|
زهير الفتلاوي جاءت المحاضرة التي القتها د .امال كاشف الغطاء مؤخرا في حلقة نقاشية جمعت مجموعة من المفكرين والبحاثات, لتعكس اهمية التحولات وطرق التغيير في المجتمعات الشرقية حيث اكدت على ان هناك ثلاث نتائج للتغيير منها التغيير المنظم والدوري وهو الذي يعيد نفسه كالولادة والموت والثاني هو التغيير العقلاني الايجابي وتكون نتائجه مغايرة لماقبله ومتطورة وتدفع بالانسانية الى الامام اما ثالثها فهو التغير العشوائي وهو تغير يصعي فيه العودة الى الواقع الذي انطلق منه وتأثيره سلبي ومدمر كضرب اليابان بالقنابل النووية ." وخصوصا في بناء القيم الاجتماعية والتمميز بين الخير والشر " وتنتقل الى قضية الساكن والمتحرك فتقول " وهذا يتبع تميز ابليس عن سلوك سائر الملائكة وكذلك الخروج من حالة السكون التي تتميز بها الملائكة الى حالة التغيير حيث كان نهي عن اكل الثمرة ايذاناً من الله الى الانسان بأن المعرفة هي الطريق الى التغيير " وتضيف " ولابديل عنها ولاتفسير وتحليل سبب النهي عن اكل الثمرة وماهي ابعاد الاقتراب منها وبهذا لايمثلان (ادم وحواء) قمة الكمال طالما يحملان بين جنبيهما نقص المعرفة ، وهذا يؤكد ان ابليس كان يدرك ابعاد اكل الثمرة ويتربص لاخراجه من الجنة وبالطبع هما يجهلان مصيرهما المحتوم بفعل ثلاثة عوامل هي الرغبة والحرمان والجهل لتنتج بالتالي تغيراً شاملا وكاملا مع قطع خط العودة وبذلك اصبح الانسان يواجه ابعاد هذا التغيير الذي يجهل قوانينه وتأثيره ونظمه وابعاده ." وهنا تؤكد حتمية نزول الكتب السماوية لتنظم هذا التغيير فتقول " جاءت الاديان السماوية لتحل اشكالية التغيير ولتوضح ان الرغبة والحرمان تحت سلطان العقل تفرز عالماً اخرا " وعن سلطان العقل تشير في بحثها الى القرأن الكريم فتقول " عالج الاسلام موضوعة التغيير هذه وتحكيم سلطان العقل فالاية المباركة تقول "لايغير الله مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " موضحة ان النزعات داخل النفس البشرية هي التي تحدد اتجاه التغيير سلباً او ايجاباً وبما ان هذه النزعات اذا تركت دون ضوابط تؤدي الى الهدم والتخريب " التغير العشوائي " لذا وضع الاسلام نظام ضوابط من شأنه حفظ اساسيات الوجود الانساني وتطوره فمنع الزنا والربا والخمر ومع اعطاء الفعل اهمية بالاية " لايضيع الله اجر عامل منكم ". وتستشهد عن هذا قائلة " ان التغيير الذي احدثه رسول الله (ص) حرص على صيانة النفس الشرية بتحريمه للقتل والعبث بالاموال واوجد نظام اخلاقي متكامل وقد نتسبب في البؤس والحرمان والقهر اذا تجاهلنا هذه القواعد التي تحفظ للانسانية كرامتها وتجنبها الويلات التي يحدثها التغيير العشوائي " وتقول " نحن مع التغيير الايجابي في المجتمعات الشرقية الذي يعتمد على القدرات العلمية والثقافية وتؤمن بأهمية العلم والمعرفة وخلق قيادة جديدة لها تتصف بالصدق معها مهما كانت ظروف التحولات فيها " وتتسائل عن الطرق التي تحدد طبيعة التغيير فتقول " ماهي العوامل التي تحدد طبيعة التغيير ؟...اعتقد ان ثلاث عوامل هي القرار ، الزمان ، المكان ، التي تحدد ذلك !!" وتعطي مثالا على ذلك " ان التغيير الذي طرأ على نمط حياتنا بعد الثورة الصناعية والمعلوماتية لم يؤدي الى تقدم في القيم والسلوك منها النزاهة الى احتيال ونصب والاخلاص في العمل تحول الى رشوة وعمولة والواجب الى اهمال متعمد والابداع نزوع شهواني للشهرة ..واذا استمر التغيير على هذا المنوال الى اين سنصل ؟" وبعد ان انهت د. امال قراءة بحثها تداخل الشاعر مثنى محمد نوري قائلا " ان التنمية الاجتماعية هي الركيزة الاساسية في التغيير بالمجتمعات الشرقية التي تمتاز بالقبلية الجاهلية كما نرى المشهد المرتبك في ليبيا مثلا فالثورة هناك اعتمدت على القبائل التي تناهض قبيلة القذافي بعكس ثورة مصر التي اعتمدت على الشباب المتعلم والمثقف " اما الباحث هيوا المفتي فأشار " ان الثورة يجب ان يكون ورائها مكاسب مادية ملموسة للمجتمعات ومن هنا انطلقت ثورة الحسين (ع) لتؤكد ان بيت المال مثلا هو للمسلمين عامة وليس للطغاة لتحقيق مبدأ العدالة في المجتمع واعتقد ان المجتمعات الشرقية منذ قرون تعاني من لاعدالة في توزيع الثروات التي نادى بها الاسلام ادت الى ثورات متعافبة لتحقيق هذا المبدأ السماوي لكن معظمها فشلت لعشوائيتها المثيرة للجدل و لكون قادتها لم يتمتعوا بنكران ذات امام شعوبهم وهذا مانراه الان من رواتب ضخمة للمسؤولين التي تنافي مبدأ العدالة الاجتماعية ( اموال حرام) " فيما يقول الباحث قيس الشكرجي " ان عملية التغيير المنظم في المجتمعات الشرقية تبدأ من البحث عن منظومة افكارجديدة تلائم هذه المجتمعات المسلمة ومن ثم يحدث التغيير والبقاء بالساكن والجامد من الافكار الجاهزة التي يؤدلجها الطغاة هي التخلف بعينه فحتى الازقة الضيقة في احياء ومدن هذه البلاد تخدم الانظمة الدكتاتورية ليسهل قمعها وتحجيمها عن اداء فعلها الفكري والحضاري في عملية التغيير " وقد تداخلت الشخصيات الحاضرة في المناقشة كلها لتؤكد اهمية التغيير الايجابي المنظم في المجتمعات الشرقية وان لاتتكرر التجارب العشوائية فيها كالحروب والانقلابات العسكرية والتناحرات الطائفية والعنصرية ،مهم الباحث عبد اللطيف العاني والاكاديمي بالشؤون الاقتصادية والسياسية د.فارس كبه والكاتب قيس الشكرجي .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |