كيف يخرج بشار الأسد بأقل الخسائر!

 

 عامر العظم

غبي من يعتقد أن شعبا احتقر ضعفه وبصق على خوفه وانتصر على نفسه وخرج إلى الشارع، سيعود إلى البيت دون أن يحقق أهدافه، والعبر والأمثلة واضحة أمام أعيننا لا تحتاج إلى خبير نفسي أو محلل استراتيجي!

لن يتراجع شعب بعدما سالت دماءه وسقط جرحاه وشهداءه، ولن تنفع كل الوسائل القمعية أو نظريات المؤامرة أو برامج وضيوف التلفزيون الرسمي الغبي. ما يجري الآن هو حركة تاريخية عربية لن تستثني أحدا، من المحيط إلى الخليج! الثورات العربية ليست أكثر من مسلسل جماعي بإخراج شعبي نتابع حلقاته أولا بأول، والحلقات القادمة تأتي تباعا وفي الوقت المحدد!

تستغرب أن النظام السوري يستخدم أساليب وعناوين مجربة فشلت في تونس ومصر واليمن وليبيا كالبلطجية والإخوان المسلمين والقاعدة والسلفيين والصهيونية والمؤامرات الأجنبية. الشعوب العربية سئمت المستبدين والمتطرفين، حكاما وجماعات، هي لا تريد أكثر من قطع مع الماضي المؤلم أو المظلم، وحرية وكرامة، ودولة مدنية ديموقراطية تحترم إنسانية الإنسان.

عندما يخرج الشعب ويشعر بقوته وفعاليته وفعله على صانع القرار، لن يجدي معه أي قمع! هناك حالة شعبية وجدانية ثورية تنهض وتتشكل الآن لن تنفع معها القنابل النووية أو الفسفورية!

الشعب السوري ثار على بشار النظام والإرث، وليس عليه كإنسان، عليه أن يفهم ذلك. يقاتل بشار الأسد بكل الطرق لكي لا ينتهي ذات النهاية وقد تتفهم ذلك على المستوى الشخصي أو الإنساني، لكن لو كنت مكانه فسأجلس مع نفسي وأحلل بعمق ما جرى من ثورات عربية وما واكبها من أحداث ونتائج، وأجعل نهايتي متميزة ومُشرّفة! سأختصر وارحل الآن بطريقتي وإرادتي وبصمتي!

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com