بهدوء ،عن الدكتور كاظم حبيب وتقييمه للنظام السوري


د.هيثم حمه سليم / لندن
inforcent@yahoo.co.uk

يطالعنا الدكتور كاظم حبيب ، وكل يوم تقريبا ،ان لم يكن اكثر من مرة في اليوم الواحد احياناً ، بمقالات هنا وبيانات هناك ، وما بينها مواقف وتوضيحات وردود ، واخرها ما وصل الينا من شتائم واتهامات وتخوين ، لان واحداً من الناس ابدى راياً تساءل فيه عن دقة وموضوعية وتناقضات ما كتبه – حبيب – عن النظام السوري ، الدكتاتوري ، بعهدي رئيسيه : الراحل والحالي.

والامرهنا ليس بشأن التوصيفات ، المتفق او المختلف عليها ، التي جاء بها ووثقها الدكتور حبيب بشأن النظام السوري ، ولكن بشأن حقائق لابد وان تقال جميعها ، لكي لا يستغفل القارئ ، او يتفاجئ على الاقل ويتوه في احابيل السياسة ، وما اكثرها ، الى جانب – وذلك الاهم ربما – تعليمنا مبادئ النقد والانتقاد والتقييم الموضوعي ، وبدون عبور مراحل مهمة من تاريخ النضال الوطني . نقول ذلك ، ونرجو الا نوضع ، في خانة "العملاء" و" الجواسيس " والاغبياء " وغيرها من الاتهامات التي وردت في قاموس الدكتور حبيب في رده الاخير على السيد سالم المندلاوي، وبانفعالية ليست من كرائم الاكاديميين ، وئيمهم المعروفة .

ان الكثيرين ، ونحن منهم على الاقل ، لا نعرف كيف يمكن ان يفسر لنا كاتبنا حبيب ، حالة الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد ، ونظامه ، في فترة ملموسة ، وفي الثمانينات تحديدا ، مناصرً لنضال الشعب العراقي ضد الدكتاتورية والارهاب ، وحليفاً للاتحاد السوفياتي السابق ، ومناهضاً اول للامبريالية والصهيونية والرجعية، بلغة ذلك الزمان، وكل ذلك وفقا لتقارير وبيانات وتحايا الحزب الشيوعي العراقى ، وبتوجيهات ولغة ومفاهيم وتعابير الدكتور كاظم حبيب نفسه ، ان لم تكن بقلمه اصلاً،باعتباره ، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ، بل ومكتبها السياسي ، ومسؤول العمل الايديولوجي ، والاعلامي فترة من الوقت في قيلدة الحزب . وليعذرنا الدكتور الفاضل اذا ما نقلنا هنا : انه كان مدافعاً اميناً عن التحالف مع سوريا ونظامها بقيادة الاسد الاب ، بحسب احد الرفقاء المخضرمين المعاصرين له – لحبيب - في تلك الفترة.

نحن لا نرى ثمة اي تعقيد في ان يعيد المرء ، او الحزب ، او الحركة السياسية ، تقييم مرحلة ما ومواقف وتحالفات وغيرها ، ويراجعها ويصوبها . بل تلك هي سنة الحياة وديالكتيكها . ولكن التعقيد ، كل التعقيد ، هو ان يُستبسط الناس ، ويلوى عنق التاريخ . فما احرى بالدكتور لو تحدث اولاً ، منتقداً ومحللاً ، ومقيماً ومقوماً، ، ومدى تشابهها مع اساليب وممارسات ودكتاتورية دمشق ،وليصل بعد ذلك الى شتم النظام السوري وقيادته ، وعائلة الاسد جملة وتفصيلاً ، كما جاء في مقالة اخيرة له على مواقع الانترنيت .

ثم كيف لنا ان نفهم شطب الدكتور حبيب للشيوعيين السوريين ، واحزابهم ، بجرة قلم، ووسمهم بالامعة ؟ ثم وماذا ايضا عن الاف الوطنيين العراقيين ، اسلاميين وشيوعيين وقوميين وغيرهم ، الذين وفر لهم نظام الاسد- الدكتاتوري القمعي الفاشى الارهابي القمعي التسلطي .... ، بلغة الكاتب نفسه - تجمعات التدريب ونقل السلاح وممرات العبور والماوى والحماية والجوازات الدبلوماسية والاعتيادية والاعانات المالية وحق اللجوء ... الخ؟. أما لذلك اي شكر واعتراف بفضل ما على ابسط تقدير ، كما فعلها جلال طالباني . هل نعتبرجميع اولئك الالاف المعنية : مخطئين وانتهازيين وعملاء وامعات ، وفقا لمعايير الدكتور ؟ هل بمقدور كاتبنا ان يعلمنا والناس ، اين كانت تحرر وتصدر وتوزع جريدة " طريق الشعب" و" نداء الرافدين " و "مجلةالنهج "و" رسالتنا "و" صوت العراق " و" الجماهير" ورديفات اخر، لسنوات وسنوات؟ وماذا عن مقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني والحزب الشيوعي والمجلس الاعلى في وسط دمشق في عهد الاسد الاب ؟ كل هذه وغيرها اسئلة كان ينبغي الاجابة عليها او التوقف عندها ، اقلاً ، لكي يكون الامر متكاملاً او قريباً من الموضوعية التى نريد ، وخاصة وان الدكتور كان من اصل سبعة اوائل يقودون حزباً بارز الاهمية ، والهيبة ، وما زال يناضل من اجل اهدافه الجماهيرية ، ومن داخل الوطن ، وليس من خارجه .

اسئلة عديدة اخرى مازالت في الذهن ، وربما اقسى من سابقاتها ، ومنها : كيف يرى الدكتور حبيب الانظمة الاشتراكية السابقة في موسكو وبرلين وبراغ وصوفيا – مثلا - واجهزتها الامنية ، وممارساتها القمعية . وكم كان رائعاً لو دانها الدكتور حبيب ، او قيمها ، لكي لا ياخذ عليه المتربصون : انه منحاز او انتقائي اوغير علمي وموضوعي في بعض كتاباته ، وغيرهذه وتلك من تقولات .

اخيرا ، دعونا نكتفي بذلك الان ، والى ان نسمع ردا من كاتبنا الشمولي ، والذي نرى انه سيتلقى المزيد من التساؤولات التي كثرت عليه في الاونة الاخيرة ، حقا اوباطلا ، وتلك ضريبة نرجو ان يتحملها كاهله ، وهو الذي راح يتصدى لعديد من الامور المعقدة ، وكم كنا نرجو ان يركز الجهد على الاهم ، دون الخوض في التفاصيل ، والشيطان يدخل في التفاصيل ، كما يُروى ، والعهدة على الرواة .
 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com