق لنا هؤلاء الحكام الفاشلون الآيلون الى السقوط تحت ضربات شعوبهم التي خلعت اعنتها, ولم يبق لهؤلاء الحكام الظلمة الا التعاون على الظلم و العدوان لقهر ارادات شعوبهم الكارهة لهم, عسى ان يسعفها ظلمها و عدوانها في الخلاص من قبضة هذه الشعوب.

فلنستحي قليلاً من حضاراتنا يا عراقيين.


 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com