الأرض العربية في حالة ثورة
 

الناصر خشيني نابل تونس
 

انطلق قطار الثورة العربية زاحفا على الأنظمة العربية لتسقط الواحد تلو الآخر وقد نزعت الجماهير العربية رداء الخوف والذل والرهبة وامتطت صهوة الموت فكلما زاد قمع الأنظمة الا كان ذلك مؤشرا على قرب نهايتها وهذه حقيقة أدركتها الجماهير العربية منذ أن أسقطت جماهير تونس الطاغية بن علي وزمرة الفساد هناك ثم انتفض الشعب المصري ليسقط فرعون العصر وزبانيته ثم توالت الثورات من قطر لآخروان الجماهير العربية لمتعطشة الى اليوم الذي تسقط فيه كل أنظمة الرداءة والتخلف والقمع والفساد لتعيش على أرضها العربية بكل حرية وكرامة دون أن تكون تحت وصاية أسرة حاكمة فاسدة تستولي على كل المقدرات وتنهب كل الثروات وتهربها لخارج حدود الوطن لذا فان هذه الأرض العربية أصبحت في حالة ثورية لايمكن الغاؤها مهما حاولت القوى المعادية سواء كانت قوى الاستعمار بكل أشكاله أو قوى الاستبداد بكل أشكاله من الجمهوري والجماهيري والملكي الدستوري والمطلق فكلها سواء .

ونحن نقترب من ميعاد الاحتفال السنوي بيوم الأرض فسيكون لهذه السنة له طعم خاص ومميز عن بقية السنوات الماضية حيث كان الأمل ضعيفا في احداث تغيير بهذه السرعة في الوطن العربي ولكن الآن كل المؤشرات تدل على أن الانسان العربي اذا أراد فانه لايقل عن أي انسان آخر وبامكانه احداث تغيير نوعي خاصة وأنه يمتلك من الأدوات النظرية ما يؤهله لذلك وبناء عليه فالانسان العربي اليوم كما الأرض العربية في حالة ثورية بامكانها تحقيق الأهداف الكبرى للأمة العربية في التحرر من الاستعمار الخارجي من سبتة ومليلة الى الأحواز مرورا بفلسطين وكذلك يمكن التخلص من الهيمنة الأجنبية والتبعية وكل آثارها المدمرة لهذا الانسان وكذلك بالامكان القضاء على منظومة الاستبداد والفساد التي تنخر الداخل بحيث لافرق بين الاستعمار والاستبداد فكلاهما مر ولا يطاق وكفى الانسان العربي ما عاناه طوال السنين والعقود الماضية من ألوان الهوان والذل ليتنفس حرية على أرضه التي يريد أن يجني خيراتها بالحد الأدنى من العدل فلم نحرم من هذه الخيرات التي يستثمرها الأجنبي وما يبقى منها ينهب من فساد الداخل أو الحكام فهم والفساد سواء بسواء .

ان الأرض العربية متعطشة الى دماء أحرارها للخلاص النهائي والبات من كل مانغص حياتنا في العقود الماضية لأن من حقنا كباقي شعوب الأرض أن نتوحد ونعيش سويا على أرضنا دون حدود مصطنعة بفعل الاستعمار والاقليمية التي تلعب نفس الدور للاستعمار فكأن هذه الأمة قدر عليها أن تعاني من الداخل والخارج بنفس الدرجة الا فان الثورة على كل هذا سوف تطهر أرضنا من أعداء الخارج والداخل .

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com