|
أحمد رجب لاشكّ أنّ دول العالم عامةً والدول العربية خاصةً تعلم بأنّ شباب تونس مع الجماهير الشعبية والأحزاب الوطنية والقوى اليسارية أشعلوا شرارة الثورة التي أطاحت بدكتاتورية الرئيس علي زين العابدين وأقاربه من عائلة الطرابلسي والرموز التي شاركت في نهب وسرقة قوت الشعب وأمتدادا لهذه الثورة الجبّارة ولديمومة شرارتها أشعل شباب مصر شرارة ثورة جماهيرية مماثلة شارك فيها بفعالية منقطعة النظير قطاعات الشعب المختلفة من عمال وفلاحين ومثقفين ثوريين وأبناء القوات المسلحة الذين وقفوا إلى جانب شعبهم وثورته التي وضعت النهاية لحكم الدكتاتور محمد حسني مبارك. وصلت شرارة الثورات إلى ليبيا واليمن وسوريا فمعمر القذافي يحارب شعبه بالدبابات والصواريخ ومختلف الأسلحة الفتاكة، وقد فتح الباب لتدخل القوى الخارجية المتمثلة حاليا بحلف الناتو لشن هجمات بالصواريخ والطائرات الحديثة، الأمر الذي يؤدي إلى قتل الناس الأبرياء وإزالة البنية التحتية ومصافي النفط وغيرها. وفي اليمن تسير المظاهرات الإحتجاجية التي يشارك فيها الملايين من أبناء وبنات اليمن في صنعاء وتعز وعدن والمكلا والحديدة وحضرموت وغيرها من المدن، وتهتف الجماهير المليونية وتدعو إلى إسقاط النظام، ولكن الدكتاتور المستبد على عبدالله صالح يتشبث بكرسي الرئاسة، ولا يخجل عندما يخطب في أقاربه وأبناء عشيرته زاعماً بأنه لا يرحل إلا من خلال صناديق الإقتراع، وقد أدى تشبثه بالبقاء في منصبه إلى تدخل الدول الخليجية الرجعية التي تريد من خلال الأحاديث مع البعض من قيادات أحزاب اللقاء المشترك إيجاد منفذ لتنحي علي عبدالله صالح ووضع شروط لحمايته وأسرته وأقاربه، وعدم مثوله أمام المحاكم للجرائم التي إقترفها في الماضي ويقترفها لحد اليوم بحق الشعب اليمني الباسل، ولكن ما يسّر المرء هو موقف شباب الثورة اليمنية الشجاع الذي يرفض مواقف أحزاب اللقاء المشترك من المهادنة والرضوخ لشروط دول الخليج الرجعية المتمثلة بـ ""مجلس التعاون الخليجي"". امّا في سوريا برزت بوادر الثورة التي يشارك فيها الشعب السوري، وجماهير سوريا البطلة ذات المواقف المشرفة في الوقوف بوجه الدول الإستعمارية وخاصةً الإستعمار الفرنسي فكانت البداية من مدينة درعا الباسلة ومظاهراتها الإحتجاجية التي طالبت بحياة كريمة في ظل الحرية والديموقراطية، ولكن في الحال تدخلت قوى الأمن البوليسية لقمع المتظاهرين وسقط عدد من الشهداء، وفي الساعات الأولى لشرارة الثورة لجأت السلطات السورية، وسلطات حزب البعث إلى الكذب والدجل، وتلفيق رواية من أن قوى خارجية دبّرت الهجوم على المتظاهرين المسالمين، ولم يصّدق أحد الرواية البعثية الكاذبة. وبعد أيام عقد ""مجلس الشعب"" جلسة حضرها الرئيس بشار الذي خطب ووعد بإصلاحات وزيادة الرواتب ورفع حالة الطواريء، وبعد خروجه من المجلس تم إبلاغه بأن الشرارة، شرارة الثورة قد وصلت إلى اللاذقية التي تضم القرداحة مسقط رأس الرئيس، ومنها إلى بانياس وطرطوس ودمشق وحلب وحماة وحمص والقامشلي وديرالزور وغيرها من المدن السورية، وأقدم الرئيس على حل الحكومة، وتشكيل حكومة جديدة مماثلة مع تغير الوجوه، وأجتمع الرئيس بالحكومة الجديدة وتحدث عن المزيد من الإصلاحات، ولكن المظاهرات الإحتجاجية إزدادت لكي تشمل كل المدن السورية، وعندما علمت الجماهير بأن الحكومة عاجزة عن الإصلاحات ورفع حالة الطواريء غيّرت شعاراتها ولهجتها من سلمية، حرية، ديموقراطية إلى شعار: الشعب يريد إسقاط النظام. بعد مجزرة مدينة درعا البطلة أقدمت السلطات الدموية لنظام حزب البعث على إقتراف جريمة مروعة في مدينة حمص، وفي عملية جبانة للأمن والمخابرات سقط {14} شهيد، والعجيب أن السلطات تصّر على كذبها ودجلها وهي تقتل أبناء الشعب وتزعم بأن قوى إرهابية، وقوى سلفية تقترف الجرائم بحق الناس. ان الدكتاتورية في سوريا هي سيطرة الجشعين والحثالات الطموحة للرأسمالية والمجّردين من القيم والاخلاق لسرقة المال العام عن طريق النصب والسرقة في ظل النظام الذي يحميهم ويقدم التسهيلات لهم لقمع الشغيلة من العمال والفلاحين والطبقات المسحوقة والمثقفين الثوريين، ومواجهة تطلعات الشعب التواق للحرية والديموقراطية بسياسة الحديد والنار، وإستخدام السياسة البوليسية ضد القوميات كافة في المجتمع السوري {العرب والكورد والأرمن والكلدان وغيرهم}، وتتغطّى هذه الدكتاتورية عادةً بمختلف الاشكال الديموقراطية مثلا يعتبر العاملون في ظلها أحراراً بصورة شكلية، ولكن في الواقع تكون الجماهير الشعبية الواسعة في ظروف هذه الدكتاتورية (دكتاتورية البرجوازية) مجّردة من الإمكانية الفعلية لكي تستخدم بصورة كاملة الحقوق والحريات المعلنة في دستورها الاجوف. عندما هبّ الشعب السوري من درعا في مظاهرة إحتجاجية على الظلم والفساد الذي إستشرى في مؤسسات الدولة ظهرت البعثية بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري الوريث لتكذب وتزعم بأن سوريا مستهدفة من قبل الأعداء، وانّ مثل هذا الهراء يفيد فقط العناصر الموتورة والحاقدة في نظام البعث الذي اصبح مرتعاً لحفنة من الإرهابين والمجرمين المعروفين لدى السوريين خاصةً والآخرين عامةً. أن نظام بشار وحزب البعث يعتمد على إعلامه الفاشل ورموزه الحاقدة من أمثال: شقيقه العميد الركن ماهر وأقاربه من بيت مخلوف وزمرة من العسكريين وبعض الإسلاميين الذين يبيعون شرفهم وكرامتهم من أجل إرضاء دكتاتور وبعثي شرير كمفتي سوريا المدعو أحمد حسون الذي يصفه أبناء الشعب السوري بالبلطجي، ويدعون الجماهير إلى عدم الإهتمام به وعدم تصديق أقواله لأنّه مبعوث من النظام، وان حديثه ملغوم، ويدافع عن النظام وهو يهذي عندما يتطرق إلى الإصلاح. ان الأيام القادمة ستشهد سقوط الفريق في الجيش السوري بشار ""الأسد"". ان النصر سيكون للشعوب التواقة للحرية والديموقراطية، وأن الدكتاتوريات بدأت تسقط الواحدة تلو الأخرى، وفي القريب العاجل يسقط معمر القذافي، علي عبدالله صالح، بشار "الأسد"، عبدالعزيز بوتفليقة، ومن ثم يأتي الدور على الرؤساء والملوك وسلطان عمان، ويذهبون إلى مزبلة التاريخ.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |