قالوا للفرعون إحلف..!!
 

 
أسامة عبد الرحيم
 

كم هم بلهاء أعوان الفرعون الهارب "مبارك" بل ويشعرك تخطيطهم بغثيان متزايد في كل مرة يناورون فيها بهذا الكم من الحمق النقي والبلاهة الخام، فمنذ أن كتب من كتب خطابات "التناحة" إلى أن تم ترتيب وتأمين هروب عائلة الأربعين حرامي إلى شرم الشيخ ، تأكد للشعب أن هناك من يستميت في الداخل والخارج لأجل عدم كشف "بلاوي" الرئيس السياسية والجنائية في حق شعبه وشعوب الدول العربية، وتأكد ذلك اليوم حينما ناور البلهاء من جديد وزجوا بالثعبان العجوز ليبث رسالة توسل على قناة "العبرية" ، وجهها إلى الشعب الذي حكم عليه بالجهل والفقر والسرطان طوال ثلاثين عاما عجاف، وختمها بإطلاق كلب داخليته المسعور يطلق النار في نشوة دامية ويدهس الشهداء العزل تحت عجلات مصفحاته الثقيلة في جمعة الغضب تحت سمع وبصر من العالم.

لم يتعلم بلهاء الفرعون الهارب في شرم الشيخ من موقعة الجمل حتى إفتعلوا فتنة كنيسة قرية صول بين المسلمين والنصاري ، وهم الذين شكرهم الفرعون على الهواء وأمام الملايين على شيطنة تخططيهم وتفجيرهم لكنيسة القديسين في الأسكندرية، وبعدها ومثل ذئاب جائعة أخرجوا ملفا عشوائيا لشاب ملتح لا يبعد بيته كثيرا عن مكان الجريمة، وقد وقع إختيار القتلة في أمن الدولة عليه فأسرعوا إلي بيته وإنتزعوه من بين أطفاله وأمه وزوجته الشابة الذين توسلوا وبكوا تحت أرجلهم كثيرا ، وشعرت أمه العجوز وهم يضعون "الغُماية" على عين ولدها أن صدرها تم شقه وقلبها تم طعنه وأنها لن تراه ثانية، وبالفعل إقتاده الزبانية إلى احد مقرات هامان الجهنيمة وتفننوا في تعذيبه من الليل حتى الفجر، وياليتهم عاملوه مثلما يعاملون جواسيس إسرائيل الحبيبة، بل علقوه كالذبيحة وتناوبوا صعقه وسحله حتى بصق الشهادة دماً في وجوههم وصعدت روحه إلى بارئها، وفي الصباح قالوا لأهله تقبلوا عزائنا المسألة قضاء وقدر...!

لم يتعلم بلهاء الفرعون الهارب في شرم الشيخ من قميص الشهيد خالد سعيد، عندما كسر كلاب هامان ساقه وسلخوا جلد وجهه ومزقوا لحم ظهره وبطنه ثم ذبحوه، وفي النهاية شقوا حلقه وحشروا فيه لفافة "بنجو" كذب، ثم جاءوا إلى أهله عشاءََ يبكون أن إبنكم الشقي "المدمن" قد مات قبل أن تتمكن كلابنا من إنقاذه، ثم هم انفسهم هؤلاء البلهاء من أطلقوا نباح فتنة حرق الأضرحة المفتعلة ليشغلوا السلفية بالرد على إتهامات الصوفية، ثم عندما شعروا أن الشعب مصمم على محاكمة الفرعون وهامان وأتباعهما وجنودهما ، وأيقنوا أنهم اخفقوا في الإيقاع بالشعب وبات واضحاً حمق وبلاهة من خطط ودبر كل ما مر ذكره، أعادوا الكرة مرة ثانية ودبروا إطلاق النار على المعتصمين في ميدان التحرير، لكنهم للأسف هذه المرة إقتربوا كثيرا من قطع "شعرة" الثقة الوحيدة المتبقية بين الشعب وبين المجلس العسكري، وذلك بعد سلسلة إخفاقات وتباطؤ غير مبرر من جهة المجلس العسكري في مواجهة شياطين نظام الفرعون الهارب وزبانيته.

وحسناً حينما ذكرتني زوجتي الأن وانا اعرض عليها ما كتبت بتصريح للفنان "المتحول" طلعت زكريا الشهير بطباخ الريس، وهو يعلق على حالة الفرعون الهارب النفسية في شرم الشيخ قائلاً: ( لو كان مظلوم يبقا أكيد تعبان ومكتئب ولو كان حرامي زي ما بيئولوا يبقا أكيد ولا على باللو)، وصدق طباخ الريس فيما قال ومن يعيد سماع الخطاب ثانية وكلماته يجد الفرعون (ولا على باللو)، ولا يفوتنا بالطبع أن فترة التباطؤ المتعمدة تلك في ملاحقة جرائم الفرعون وهامان وأتبعاهما منذ إندلاع الثورة إلى الأن، قد منحته فرصة ذهبية في حرق الأوراق وترتيب الباقي وإعدام الأدلة، وهو ما جعله يتبجح بأنه غير مدان في شئ وأن ذمته وذمة زوجته ونجليه نظيفة مثل نظافة السيد نظيف وشريفة مثل شرف الشريف ولديه شاهديه الأوفياء زكريا وسرور..!!

وقبل أن يصيبك الإكتئاب عزيزي القارئ ويسيطر عليك هاجس فرار الفرعون وزوجته وأولاده وهامان وجنودهما وأتباعهما من الإدانة والمحاكمة والعقوبة، أذكرك بكلمة قالها لي احد الثوار يوم الأربعاء الدامي قبل جمعة التنحي ، وقد أصبت ليلتها في ذراعي جراء المواجهات مع البلطجية وكلاب الفرعون السرية بجوار المتحف المصري، قال لي :" اصبر ولا تغتم ولا تكتئب..إن هذه الثورة حالها مثل حال ناقة النبي صلي الله عليه وسلم..مامورة..وهي لن تقف إلا في المكان والزمان والحد الذى قدره الله منذ البداية..وليس لأحد سلطان عليها سوى الذى أطلقها سبحانه"، حينها قمت رغم إصابتي في ذراعي وحملت طوبة وقذفتها في الإتجاه الذى يتحصن فيه بلطجية الفرعون..!

وأخيرا نقول للفرعون الهارب في شرم الشيخ من حقك إلتزام الصمت كما كنت تفعل، لأن كل كلمة ستقولها سيسجلها الشعب ضدك، ومن حقك أن تأتي لتقف امام محاكمة عادلة يترافع عنك محاموك الذين ترتضيهم، ومن حقنا أن نأتيك الجمعة القادمة بالملايين لنقبض عليك بتهمة سلب ونهب وقتل وترويع شعبا كاملاً طوال ثلاثين عاماً مضت..نقسم على ذلك.

-
 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com