|
اتفاقية سايكس _ بيكو المعروفة للجميع والتي تم التوصل اليها بين تشرين ثاني من عام 1915 ومايس من عام 1916 بمفاوضات سرية بين الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس ، والتي كانت على صورة تبادل وثائق تفاهم بين وزارات خارجية فرنسا وبريطانيا وروسيا القيصرية آنذاك حيث تم اخضاع العراق والاردن وفلسطين الى الانتداب البريطاني وسوريا الكبرى او المشرق العربي الى الانتداب الفرنسي ، وباقي الدول العربية الاخرى التي كانت تحت سيطرة دول العالم المتنفذة الاخرى ، اتفاقية سايكس _ بيكو قد تعود الى ارض الواقع من جديد نتيجة السياسات القمعية التي يمارسها الحكام العرب بحق شعوبهم والتي تعطي مبررا لتدخل القوى الدولية في مقدرات الوطن العربي ، ممارسات الحكام العرب التي ابتدأها صدام حسين ضد العراقيين بشكل عام وضد العرب في ذات الوقت فتحت الباب للقوى المتنفذة لغرض الدخول الى الاراضي والمياه العربية عام 1991 والمرة الثانية كانت عام 2003 حيث فتح الباب على مصراعيه امام تلك الدول ، الان مايجري في ليبيا من قمع وارهاب ضد السكان المدنيين ايضا اعطى المبرر لمجلس الامن الدولي لاتخاذ قرارا تم من خلاله تخويل دول حلف شمال الاطلسي واميركا بالتدخل العسكري وبالرغم من كل هذا مازال معمر القذافي يكابر ويوغل باراقة المزيد من الدماء البريئة ، ولايختلف ألأمر عندما نتحدث عن اليمن حيث ان علي عبد صالح يطل علينا يوميا بخبر جديد يثير السخرية ليس اكثر مرة يدعو الى الاصلاحات ومرة الى الحوار والخ ، ولانعلم اين كانت الاصلاحات سابقا ، وهذا مانسمعه حاليا من بشار الاسد ايضا ، أما البحرين فالحديث عنها طويل ويطول ويحمل معه كل ألأسى وألألم حين نستذكر ان ملك البحرين استعان بقوات درع الجزيرة لغرض قمع شعبه امام انظار العالم في سابقة يندى لها جبين التاريخ ، وبدلا من ان تكون قوات درع الجزيرة جاهزة لحماية أمن المواطن العربي أصبحت مستعدة لقمعه وابادته في حال اختلاف الرؤى والمعتقدات ، وهذا ماحصل في البحرين مما يدعو للخجل وألأسف فهل يعقل أن يتم توجيه نيران الاسلحة المختلفة الى شعب أعزل لأنه يختلف من ناحية المذهب مع العائلة التي تحكم البحرين ؟ لااريد أن أتحدث بهذا ألأسلوب الطائفي لكن ماحصل هو فعلا تصرف طائفي مقيت اثارته حكومة البحرين وباركته حكومة السعودية ومن لف لفها من دعاة الطائفية في الخليج العربي ، كنت أتمنى أن يعالج الشعب البحريني مشاكله بنفسه دون تدخل من أي جهة ولقد كتبت عن ذلك في مقال سابق ، لكن كيف يتمكن شعب أعزل من تقرير مصيره وهو لازال يواجه القمع وارهاب العائلة الحاكمة التي لاتريد ان تترك السلطة مهما كلف الثمن من خلال الاصطفاف الطائفي المرفوض من الجميع ، وليعلم حكام السعودية والبحرين بأن المذهب السني براء منهم ومن افعالهم وانهم لايمثلوا السنة ابدا بل يمثلون انفسهم واطماعهم ، لأن السنة تعبد الله سبحانه وتعالى ونبيها محمد عليه وعلى اله الصلاة والسلام ويؤمنون بآل بيت النبوة الاطهار ، أما حكام السعودية والبحرين وغيرهم من المتشدقين بالمذهب السني فهم من عبدة الشيطان ممن باعوا الاخرة من اجل نزوات الدنيا الفانية ، وعلى هذا ألاساس سنجد الوطن العربي على اعتاب سايكس _ بيكو جديدة ، قد يتمزق من خلالها الوطن العربي بسبب تصرفات عدد من الحكام العرب ، الذين يحاولون ادخال شعوبهم في متاهات وويلات لربما تقودهم الى المجهول من اجل البقاء اطول فترة في كراسي الحكم ، وعلى الجميع ان يدرك خطورة الموقف السعودي الذي يعتمد على اشاعة الفرقة بين المسلمين ، والشواهد كثيرة على ذلك حيث توجد دلائل لاتعد ولاتحصى عن جرائم ابادة للسعوديين من اتباع المذهب الشيعي في مختلف مناطق السعودية وهذا غير مقبول مطلقا ، والان تمارس تلك الجرائم من قبل قوات درع الجزيرة في البحرين ، علاوة على الفتاوي التي تصدر من هيأة النهي عن المعروف وألأمر بالمنكر التي ترتبط بديوان الحرم المكي الذي يدار من قبل اكثر الناس من ناحية الاصطفاف الطائفي المقيت . أخيرا أسجل أعتذاري الكبير على استخدامي لكلمة السني والشيعي ، لأن الجميع عباد الله سبحانه وتعالى لكن هذا ماهو موجود على الساحة العربية حاليا ، ولايمكن ان نعطي اسبابا اخرى غير الاسباب الحقيقية ، اكرر اعتذاري مرة اخرى ، ولعن الله كل من يحاول جر ألأمة الى تلك المتاهات ، والله ولي التوفيق .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |