|
كاظم فنجان الحمامي خبر سعيد, وبشرى سارة, وفرحة ما بعدها فرحة, زفتها لنا الفضائيات العربية من الديار الليبية المغيبة تحت رماد الجحيم, في التوقيتات التي يتربع فيها شبح الموت في الدروب والساحات والأسواق والمساجد, ويطل علينا من استوديوهات قناة الجزيرة. يقول الخبر السار: أقلعت من محارق مرسى (الحريقة) الليبي أول ناقلة محملة بالنفط الخام لحساب أعضاء المجلس الوطني الانتقالي, وهي أول شحنة يبيعها المجلس, ويتقاسم أرباحها مع فرنسا. انتهى الخبر السار, وتفاخرت الفضائيات بتكرار إذاعته, فنشرته على عجل في عواجلها المرئية والمقروءة والمسموعة, وراحت تزف البشرى بنجاح جيوش الناتو في تحقيق أهدافهم الإستراتيجية المرسومة, وتحتفل معهم في تأمين ضخ البترول عبر شرايين الشحن القطري, وبالتناصف مع رفاق الملة مصطفى العبد الجليل, وبهذا الخبر السار يتعين على الموتى, الذين تساقطوا كما الجراد في معارك الأخوة الأعداء, أن يخرجوا من أكفانهم, ويرسموا ابتسامة عريضة فوق توابيتهم, ويحتفلوا في مقابرهم بعد أن تحقق المراد, وصلحت أحوال البلاد, وأصبح كل شيء تمام التمام, فلا داعي للقلق بعد الآن, فقد انفكت العقدة, وتدفق البترول في جيوب قراصنة فرسان مالطة. ثم جاءت الأخبار السارة من ميناء (طبرق) لتحمل الأنباء السعيدة للعوائل الليبية الهائمة على وجوهها بين كثبان الصحراء الكبرى, تبشرهم بناقلة أخرى غادرت (طبرق) نحو جهة مجهولة, فيما يُنتظر وصول ناقلة عملاقة, سعة مليون برميل, وهكذا انصبت اهتمامات فرنسا وأخواتها ووصيفاتها على استئناف ضخ البترول, بينما أشاحت بوجهها عن المدن المهجورة, والقبائل المقهورة, ولا شأن لها بتأمين الغذاء والدواء للشعب الليبي المنكوب, فكل ما يعنيها هو النفط وبس, ولتشرب بنغازي من البحر, فالنفط هو الخاتم السحري في الألعاب الدولية النارية, وهو سر السعادة والرخاء, ومصدر العناء والشقاء, انه نعمة ونقمة, وإذا عرف السبب بطل العجب, فبسببه انقسمت مجموعة الأوابك إلى خادم للغرب يرفل بالدمقس وبالحرير, وثائر عليهم يتعرض لأبشع أساليب القهر والتمزيق والتشويه, ثم ظهر علينا المتهور الداعر من بيت العهر والنذالة, متشحا بوشاح جوج وماجوج ليعلن الحرب على المسلمين بمباركة أشهر وعاظ السلاطين, يشهر سيفه البنتاغوني بوجه المآذن العربية, ويشترك مع لصوص النظام العالمي الاستعلائي الجديد في سرقة النفط والغاز, ويعتلي منبر الجزيرة في إمارة الفساد والموساد, متمثلا بصورة الحجاج بن يوسف الغجـري, رافعا عقيرته بالنباح والصياح: أنا أبن موشي وطلاع الثنايا متى أضع القلادة تعرفوني
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |