|
صلاح نادر المندلاوي
ان مايدفعني بضرورة التفكير في هذه المشكلة هو ان نسبة البطالة في العراق ووفقا لاحصائية منظمة العمل العربية هي بحدود (80%) مما يجعله عدوا لنا وعلينا مواجهته بشكل مدروس وبشجاعة. ولابد ان اؤكد بان هذه المشكلة لايمكن ايجاد حل بشكل سريع لها لاننا ورثناها من النظام السابق ولم تشرع الحكومات المتعاقبة لأدارة شؤون البلاد منذ تداعيات نيسان 2003 لأيجاد حلول مناسبة لهذه المعضلة الحقيقية في المجتمع والعائق الاساسي في طريق تقدمنا فهذه الظاهرة مخيفة لنفوس الشباب ومحطم لكيانهم الاجتماعي لأن عدم توفير فرص للعمل لهم وحسب مؤهلات الشباب سيكون عواقبه وخيمة لاسامح الله لأن الدولة العراقية الجديد تناست الشباب وهمومهم وشجونهم وتبحث عن القيل والقال !! والمحاصصة الطائفية والقومية والحصول على المناصب لغرض الحصول على الامتيازات المالية و قطع الاراضي والسيارات المصفحة والمنازل الفخمة وهذا واقع حالنا منذ سنوات منصرمة وبالتالي عجزت الحكومات المتعاقبة على ايجاد معالجات ناجحة و البدائل المدروسة للقضاء على البطالة بدلا من مشاريعها السابقة الفاشلة وأخر ها كانت توزيع سيارات التاكسي الصفراء بالتقسيط وهذا المشروع كان للعاطليين !! وللأسف اغلب الميسورين وذوي الدورات الخضراء حصلوا على تلك السيارات من مجلس محافظة بغداد واغلب مجالس المحافظات لتباع بعد فترة وبالباطن عبر معارض السيارات و معارض البيع المباشر بأسعار عالية مما أدى الى تذمر العاطليين الحقيقيون من اصحاب الشهادات لأن هذه المشاريع بأسم هذه الشريحة وبالمقابل لايستفادون منها لانها للأقارب و عوائل السادة المسؤولين من الساسة في البرلمان العراقي وأعضاء المجالس المحلية في المحافظات ومن ثم يتم شمول العاطل (أبن الخايبة ) !! وأهم ما في الأمر الحيوي هذا عجز و تدهورواضح لعمل وزارة الشباب والرياضة مما ادى الى زيادة نسبة البطالة لتصل الى احصائيات وارقام كبيرة ،وخاصة بعد ان انتزع الشباب من اذهانهم فكرة ضرورة العمل بشهاداتهم الدراسية او مؤهلاتهم واصبحت تلك الشهادات معلقة للزينة او لاكمال ديكورات المنازل !! مما أدى الى عمل الشباب في مهن وحرف مختلفة لاتناسب مؤهلاتهم وبالتالي يؤدي الى ضياع سنوات الدراسة الاولية والجامعية مما يسبب سلبيات عديدة منها الانعزال والتفكير السلبي مما يولد امراض اجتماعية كثيرة نفسية وأخلاقية .. لذا علينا ان نفتش بجدية عن امكانية القضاء على البطالة بعيدا عن (وضع ايدينا على خدودنا) انتظارا لهجرة شبابنا الى دول العالم لان هذا الامر هوهدر للطاقات الشبابية وامكانياتهم وهي نقطة مهمة يجب الانتباه لها مستقب
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |