|
لقد تعوّدت منظقة الشرق الاوسط على العديد من الصراعات وعلى الانواع المختلفة من الاشتباكات الا من هذا الشكل الذي نراقبه في البحرين! وهو ليس بالعجيب على نظام قد إنقلب على والده ودفع به الى السعودية ليقضي أيامه الاخيرة! وهو ليس بالبعيد على هذا النظام الذي إمتهن الذلّ والهوان ليس الان بل في كلّ السنوات التي حكم بها! لقد حدثت العديد من التطورات في المنطقة والتي كانت تتحرك على نار هادئة لعملية تغيير إستمرّ مخاضها لسنوات في عقول وقلوب أفراد الأمّة التي إبتليت بحاكميّة أقل ما يقال عنها أنّها مستبدّة! وقد تغيّرت هذه التطورات بشكل سريع حتى عاد الفرد منّا لا يلحق أن يعلّق على إحداها فإذا بالتطور الحادث في بلد آخر يأخذ مجاله من حولنا! وقد كانت هذه التحولات تسير في مستوى تحدّ متناوب بين الإندفاع أكثر أم التأنّي بإنتظار ردّات فعل الحاكم هنا أو هناك. ففي تونس كان ما كان وكانت الشرارة الاولى لهذه الإنتفاضات في الوقت الحالي(بإعتبار أنّ أول من نهض للقضاء على حاكمه المستبدّ هم العراقيون عام 1991 في الانتفاضة التي تشبه الى حدّ ما إنتفاضة البحرين بكثير من عواملها حتى من صفة الانتماء). وإستمرّت الى مصر واليمن وليبيا ودول الخليج وعلى رأسها البحرين. تلك المملكة التي ما عادت تصرفات ملكها تنطلي على أحد فهو المستمدّ قوته من المارد! الامريكي البريطانيّ ومن أؤلئك الذين يقودونه الى هلاكه، زمرة آل سعود. لقد قامت تلك الانتفاضات بشعارات تكاد تكون متماثلة والسبب معروف هو معاناة الشعوب من قبل المنظومة نفسها من الاستبداد والنفاق ويخدم هذه المنظومة إعلام على مستوى متقدم الى حدّ كبير! فلا يخفى ما هي الخدمة التي تقدمها المنظومة الاعلامية المستبدة للانظمة الفاسدة والتي بات فسادها واضحا للكثير وأصبح فسادها واضحا في خلط العديد من الاوراق كما هو الخلط في قضية إنتفاضة البحرين والتي تقودها جماهير مظلومة ضدّ نظام طائفي مستبد يقوم بعمليات تغيير معالم البلد ضدّ أهلها الاصليين من خلال عملية التجنيس المعروفة والتي تقوم مع طائفة دون أخرى! وعدم إعطاء أبسط الحقوق الى أبناء الشعب الذي تعدّ الاكثرية منه مظلومة في كلّ تفاصيل التعامل معها حتى في أسلوب الدفع بإتجاه تحويل الصراع بين الحرية والاستبداد الى وضع وكأنّ الجماهير تريد أهداف طائفة دون أخرى! بينما الامر على الملأ(لا شيعية ولا سنية بل وحدة وطنية!)، فأين ما يقولون من كذب وإفتراء كي يوصلوا الوضع الى أن تسفك دماء الابرياء على أيدي خوارج ونواصب العصر الحالي ثلة قوم آل سعود المستبدين. إنّ مما يبعث الالم هو هذا الاستبداد المستمر الذي تشترك به أصوات طائفيّة مقيتة كصوت شيخ النفاق الذي تجرّ حروفه هنا ولا تجرّ هناك!(في لقائه مع قناة الجزيرة يوم الاحد 20 مارس يقول هذا الشيخ أن يمكن الاستعانة بالقوات الاخرى أي الاجنبية لضرب قوات القذافي وان تترس بعض المسلمين وحتى الاطفال ليقتلوا بهذه الضربات أي أن نستعين بالقوات الاجنبية لضرب ليبيين مسلمين! حسنا ايها الشيخ فلم حكمت على من استعان بالاجنبي لكي يقضي على صدام بأنهم يقاوَمون وانهم مع المحتل ولم تحكم على امثالهم بنفس الحكم!!أمر عجيب لشيخ في نهايات العمر المعنوي! والعمر المادي!) فقد أحال الانتفاضة البحرينية الى إنتفاضة طائفية، حيث عميت عينه عن رؤية الرايات المرفوعة والتي تنادي بوحدة وإنتماء التراب البحرينيّ الى الامّة التي ينادي هو بالحفاظ على إنتمائها العروبي! بينما تسفك دماء بريئة في كلّ مكان من باكستان الى أفغانستان الى العراق الى كلّ مكان وعينه لا ترى هذا القتل المروّع في تلك البلدان على أيدي طائفيين خوارج!! فعينه ترى النزيف، كي يعمل ميزانه: هل الدم النازف شيعي أم سنيّ!!؟ فإن كان سنيا فله حكم وان كان شيعيا فله حكم آخر! وهو المعروف في فتاواه التي تناصر المستبدين حيث كان يعتبر صدام المقبور الذي قتل السنة والشيعة في العراق والكويت وحتى في السعودية وايران وغير ذلك من الدول، كان يعتبره داخلا الى جنة الله لانه قال لا اله الا الله محمد رسول الله وهو على المشنقة! بينما من ينادي لا اله الا الله محمد رسول الله في البحرين فهو ظالم لنفسه وطائفي ويعطي للحاكم حجّة لقتله! فهل رأيت مثل هكذا منافق في حياتك؟! وهو الذي تنتشر صوره في مواقع الانترنت وهو يقف مع حاخامات اليهود ويصافح المستبدين الذين يفتي الان بقتلهم(القذافي نموذجاً!) ويصرح بهذا القتل الان، والقذافي يقول لا اله الا الله محمد رسول الله وهي الشهادتان اللتان ينادي بهما كلّ مسلم، مستبدا كان أو غير ذلك فلم يختلف الامر هنا ولا يختلف هناك! أم لانّ صدام المقبور ذبح الأكثرية في العراق وهم الذين لا يعجب بهم طاغية الفتاوى والشيخ المنافق! الاستبداد والظلم أيها الشيخ الاعور في إجتهاداتك هو هو إن كان شيعيا أو سنيا كان مسلما أو مسيحيا أو يهوديا أو غير ذلك. هل هدم بيوت سنّة غزة المظلومة على أيدي الصهاينة يختلف عن هدم بيوت الشيعة في البحرين على أيدي أزلام آل خليفة؟! إن ثورة البحرين وليبيا ومصر وتونس والجزيرة العربية واليمن والدول الاخرى هي نفسها لا إختلاف في ذلك وان اختلفت المضامين الخاصة فهي ثورات وانتفاضات ضد الظلم والاستبداد والطغيان. لن تضرّ أقوالك أو فتاواك بهذه الامة فهي الامة الناهضة والمنتصرة في طريق الحرية ولن تتوقف الا في فلسطين بطرد احبابك بني صهيون من الارض الطاهرة وطرد الظالمين من هذه الارض. اما ما تريد قوله في الطائفية فلن تنفع بشيء فالسنة والشيعة والموحدون والمسيحيون وحتى من الاديان والطوائف الاخرى كلهم في طريق واحد هو للقضاء على كلّ اشكال الظلم ومنها فتاواك الظالمة! (( الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم*انما ذالكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين) [آل عمران:173] يذكر التأريخ مثل هكذا مشايخ لخدمة تيار التفريق بين أفراد الامة ومناصرة الطغاة. حيث أفتى (عالم!!) آنذاك بحليّة حكم الطاغية يزيد وحرمة خروج سيد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، على الطاغية يزيد السلطان الجائر، حيث كان شريح القاضي(العالم المذكور!!) ظالماً خادماً في فتواه التي أصبحت دعماً خطيراً لسفك دم طاهر من نسل النبيّ الكريم(صلى الله عليه وآله). فهل نعجب من فتاوى شيخ النفاق في القرن الواحد والعشرين وهي تصبّ في نفس القناة!؟
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site All rights reserved info@bentalrafedaincom |