طلبة جامعة البصرة ... بين الحكومة الانتقالية والجمعية الوطنية

 

 

 

ماجد فيادي

 

بعد أن تعالت الأصوات في الداخل والخارج احتجاجاً على سلوك جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الإرهابية , والذي تكلل ببيان اعتذار وتحمل المسؤولية من مكتب الشهيد الصدر , نرى أن الحكومة العراقية المؤقتة بقيادة الدكتور أياد علاوي قد وقفت مكتوفة الأيدي تجاه هذه الزمرة ليومنا هذا ولم تلقي القبض على المجرمين في مشهد كوميدي انتهازي ( شر البلية ما يضحك ) مبني على مصلحة شخصية نابعة من رغبة هذه الحكومة في عدم إثارة القوى الإسلامية الشيعية وخاصة المتطرفة منها والمتمثلة في التيار الصدري وتحشد الشارع الشيعي ضدها لتكون النتيجة الأخيرة خسارة الجولة المارثونية في المباحثات العراقية لتشكيل الحكومة الانتقالية القادمة

وبعد توجيه الرسائل إلى الجمعية الوطنية المنتخبة من قبل مؤسسات المجتمع المدني والمطالبة باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الإرهابيين من جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , نرى أن الجمعية تتخذ موقف أكثر سلباً من الحكومة المؤقتة , فهي ( الجمعية الوطنية المنتخبة ) لم تشر إلى وصول أي طلبات لها بهذا الشأن, لكنها في الوقت نفسه اتخذت موقف واضح وصريح وببيان رسمي تجاه القوات البريطانية التي داهمت بيت احد أعضاء الجمعية الوطنية في مدينة البصرة , فلماذا هذا التمييز في المواقف بين بنات وأبناء مدينة البصرة الفيحاء ؟؟؟

إن السبب واضح للعيان فموقف القائمة العراقية بقيادة الدكتور أياد علاوي قد أوضحناه في أعلاه والذي يتجلى في موقف الحكومة العراقية الانتقالية باعتبار السيد علاوي رئيساً للوزراء , وهذا الموقف يتشابه مع موقف القائمة الكردستانية التي تسعى إلى تحقيق مصالح قومية ( وان كانت مشروعة) جعلتها تقف متفرجة وأغلقت آذانها عن سماع آلام بنات وأبناء الشعب العراقي , في محاولة منها لتجنب أثارت المشاكل مع القوى الإسلامية في فترة حرجة من تشكيل الحكومة الجديدة

 وإذا انتقلنا إلى الكتلة الشيعية في الجمعية الوطنية المنتخبة والمتمثل في قائمة الائتلاف العراقي الموحد نجدها بين عدة نيران تلسعها كلما اتجهة إلى جهة معينة , فبعد أن فردت عضلاتها قبل الانتخابات وتحدثت عن نسبة وصلت إلى 70% من الشعب العراقي لم تحقق أكثر من 48% بعد أن جمعت كل قواها وبمساعدة الحوزة العلمية, فوجدت نفسها غير قادرة على تحقيق الأغلبية التي تسمح لها بتحقيق دولة دينية على غرار إيران , وهي غير قادرة على إقناع الآخرين بمخططاتها , كما إنها لا تريد التوقيع على اتفاقيات مع القوى العراقية الأخرى تقف عائقاً أمامها في المستقبل لتحقيق مشروعها الإسلامي , وهي لا تريد أن تثير أتباعها من المتطرفين عندما تدين وتلقي القبض على إرهابيي جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الوقت الذي تستغل هؤلاء وتخرجهم في تظاهرات ضد الإرهاب الأردني المتمثل بأحمد ألبنا مستفيدة من  عرس ذويه بدماء الشعب العراقي, وهي في الحقيقة تهدف إلى كسر شوكة ملك الأردن الذي سرح عن مخاوفه من هلال شيعي وانتقد السيد السستاني مباشرةً, والا ما السبب من عدم تنظيم التظاهرات ضد الإرهاب السوري والإيراني والسعودي والتونسي والليبي والسوداني , أما السبب الأخر من حشد الجماهير في تظاهرات ضد الأردن فيكمن في رغبة الدكتور احمد ألجلبي في إسكات الأردن ورفع حجر العثرة الذي يقف أمام طموحه السياسي الشخصي لاعتلاء هرم القمة في الحكومة العراقية

أما مواقف القوى العلمانية والديمقراطية واليسارية في الجمعية الوطنية المنتخبة فقد كان خجولاً وغير صارخ وهو يثير التساؤل, إذا كنتم لا تحملون لواء الدفاع عن حقوق الإنسان العراقي فمن سينوب عنكم ؟؟؟

 

بعد هذا وذاك والطريقة التي حلت بها مأساة طلبة كلية الهندسة جامعة البصرة وعلى طريقة العشيرة والديوان والفصل , أسئل كل من السيدات والسادة

رئيس الجمهورية, رئيس الوزراء

 وزير الداخلية, وزير التعليم العالي, وزير حقوق الإنسان, وزير الثقافة

 السيدات والسادة في الجمعية الوطنية المنتخبة

السيد محافظ البصرة

السيد السستاني , الشيخ اسعد البصري

لو صفعت أحدكم وأمام العامة من الناس ومزقت ملابسكم وسرقت ممتلكاتكم هل ستقبلون مني الاعتذار ودفع الفصل, أم ستقتلونني باللحظة لأني إرهابي أسعى لإشاعة الفوضى والرعب في العراق, وتربطوني بدولة خارجية ؟؟؟

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com