لا للكونفدرالية .. نعم للديمقراطية!


حسن الأنصاري
Alansari_55@yahoo.com

 

نظريا يعتقد البعض أن إنشاء اتحاد كونفدرالي بين دول مجلس التعاون أمر في غاية السهولة وكأن مجرد التوقيع على مثل هذه الاتفاقيات والمعاهدات يضع دولنا في مواجهة المنافسة الدولية في عالمي السياسة وحساباتها المعقدة والاقتصاد ومدى نطاق حريته ويعزز دور العلاقات الدبلوماسية مع بقية دول العالم للمزيد من المرونة للتحرك بدون قيود أو بشروط سهلة مريحة!. إلا أن واقع الإتفاقيات والمعاهدات عبارة عن دستور ديمقراطي وتكييف لقوانين المؤسسات المدنية لضمان حرية الفرد الشخصية وتحقيق المساواة بين الجميع!. وفي مفهوم السياسة الحديثة فإن اتحاد الحكومات تحت الاطار الكونفدرالي يعني السعي لسعادة المواطن ورفع مستوى معيشته أي أن تكون الحكومات من وإلى الشعب بهدف خلق استقلالية تامة للشعوب لا للدول والحكومات. لذا دائما كان مصير الاتحادات الكونفدرالية الفشل، وكما حصل لاتحاد جمهوريات أميركا الوسطى في عام 1898 إلا أن البعض يعتقد أن الكونفدرالية ابتكار أو اكتشاف جديد في عالم السياسة!. أما هذه الكونفدرالية التي يرفع البعض شعارها فتأتي طبقا لنظرية «البؤس والافتقار» وتعني إتاحة المزيد من الفرص لطبقة معينة من المجتمع لترسيخ هيمنتها في كل دولة بهدف تحسين أنفسهم على حساب المحرومين سياسيا والطبقات الأخرى في مجتمعات تلك الدول وإن السعي وراء هذا الطرح أكثر خطورة على نظام الدولة من السعي وراء حل مجلس الأمة. فلو أن تعطيل المجلس قد يكون لفترة مؤقتة إلا أن الكونفدرالية وفي ظل الأجواء السياسية الضبابية في المنطقة تعني الهدم الكامل لنظام الدولة وكيانه واحتكار السلطات الثلاث لطبقة معينة من المجتمع!. ولعل الورقة المخفية وراء محاولات هؤلاء لحل المجلس انكشفت حيث كانوا يخططون للتفرد بالحكومة لممارسة الضغوط عليها للانضمام باتحاد كونفدرالي خلال فترة تعطيل رأي الشعب. لذا يجب علينا جميعا شعبا وحكومة مواجهة هذا الطرح ورفضه لأننا تربينا على النظام الديمقراطي الكافل للفرد حريته الكاملة! ولو أن هناك آمالا مستقبلية لمثل هذا الاتحاد الكونفدرالي بيننا وبين الشعب الخليجي فيجب علينا أن ننتظر حتى يتحقق تطبيق النظام الديمقراطي الحر في جميع دول مجلس التعاون!. أما من جانب تنظيم العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية مع الدول فقد يمتد الشرح لأبعاد طويلة وحساباتها المعقدة وتحتاج توضيحا شاملا من فقهاء السياسة والاقتصاد لأعراضها السلبية وآثارها العكسية!. الاتحادات الكونفدرالية لم تكن ناجحة لأنها كانت قريبة من الديكتاتورية ومزقت الشعوب!. أما الديمقراطيات فتجعل من شعوب العالم أكثر أمنا واستقرارا وهي الأفضل والأمثل لضمان أمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي!.
 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com