|
المراة العراقية ....التضحية والصمود
جنكيز رشيد
لقد عمل النظام البائد خلال فترة حكمه بالإضافة إلى جرائمه التي لاتعد ولا تحصى إلى كتم الطاقات النسائية الموجودة في العراق عبر تهميش دورها وحصرها في زاوية ضيقة ضمن سياسة تكميم الأفواه التي اتبعتها والاستصغار من قيمتها وتسخيرها للعمل على بث الدعاية الإعلامية لنظامه او كتمها والعودة بها الى عصر الجاهلية وإهانت قدسيتها وحرمتها فكانت المرأة في منظور القائد الفذ هي تلك التي تغني باسمه وتمدحة وتنهال عليه بالمدائح وصفتا إياه بشتى الألقاب التي ما انزل الله بها من سلطان أو المراة التي تعمل في شعبه الحزبية من غير التزام بأي مبدأ فقط لمصالح مادية فكانت الشعب الحزبية هي البؤر الفاسدة لبائعات الهوى وجواري النزوات للرفاق درب صدام من البعثتين حتى وصل الأمر أن تكون منال يونس ذات التاريخ الغير المشرف قائدة لنساء العراق وبدا العراق من اول الدول المصدرة للراقصات وكانت راقصات العراق معروفات في كل بقاع العالم العراق هذا البلد العريق بعلمائه وحضارته الذي كان منبعاً للإشعاع الفكري أصبح مسرحا للرقص المبتذل وكان لدول الجوار الجغرافي الذي يفتك إرهابييها اليوم بشعبنا عبر المفخخات دور عظيم في النيل من كرامة المراة العراقية وصبحت العواصم العربية تسمي شوارعها الفاسدة باسم الماجدات ولا ننسى دور ابن الطاغية عدي الأرعن في النيل من عفاف الكثير من الشابات العراقيات بالسلطة التي اغتصبها والده حتى نال الانتقام الإلهي العظيم على يد فتية امنوا بربهم وقد شاهد الجميع بعد سقوط النظام حفلاته الماجنة وتوزيع أموال الشعب على راقصات والمطربات في وقت كان الشعب العراقي يان من الجوع لقد عمل نظام صدام على النيل من صورة العراقية العفيفة طوال اكثرمن ثلاثة عقود وما ان سقط النظام البائد حتى بانت الصورة الحقيقية للمرأة العراقية الصابرة الصلبة التي ضحت بالأخ والزوج والولد في نضالها مع أخيها الرجل ضد الطغمة الفاسدة فلا تفارق مخيلتي صورة تلك الأم التي تصرخ في أثناء كشف إحدى المقابر الجماعية وتضع أمامها جثث لستة من أولادها ،وظهرت المراة بابهى صورة لها وهو حجابها العراقي الذي عرفت به قوية مؤمنة بوطنها وبطريقها وتحمل عقيدة ومبدأ وهي تشارك أخيها الرجل في حمل أمانة بناء العراق الجريح ومداواة جراحه في أثناء مجلس الحكم السابق متمثلة في شخصية الدكتورة سلامة الخفاجي تلك المراة التي ماشهدنا لمجلس الكم موقفا جيدا إلا وكانت بصمتها واضحة فيها ولاانسى دورها في أحداث النجف الاشرف وسعيها من اجل ان لا يراق دم عراقي بريء وتضحيتها بولدها في هذا الدرب النضالي ولم تهن وواست أخواتها من أمهات الشهداء شهداء المقابر والمعتقلات وزادها شرفا على مالها بان تكون ام لشهيد في سبيل الوطن أراقة دم ولدها لتحقن دماء العراقيين أي مثل عظيم لامرأة صابرة إنها هذه العراقية الأصيلة وليست منال يونس ولا ساجدة خيرا لله اللواتي لا يجدن غير الرقص في الحفلات الخاصة ولم يرى الشعب العراقي منهم ومن عوائلهم غير الماسي واستمر القطار العراقي في السير وشهدنا امرأة أخرى وهي الدكتورة جنان ألعبيدي كأختها سلامة تتجلى فيها صورة المراة العراقية الحقيقية بنت الجبل بنت الهور بنت دجلة بنت الفرات وهي واقفة تصرخ وترى فيها مأساة أمه سحقت عبر ثلاثين عاما في وجه الذين يطالبون بحقوق البعثيين في المجلس الوطني من اذناب المدرسة العفلقية وأخرستهم وتقول من لضحايا المقابر أتكرمون الجاني وتنسون المجني عليه مالكم كيف تحكمون من عائلة نصفها من ضحايا المقابر فكنت أري فيها امتداد الثورة الزينبية وروح الثورة الحسينية ضحت وجاءت تضحي أخرى عانت لكي يسعد غيرها لكي تخرج وطنها من أزمته بحجابها الجنوبي وتقاسيم وجهها الكر بلائي ترى فيها جبال العراق الشاهقات هذه هي المراة العراقية الحقيقية ولم تكن منال يونس ولا ساجدة خيرالله هي العراقية كانوا طوارى على الشعب العراقي وحالات شاذ تشمئز منها النفوس وان كانت كل نسائنا مثل سلامة وجنان فان للعراق مستقبلا مشرقا عظيما وان كان الفيلسوف الغربي الذي قال ان وراء كل رجل عظيم امرأة فانا أقول ان وراء كل امة عظيمة نساء عظيمات وسأكون اول مطالب بان يكون حصة المراة في البرلمان هي النصف بدلا من الثلث هذه هي المراة العراقية التي يفخر بها رجال العراق فالمراة العراقية هي الشهيدة بنت الهدى ورمز لنساء العراق كما كان سيد محمد باقر الصدر رمزا لرجال العراق هذا هو حقيقة العراق وكان صدام ومنال كوابيس مر على اهل العراق ولا مجال للمقارنة وأين الزينبيات من بنات هند آكلة الأكباد وأين الثريا من الثرى .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |