زمن النهضة الحسينية

 

جنكيز رشيد  محمد

jengezr@yahoo.com

 

حشود غفيرة وتجمعات مليونية...ومعزين تراهم كيف ما مددت بصرك يميناً وشمالاً....ملايين تهتف....ملايين تبكي...وأخرى تلطم الصدور.....قلوب معمورة بالإيمان.....لامكان للخوف...ولا تجد أذناً صاغية لاي  تهديد من أي إرهابي....الفضائيات تنقل الحدث...جموع تزحف وجموع تركض...وجموع تحث الخطى..إلى أين ؟؟؟ وأين ؟؟؟ومتى ؟؟؟؟ولماذا ؟؟؟وما الذي جمعهم ؟؟؟أسئلة تطرق أذهان كل متتبع ؟؟؟؟؟

فرحة تزاحم حزنا في القلوب، ويتصارع الاثنان ويتدافعان ايهما يحظى بالنصيب الأوفر، ليس صراعاً لمتناقضين...بل صراع المتآلفين...صراع المتوافقين...ويسال الأخر ؟؟؟

هل يتوافق الحزن والفرح في قلب واحد ؟ كلا أنهما لا يتوافقان ؟؟؟

ولكنها كذلك لأول مرة ...وكذلك ما يحصل ألان وتراه العين في كربلاء الحسين ..؟

هذه الخلجات تراودنا ونحن نتابع مشهد كربلاء في ذكرى اربعينية الحسين حزن لمصاب العترة وفرح بالحرية.. بالنصر..بكسر القيود.. برؤية مشهد الحرية بأبهى صورها برؤية الإرادة الحديدية لشعب المآثر ..ملايين وملايين من رجل الريف الى رجل المدينة، الأمي،المثقف،الأكاديمي صغيراً كبيراً شيباً وشباباً نساءاً وأطفالا يرسمون لوحة الحرية في مشهد عاشورائي عظيم في  كربلاء، كل شخص فيهم يحمل مأساة وقضية جاؤوا وجمعهم كلهم معاناتهم يعزون فاطمة الزهراء (عليها السلام )بمصابها وهم اعلم بالذي يفقد الأحبة فقد فقدوا احبة ً لهم في سجون النظام او على يد جلاوزته او على يد الإرهابيين الكفرة الأشرار.قاسم مشترك يجمعهم تناسوا الهم ليشاركوا آل بيت النبوة بعزاء الحسين (ع) والعزاء اختلف هذه المرة عزاء للزهراء بالأجساد والأشلاء الممزقة ولسان حالهم يقول مولاتي إننا على طريق أولئك الذين تقطعت أشلائهم في صحراء كربلاء من اجل ان يستقيم دين محمد فهاهي أشلائنا وأجسادنا تتناثر على ارض الكاظمية والبياع والدورة وكركوك وبعقوبة ولم يزدنا إلا ثباتاً ، التهديدات والمفخخات والأحزمة الناسفة لم تقلقهم ومشاهد القتل في كربلاء والكاظمية ليست ببعيدة ،ملايين تصرخ صادقة تصرخ متحديةً الموت ( لبيك يا حسين) ،إن الحسين أراد بثورته ان يعلم البشرية ان الموت لا يقف حاجزاً في طريق الحر ية بل ان الموت هو طريق الحرية وان الموت في سبيل المبدأ والعقيدة هي الحياة بعينها.

لقد حطموا حواجز الخوف في أنفسهم وأصبح طفلهم الصغير يتحدى الموت واصبح يتحدث عن الشهادة وأنها طريقه الذي ينتظره .....الفضائيات تنقل الحدث والعالم يتابع ويتساءل في دهشة ..اي أناس هؤلاء ..عشرات القتلى ومئات الجرحى وأجساد ممزقة قتل هنا وهناك وفي كل موضع فيه حسينية وعزاء وشيعة ...والجماهير تزداد تمسكاً وتزداد وعياً بل زادهم قوة وصلابة امة قتل منها الملايين والملايين غدراً ومازال ..ولم يزدهم الا ثباتاً ...ماهو فكرهم ...وماهي العقيدة التي جعلت منهم امة لا تنثني ...سالت البعض فأشار إلى طرف كربلاء وقال .... الحسين علمنا .....

الحسين المدرسة ..الحسين الماثرة ..الحسين الاستشهاد في سبيل الحرية ......الحسين يستنهض عشرات الملايين في شتى بقاع العالم وبعد أكثر من ألف وثلاثمائة عام ....الحسين يوقظ امة ويحرر شعباً هذا هو الخلود بعينه ..الحسين وبضع من أصحابه وفي معركة غير متكافئة ....بدماء زكية طاهرة يصنعون امة ناهضة حية ويحيون شعوباً ويظهرون العدل بعد إن خذله الآخرون ويحولون مجرى التاريخ ...وما أشبه اليوم بالبارحة ولعمري انه الفتح ومااشبهه  بيوم فتح مكة وعلي يسقط الأصنام من على جدار الكعبة لقد أيقظ الحسين الاسلام في قلوب المسلمين بثورته وستبقى هذه الأمة إلى أن يظهر الله قائمهم ليتم طريقهم ويملا الأرض قسطا وعدلا اللهم عجل فرجه الشريف واجعلنا من جنوده والمستشهدين تحت رايته.

بسم الله الرحمن الرحيم

إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجاً فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا

 صدق الله ألعلي العظيم

والحمد لله رب العالمين

 

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com