نداء مفتوح الى الشعب السوري الأبي
 


مير ئاكره يي / كاتب بالشؤون الاسلامية والكوردستانية
 

 

مما لايخفى على الشعب السوري المناضل مدى ولوغ سلطة حزب البعث السوري في الاستبداد والدكتاتورية ، وفي البطش والقهر ، وفي الاحتكار والاستفراد العائلي لحكم وسلطة وموارد الشعب والوطن منذ أكثر من أربعة عقود خلت .
إن نظام هذا الحزب ، كصنوه المخلوع في العراق لم يجلب الى الشعب السوري سوى الكوارث والمآسي والويلات ، مع أقسى شكل قمعي من أشكال السلطة . إذ في ظل سلطة حزب البعث الاحتكارية الحاكمة في دمشق تجذّرت في سوريا بالقهر والجبروت أسوء الموبقات السياسية ، مع أردء أنواع الطغيان والظلم الاجتماعي حيث أبرز معالمها هي :

1-/ إعلان حالة الطواريء في سوريا منذ عام 1963 من القرن المنصرم والى اليوم . وهذه الحالة بحد ذاتها كافية على قهرية السلطة البعثية الحاكمة واستبداديتها من جانب ، وعدم ثقتها وإحترامها للشعب السوري من جانب ثان ، وعدم إعتقادها أصلا بالديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية من جانب ثالث .

2-/ الاستفراد بالسلطة والاحتكار لها عائليا ، مع شرعنة التوريث السياسي منذ عام 2000 من القرن الماضي بعد وفاة الأسد الأب ليتولى بعده إبنه بشار حيث هو الرئيس لسوريا منذ ذلك الوقت ، وإنه سيبقى هو مستفردا ومحتكرا للرئاسة والحكم ، وأفراد عائلته وحاشيته طبعا مادام حيا . وهكذا فإن أسرة الأسد ومن دار في فلكها وسبح بحمدها سوف يستفردون بالحكم والمناصب والثروات الوطنية للبلاد ، حيث هم يقررون مصير السوريين كشعب وسوريا كوطن وفقا لمصالحهم ومآربهم الفاسدة الطالحة ، وإنهم قد برهنوا على ماورد من اليوم الأول لاغتصابهم حكم الشعب ومصيره . لذا فليس هناك ، في ظل هذا وهكذا سلطة استبدادية أيّ إنتخابات وديمقراطية ، أو تبادل سلمي وسلس للحكم والرئاسة ولا هم يحزنون .

3-/ غياب القضاء المستقل ، لأجل سطوة السلطة الحزبية العائلية التي تفعل ماتشاء رغما عن القضاء ، أو الشعب بصورة عامة .

4-/ إن السلطة البعثية السورية منذ البداية ، في سبيل تعزيز سطوتها وتجذير سلطتها في قمع الشعب السوري وإرهابه فإنها أسست أجهزة رعب في غاية البطش والخطورة وهي :

ألف : الأجهزة الأمنية .

ب : المحاكم العسكرية .

د : المحاكم الأمنية .

بالاضافة فإنها سنّت المادة [ 16 ] دعما للأجهزة القمعية المذكورة من ناحية ، وإنها تعتبركذلك حصانة تعفي عناصر الأمن وغيرها من أزلام أجهزة السلطة من المحاسبة عن الجرائم التي يقترفونها من ناحية أخرى .

5-/ غياب الاحترام لحقوق الانسان مثل حرية التعبير والنقد والاختلاف والمعارضة والتنوع القومي ، وبخاصة فيما يتعلق بالشعب الكوردي المغدور والمقموع بكل قسوة ووحشية منذ البدايات الأولى للسلطة البعثية الغاشمة .

6-/ إستشراء الفساد الاداري والحكومي والمالي كالرشوة والمحسوبية والمنسوبية وغيرها .

7-/ ضرب حرية الصحافة وملاحقة وإعتقال الصحفيين والكتاب والمثقفين .

8 - / إمتلاء المعتقلات والسجون في سوريا بالمخالفين والمنتقدين والمعارضين للسلطة الحاكمة في دمشق ، مع التنكيل بهم عبر أقسى أنواع العذاب والتعذيب والمعاملات اللاإنسانية .

أيها الشعب السوري الكريم : على هذا كله فلايغرّنّك مناورات قادة السلطة الحاكمة ، وبخاصة رئيسها الأسد الابن ، وبشكل أخص خطابه المحبط الأخير الذي لم يحوي على أية حلول جذرية وجدية للاصلاح والتغيير في هيكلية السلطة القائمة على الاستبداد والقمع والبطش والاحتكار للحكم والفساد بجميع نواحيه . بل بالعكس فإن الخطاب تضمن في طياته محاربة الجماهير السورية وقمعها اذا ما ناشدت بالتغيير والاصلاح والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، أو المواطنة الحرة الكريمة في ظل نظام صالح عادل لاتوارثي عائلي إحتكاري إستبدادي . وقد فعلت سلطة دمشق ذلك عندما قمعت الاحتجاجات والمظاهرات السلمية لجماهير الشعب السوري بالحديد والنار في مدن درعا واللاذقية وحمص وحماه وغيرها ، حيث راح ضحيتها المئات من القتلى والجرحى ماعدا المئات من المعتقلين .

إذن ، فإن الواجب الشرعي والوطني والانساني يحتم يا شعبنا الكوردي والعربي في سوريا هو الاتحاد والتلاحم الأخوي والمساندة الكاملة للجماهير السورية الثائرة في المدن المذكورة ودماء شهدائها الزكية البريئة ، وذلك للقيام والثورة السلمية الشاملة في كل أنحاء سوريا ضد نظام آل أسد الاستبدادي الجائر ، من أجل التغيير والاصلاح والتجديد . وقد يعتبر العكس نسيانا لكل دماء السوريين الأبرياء التي أريقت بالآف منذ البدية ومرورا بالثمانينيات من القرن الماضي ، الى إنتفاضة الكورد الشجاعة في عام 2004 وإنتهاء بالانتفاضة الأخيرة في المدن السالفة الذكر ! .
وللعلم يا جماهيرنا الكوردية والعربية الأبية إن إرادتكم هي الأقوى والأمضى والأكثر حسما من كل أجهزة الرعب والبطش للسلطة الأسدية البعثية القمعية ، لكن بشرط الاتحاد الشعبي الجماهيري بوجه طغاة دمشق ومستبديها ، حيث في هذه الحالة سيسقط النظام الجائر كما سقط في مصر الكنانة وتونس الخضراء ، وكما على شفا الانهيار والسقوط نظامي القذافي والصالح المستبدين في ليبيا الثائرة واليمن المنتفضة ! .
 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com