|
السيرة الذاتية السرية لمشعان الجبوري (الحلقة الثانية والأخيرة)
حيدر الحسناوي
في الحلقة الأولى لم ينته الدور الخطير الذي مارسه مشعان كحلقة وصل بين الأميركان وسيده المقبور حسين كامل الذي إلتف حوله مع شلة المتاجرين ، وهو يترحم عليه ويقول لندمائه : ( إني أحب حسين كامل لأنه تمكن من إحباط إنتفاضة الشيعة) ويبدو أنه يحبه أكثر لأنه خاطب الإما الحسين عليه السلام بقوله( أنت حسين وأنا حسين ، بلهجة التحدي والتطاول) . كان مشعان يشتم المشاركين في المؤتمر الوطني ويصفهم بالعمالة لأميركا ، وفجأة يجيش جنده ويسهل مهام سفر فريقه الى مؤتمر نيويورك صانعاً لنفسه زفة شارك فيها ستة من الضباط السنة: وكان كل همه أن يحقق حضوراً سنياً في المؤتمر ليوازن الحضور الشيعي منطلقاً من عقدة الطائفية دون أن يبد إهتماماً للمساحة التي يتصارع عليها مع الآخرين،وفجأة يتحول مشعان من متهم للمشاركين الى مروج للحضور حتى أن أحد المدعويين لم يستطع إكمال أجرة السفر فتبرع له مشعان بالأجرة مشكوراً ومأجوراً وكانت كل غايته (تكثير السواد) في المؤتمر. إلتقى (الوطني) مشعان بمسؤولي ال(سي آي أي) في محاولة لتقديم نفسه بديلاً عن الطاقم القديم وبعد فشله في المحاولة والإستيلاء على المؤتمر سرعان ماإنقلب عليه وعادت وطنيته التي نسبها في حمأة التنافس على التقرب من أميركا وعاد الى شتم المؤتمر والمؤتمرين ثانية واصفاً إياهم (الكونترا) . ومن هذه النقطة سيتبين لاحقاً كيف بدأت معالم المغازلة المفضوحة مع طاغية بغداد المقبور بعدما سجل مشعان على نفسه أنه مراوغ لايتورع عن الإنقلاب على العهود والشعارات. كنا قد ذكرنا في الحلقة الأولى أن مشعان ركاض قد إلتحق في خدمة الطاغية عام (1975) وعمره ثمانية عشر عاماً أي في عز شبابه وقد كان الحاضن الأساسي له ليس أجهزة السلطة إنما هو حضن صدام حسين الذي إستلمه صغيراً ليظل متنقلاً تحت رعاية مباشرة منه بين سرية الحماية الخاصة الثانية في القصر الجمهوري ومراسلاً أمنياً بوظيفة مصور في (جريدة الثورة) ووكيلاً تجارياً لعدي في السوق العربي، وكل هذا بعدما أكمل الدورة الإعلامية في الأمن القومي التي تؤهل صاحبها لدور أمني في الوسط الإعلامي الذي طالما إستخدمه صدام وسيلة لتصدير تفاهاته وإسقاط خصومه وكان هذا السلاح الذي إنتسب إليه مشعان السلاح الأفعى بيد الطاغية. كان إلتحاق مشعان بخدمة صدام ضمن إحدى وجبات المتطوعين التي إستنجد بها صدام لحماية عرشه الذي غهتز امام القوات الإسلامية الإيرانية فهرع صدام يدق أبواب العشائر والمناطق التي يعتبرها موالية له وكان منها أن ذهب الى الشرقاط (مدينة مشعان) ونزل في بيت أحد شيوخ الجبور وطلب من أبناء العشيرة مواجهة (المد الفارسي) من خلال أبناء عشيرة الجبور من الاميين فيما رفض العارفون منهم بجرائم صدام أن يكونوا حطباً في نيران الطاغية، وأدخل هؤلاء الرعاع في الأمن والمخابرات والإستخبارات وارتكبوا جرائم لاتطاق حتى شملت أبناء عشيرهم وأخوانهم، وقد صعق هؤلاء جميعاً الى هذا المسلك المشين مشعان الجبوري الذي اتهم بأنه كان السبب وراء إعدام أولاد عمه حينما وشى بهم الى الأمن فيما سببت هذه الحادثة أن أعلنت عشيرة الجبور براءتها من مشعان وأعماله. مشعان من جانبه يؤكد هذه الحقيقة بقوله مفتخراً (كان هناك ستون ألفاً من عائلة الجبور وحدها في الحرس الخاص ، عدا عن الألوف المؤلفة في الحرس الجمهوري والجيش وغير ذلك من الأجهزة ، وكان هناك خمسة قادة فيالق من مجموع سبعةوكان هناك وزير الدفاع من الجبور وكان هناك مدير الإستخبارات العسكرية ، وعلى صعيد المؤسسة الأمنية فحدث ولاحرج عن مئات ضباط الأمن والمخارات وما الى ذلك). وبهذا الحديث المفاخر يحمل مشعان عشيرته المسؤولية صراحة في أن من يحمي النظام ويغزوا إيران الإسلامية في الثمانينات ويغزو الكويت ويلتهمها في ليلة واحدة ويقمع إنتفاضة الشعب العراقي الباحث عن التحرر والخلاص عام 1991 ويبيد الأكراد في الأنفال وغيرها على مدى سنين الصراع المريرة ، وما يلحق بأبناء العراق في غياهب السجون وفي ساحات الإعدام ، كل ذلك يجري على يد أبناء عمومته وعشيرته ومشعان يمنح نفسه الحق بالتفاخر على الآخرين ومن خق عشيرته ان تعلن البراءة منه. خدمة مشعان في الحرس الخاص هي التي كونت شخصيته الحالية لأن هذه المؤسسة يصفها ضابط المخابرات (كريم عبد الله الجبيري) في مجلة المجلة بقوله:(الحراسة مكثفة وشرسة جداً ، وشديدة لاترحم ، إنها أشبه ماتكون بالمنظمة الإرهابية التي لايتورع أفرادها عن أي شيْ يرضي الرئيس). ومن وطنية مشعان على الطريقة الصدامية المعروفة بنهب العراق وسرقة خيراته ،ولأن مشعان تربى في هذه المدرسة اللصوصية فقد إستخدم حقه وخبرته في الإستحواذ على عشرات الملايين من الدولارات التي كانت تدفع لصفقات الإسمنت مع أفريقيا أو الملايين التي تمكن من تحويلها لحسابه الخاص من الميزانية الضخمة لعدي التي سرقها الأخير بدوره من أموال الشعب العراقي ، وبعد ذلك يهرب الوطني مشعان محملاً بالدولارات التي إستخدمها إستخداماً مزدوجاً ضد الوطن وأهله، فهو قد أخذها بدون وجه حق ثم إستخدمها في الشتم والإساءة لكل الوطنيين العراقيين في وسائل الإعلام التي غشترى بعض عامليها ليتحول الى نجم إعلامي لاهم له إلا إتهام المعارضة الشريفة والإساءة إليها. هذا قليل من الكثير عن شخصية كرندايزر الجمعية الوطنية الذي يدعي الوطنية والشرف والنزاهة وعدم انضمامه لأجهزة النظام القمعي ويدعي بأن له ضحايا سقطت على أيدي مخابرات صدام ويقصد والده الذي شارك في الهجوم على الأكراد عندما كان يعمل في ( قوات الجحوش) التي تعرفها الأكراد جيداً ، الضحايا الذين يقصدهم هم أبنا عمومته وعشيرته الذي شارك بقتلهم بالتعاون مع صدام وأعوانه. هذه حقيقة مشعان ركاض ضامن الجبوري والحكم للجمعية الوطنية وقبلهم الشعب العراقي المضطهد.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |