" افساد زم " ... نظرية جديدة لساسة العراق
 


احمد الاحمدي
 

مثل كل مرة , يظهر علينا موقع وكالة أنباء براثا, وقرينته السيئة صحيفة البينة الجديدة بأكذوبة, ظاهرها الرحمة وباطنها من قبله العذاب ..القائمون على هذا الموقع وفي إطار محاولاتهم المحمومة لتزوير الحقائق والقفز على ثوابت التاريخ الشاهد على الجرم الذي ارتكبه أسيادهم في العراق , كل العراق دون استثناء لمحافظة دون أخرى)وانأ اكتب هذا المقال تظهر مشاهد على إحدى الفضائيات تستعرض مدينة النجف , تظهر فيها المدينة بحال أسوأ من بغداد(, فقد دمروا العراق تدميرا دونه أي تدمير. إذ دمروا النفس العراقية قبل أن يدمروا أرضه. وهكذا قام هذا الموقع وأشباهه ببث سمومهم الطائفية في الجسد العراقي , في وقت ملئوا سراديبهم بملايين الدولارات من مال العراقيين الفقراء بدعوى المظلومية التي أجادوا تسويقها لجني المال من البسطاء, غير أنهم فشلوا في تمريرها على الناس. إذ استأثروا بذلك المال لأنفسهم, فيما العراقيون يستجدون الناس كي يكفوا جوعهم أو يستروا أنفسهم وعوائلهم من السقوط بدافع الحاجة والعوز. الكذبة الجديدة وفي اطار ركوب الموجة, مفادها أن مجموعة من الناشطين العراقيين )لم تكشف براثا أسمائهم( !!!قرروا أن يؤسسوا موقعا على الانترنيت لنشر فضائح الفساد العراق, أسوة بموقع ويكيلكس.( يا سلام ...ما أسمى وأنبل هذا الهدف) ولكن...واه ؛ من كلمة لكن

(ولان الناس مو غريبين , الناس من طرفنه, ولان هذا الكلام صدر عن موقع مثل موقع براثا , أقول : لازم اكو بالموضوع إن(

بعد التدقيق والتمحيص وجدت أن (الأفندية(أصحاب الموقع كان قصدهم من الموضوع أن يؤسسوا لأكبر مؤسسة فساد في العراق, من دون أن ينفقوا فيها (لا جير ولا بسامير)يعني الجماعة يريدون أن (يطلعون العالم حرامية, بينما يبقون جماعتهم وهم اللصوص الكبار من سارقي المليارات والمصارف وناهبي المال العام يطلعوهم شرفاء ونظيفين ). وبما أن هذا الموقع هو جزء من مؤسسة إعلامية ضخمة تؤازرها عدة قنوات فضائية وعدة إذاعات وعدة صحف وملايين الجهلة الذين يرددون ما يسمعون دون تمحيص أو تدقيق أو حتى قراءة . فان هذا الموقع ينوي أن يقوم بأكبر عملية ابتزاز للسياسيين في العراق وهم يستحقون ذلك )مع الاحترام لبعض الشرفاء, وهم في السياسيين أندر من الزئبق الأحمر .

فجميع أولئك السياسيين سيخضعون من خلال هذا الموقع لعمليات البيع والشراء والتفاوض على السعر المناسب الذي يسكت فيه الموقع عن ذكر فلان دون الآخر. في وقت سيكون فيه السياسيون المشرفون على هذا الموقع والذين ينفقون عليه ويروجون له من مال العراقيين الذين يجنونه سحتا حراما في بطونهم, سيكونون في مأمن من الخطر أن تذكر أسمائهم أو يساء إليهم, هم ومواليهم من أنصاف السياسيين الذين اهتزت كراسيهم بعد موجة المظاهرات الشعبية التي اجتاحت البلاد , تطالب بالقصاص من الحرامية لان العراقي (مفتح باللبن وسوالف براثا مفلسهن وحدة وحدة ,( وهذه الخدعة ليست سوى محاولة مد حبال النجاة للمفسدين بتوفير غطاء إعلامي يشرع الفساد ويديمه ويحميه .

وهكذا يستمر مسلسل الفساد الرسمي وغير الرسمي . ومن يدري فقد تتفتق الذهنية العبقرية للمفسدين في العراق عن إيجاد نظرية جديدة يحولون فيها الفساد الحكومي(العام( إلى الفساد الأهلي)الخاص(وقد يطلقون عليها ) الافسادزم( من اجل ترويج النظرية وتسوقها عالميا . وقد يلجأ أولئك العباقرة الى تطبيق تلك النظرية ميدانيا قبل أن تنال صفة التعمييم والعالمية , بان يفتحوا محلات لهم في الشورجة وأسواق جميلة ليسيطروا فيها على سوق الفساد بعد أن أصبحت عمليات الفساد من الأمور الشائعة في الوزارات والدوائر الحكومية وبأسعار عالية لا تناسب الجميع, وقد يطرح أولئك إفسادهم بأسعار مغرية ينافسون بها الآخرين .ولربما سنجد قريبا من يسعى الى ترويج افسادهم عن طريق الإعلانات الضوئية . ولم لا ؟ إذا كانت المناصب الوزارية والإدارات العامة تباع بالملايين من الدولارات وفق مزاد معروف في أوساط السادة السياسيين..ومن هالمال حمل جمال.
فيا جماعة براثا كفوا شركم عن العراق وكافي سوالف تعبانه ..

 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com