جمعوا هذه المشاهد ثم استنتجوا
 

سيد يوسف
sayedyusuf00@yahoo.com

فى حديثنا عن الثورة المصرية نقول : من يتأمل قول الله تعالى (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ) [المائدة : 52] ثم يجهد عقله فى تتبع عدة مشاهد سوف نوردها يستطيع أن يستنتج عدة استنتاجات نرجو أن يخيب ظننا وتكون خاطئة.

لأمر ما نرى فلول القوم يجهدون أنفسهم وإعلامهم وأبواقهم من كل ميدان ببث الرعب والفزع فى نفوس عامة الناس فى بلادى من توقف الإنتاج ومن الخوف على البلاد ومن خشية دخولها فى نفق مظلم ويزداد الأمر سوء حين يرى المرء أن سادة القوم يستميتون فى إبراز صورة يكاد يجمع عليها عامة الناس أن التيار الدينى (عموما) والإسلامي خصوصا (وتحديدا الإخوان ثم السلفيين) سوف يقفزون على السلطة ( وكأنهم سوف يستولون عليها رغم إرادة الناس) ومن ثم فإن مصر سوف تدخل فى نفق مظلم وقد صدق النظام السابق فى معاداته غير الأخلاقية للتيار الإسلامي ومصادرة حقوقه وتشريده ومحاكمته !!

جمعوا هذه المشاهد ثم استنتجوا

1/ الزعم أن ميدان التحرير(فى بدايات الثورة) كان باعثه الأول ومحتشدوه هم الإخوان وهو زعم لا يخلو من أخطاء واضحة.

2/ مشهد حضور د. القرضاوى ليوم الجمعة والربط بينه وبين الثورة الإيرانية.

3/ الدعوة للحوار مع الإخوان المسلمين بقيادة نائب الرئيس المخلوع.

4/ تصدر قيادات الإخوان والتيار السلفى للصحف والفضائيات والحديث بأريحية شديدة لم نعهدها من قبل.

5/ الإفراج عن قيادات الإخوان المحكوم عليهم ظلما فى محاكمات عسكرية ثم إفساح منابر الإعلام لهم.

6/ الإفراج عن بعض رموز التيار السلفى/ الجهادى(رغم اعتقالهم بعد قضاء مدتهم) واستقبال الفضائيات لهم وإبراز تصريحاتهم ومن ثم التعليق عليها بصورة تدعو للترهيب.

7/ إبراز التعديلات الدستورية على أنها معركة دينية بين أنصار نعم وأنصار لا واستدعاء المادة الثانية للدستور بطريقة غير مبررة عقلانيا.

8/ استغلال أخطاء التيار السلفى وهو حديث عهد بالسياسة وإبرازها وكأن مصر مقدمة على كارثة (معركة الصناديق نموذجا).

9/ ومشاهد أخرى لا يتسع المقام لذكرها.

وإذا استدعينا مع هذه المشاهد تصريح الرئيس المخلوع بأنه يريد أن يتنحى لكنه يخشى أن تقع مصر فى يد الإخوان المسلمين، واستدعينا أيضا أن مخططات الثورة المضادة تريد أن تحقق هذه المخاوف عبر الترهيب الإعلامي وإشاعة الفوضى والفلتان الأمني وإبراز الإشاعات والتظاهرات الفئوية وإشغال الناس بقضايا بعيدة عن جوهر التقدم فى نهضة البلاد...

إذا استدعينا كل تلك المشاهد يمكننا أن نخلص بعدة استنتاجات نرجو أن تكون خاطئة:

1/ تخويف الناس فى بلادى من التيارات الإسلامية تمهيدا لإقصائها شعبيا من المشهد...

2/ هناك خطة ذات مراحل زمنية وبدائل إستراتيجية (صنعت فى الخارج) يتم تنفيذها على قدم وساق تستهدف كسب الوقت بأكبر صورة ممكنة عبر الالتفاف على مطالب الثورة الحقيقية تمهيدا لتحقيق (3) أهداف على الأقل: تأمين الرئيس المخلوع من المحاكمة (وهو تأمين ضرورى لأقرانه حتى لا يشعروا أن أمريكا لا تتخلى عن حلفائها)، ترويض المرشح الرئاسى القادم لتقديم ضمانات حقيقية وواضحة لتأمين أمن الكيان الصهيونى، ضمان أن يقل فتور الناس ومت ثم لا يثورون مثل هذه الثورة فى المستقبل القريب عبر تحقيق بعض المطالب الاقتصادية التى تكفل حدا معقولا من الحياة الكريمة لقطاع عريض من الناس.

3/ ويمكننا أن نبحث عمن سيقوم بتنفيذ ذلك المخطط وأعتقد أن الإعلام وأمن الدولة سابقا (والذى ما زال يعمل بنفس الأدوات ولو حتى تنفيذ تلك الخطة)وبعض عناصر من الجيش وفلول النظام السابق سوف يجيدون تنفيذ تلك الخطة.

4/ وتبقى المشكلة الأكبر وهى هل يستنيم هؤلاء وعى الشعوب؟ هل ستفتر عزيمة الثوار؟ هل سيترك الناس الساحة لهؤلاء؟ فى اعتقادى لا لن يستطيعوا ومن هنا نقول إن حماية الثورة تتطلب وعيا ويقظة فاعلة وهى أهم من تحقيق بعض المكاسب العاجلة فانتبهوا يا أولى الأبصار.
خاتمة وملاحظات

نرجو أن تكون استنتاجاتنا خاطئة ونرجو أن تكون مجرد مشاهد لا رابط لها لكننا نرجو أن يعى قومنا ما يحاك لهم فليس من الفطنة أن نهى ما يحاط ضدنا من مؤامرات بالنهار ونغفل عما يدبر لنا من مؤامرات خبيئة بالليل يتولى أمرها بعض بنى جلدتنا ممن كنا نظن أننا لا نؤتى من قبلهم فليحذر الفاقهون من كل اتجاه وليعوا جيدا قصة إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض.
 


 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com