مسيحيو العراق والموقف المشهود

 

 

جنكيز رشيد محمد

jengezr@yahoo.com

 

المسيحيين في العراق أناس مسالمين حضاريين يغلب عليهم طابع التالف الاجتماعي مع بقية مكونات الشعب العراقي ،وقومياتهم مختلفة منهم العربي والكردي والتركماني بالاضافة الى الكلدانية والاثورية ويعيشون في مناطق وجود متشظي تبدأ من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب

لقد عانوا ما عاناه الشعب العراقي في ظل النظام القمعي البائد من التهميش وطمس الهوية وقد أدت هذه السياسة إلى هجرة عدد كبير منهم من العراق بعد سقوط النظام البائد وبدا العملية الديمقراطية بدا عودتهم الى الساحة السياسية والاجتماعية بعد طول غياب حالهم حال بقية المكونات من الشيعة والتركمان .

ولهم مواقف في مرحلة ظهرت فيها توجهات ومطالب كل فئة ودوره في بناء العراق الجديد من مواقف وطنية ينم عن حرصهم الوطني وانتمائهم الأصيل إلى هذا البلد العريق .؟

وان استهداف الشيعة في حسينياتهم وفي مواكبهم فقد سالت دماء الإخوة المسيحيين في كنائسهم ودور عبادتهم وهم متفرغين للدعاء والتبتيل انن القضية لاتخص فئة معينة او استهداف طائفة معينة بقدر ماهو استهداف للخير للحضارة للديمقراطية والإنسانية من قوى الظلام من قوى الشر التي لاتملك منالفكر غير القتل وقطع الرؤوس والاغتصاب ارضاءاً لأفكارهم الظلامية واشباع لنزواتهم الحيوانية ان هذه الدماء التي سالت من الجسم العراقي تسيل في ساقية واحدة لتسقي شجرة العراق الجديد الحر المستقل الديمقراطي الحضاري .

ان ابناء الامة العراقية التي احب تسميتهم بهذا الاسم فالرابط الذي يجمعهم اقوى من الرابط الاخرى من الرابط القومي او الفكري الايدولوجي ولعل هذه الصورة تتضح لدى عراقي المهجر فالعراقي المسلم ير بطه بالمسيحي العراقي علاقات اجتماعية اقوى مما ييربط المسلم العراقي بغيره من مسلمي الدول الاخرى لقد عاش العراقيون ابن حكم النظام السابق مظلومين يداوي احدهم جراحات الاخر فكان الامسيحي والعربي والتركماني والشيعي والسني يربطهم رابط المواطنة فكان بعضهم عونا الى الاخر.

في مقابل ذلك ترى الذي يدعي الاسلام والاسلام بر اء منه لايدخر جهدا في تفخيخ السيارات وتفجير المواكب الحسينية والتجمعات البشرية وتشويه صورة الاسلام امام ابناء الديانات الاخرى فتفجير مثل تفجير الحلة لايرضاه واستنكرها كل مسيحيوا العراق والعالم  في مقابل ذلك يستنكف المؤسسات العربية والحكومية ببرقية تعزية لهذا المصاب الجلل بل ذهبوا الى ابعد من ذلك باقامة الاحتفالات .

ان المسيحين اقرب الى العراقين اخوتهم من هؤلاء ابناء الامة العربية الذين يتربصون القتل باهل هذا البلد الابرياء .

اننا نبرىء الاسلام ممايرتكبه هؤلاء القتلة ولقد كان ابناء العراق من المسيحين مدركين لعمق المؤامرة وان الذين فجروا الكنائس ليسوا من الاسلام بشيء وكما ذكر انجيل متي في 15/(من ثمارهم تعرفونهم وهل يجنى من الشوك العنب ) , ولعل تاكيد المرجعية الرشيدة على احترام ابناء الطوائف الاخرى المسيحية والصابئة من باب انهم اهل لذلك والعمل على احساسهم بانهم اخوة لنا ولان ديننا الحنيف الاسلام الحق يامرنا بذلك وهم معنا على نفس المركب فان غرقت غرقنا جميعا واذ نجت نجونا جميعا ومثلما دعت المرجعية رجالاتهم واهل العلم فيهم واستضافتهم في النجف الاشرف ،كانت لهم مواقف مشرفة في تعزيز الوحدة الوطنية والتالف بين مكونات الشعب العراقي ولعل مشاركة اعداد غفيرة من الخوة المسيحين في اربعينية الامام الحسين (ع) كان له الاثر البالغ في نفوس الشيعة لهذا الموقف العظيم وينم عن ادراكهم للمفاهيم الانسانية في حق الانسان في التعبيير عن رايه وحرية الفكر والدين وهذا هو روح الفكر الاسلامي والمسيحي على السواء وكانوا خير مثال لاخوة الانسان لاخيه الانسان والتضامن الوطني ومشاركت ابناء الشعب همومهم فلهم منا كل الاحترام والتقدير ان الارهاب انما يستهدف هذه الروح الوطنية والانسانية فبتضامننا في هكذا مواقف سينهزم الارهاب وتعود الثوابت الوطنية وتنجلي هذهالافكار الطارئة على الحالة العراقية.

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com