ألانتحار   من أجل الجنة

 

 

د. باسم عبدالله المظفر

 

 اضطراب الشخصية الناتج عن التعرض المزمن لواقع اجتماعي واقتصادي وسياسي سيئ تمثل السبب الأكبر للرغبة الواعية لإنهاء الحياة, أنها عبارة عن دافع قوي من قبل أنسأن ضعيف الشخصية سهل العطب للبحث عن طريق لجلب انتباه الأخرين نحو المعاناة التي يعاني منها.

 كلما كانت أداة القتل شديدة التأثير كلما كان هذا دليلا على سؤ الحالة المرضية, فقتل النفس وقتل الآخرين معها في نفس الوقت عن طريق استخدام  أداة ذات تأثير جماعي( المتفجرات مثلا) هو انعكاس لشدة الحالة المرضية و على وصول هذا المريض إلى درجة الأجرام بعد أن كان تأثيره يشمل نفسه فقط..

لقد برزت ظاهرة الانتحار المغلف سياسيا بشكل كبير خلال العقديين الأخيرين وأصبحت لها ثقافة خاصة واجتهاد يبرر هذا الفعل وبرفعة إلى رتبة ((الاستشهاد)) ,بل أصبح للاستشهاد تعريف أخر,فبعد أن كان نتيجة غير مقصودة للفعل الحربي , أصبح البحث عن الموت  هو الهدف, أي القتل المتعمد للنفس.

أن الهزائم المذلة العسكرية والسياسية والاقتصادية لشعوب هذه المنطقة( ووجود أفكار دينية  سلفية متزمتة), ولدت مجتمعات مضطربة التفكير لأتعرف من هو الصديق ومن هو العدو, وأصبحوا مرتعا خصبا لأفكار شاذة تدعوا إلى القتل بالجملة وتحطيم كل قيم الحضارة , وأنتجوا المئات ألألأ ف من المضطربين نفسيا تحول المئات منهم إلى انتحاريين يقتلون أنفسهم ويقتلون غيرهم ,,هنا وهناك,,, ,وظهر بينهم مثقفون يجتهدون ويفلسفون هذا الفكر الشاذ.,,  تساعدهم في ذلك تنظيمات جهنمية تحلل لهم الانتحار وتوحي أليهم بأنه استشهادا ,و تصور لهم أن القتل هو السبيل للخلاص من وضعهم النفسي السيئ والوصول إلى الجنة, هذه ا لجنة الموعودة لا تختلف بشيء عن الجنة الموعود بها متطرفي السيخ والهندوس في الهند وسريلانكا , فهم أيضا يقتلون أنفسهم ويقتلون الآخرين بوعد الجنة , جنة غير موجودة ألا في العقول المريضة.

أن طغاة هذه الدول ومنظماتها الأستخباريه تعرف جيدا هذه الفوضى و الشذوذ الفكري والمرض الاجتماعي الذي يسود في دولهم( وهم أحد أسبابها ) بل هم أنفسهم يوجهون نتائج هذا الخراب نحو خارج حدودهم  لكي لا ينفجر في وجوههم.

  أن حرية الفكر واحترام حقوق الإنسان ونشر قيم الديموقراطية وتبادل السلطة بالطرق السلمية وغيرها من القيم المتحضرة هو الأسلوب الصحيح لتفريغ الضغوط النفسية المتراكمة على مدى أجيال لهذه الشعوب بدل أن تتحول هذه الضغوط إلى أدوات قتل وتدمير تصيب نارها الجميع.

  رغم الشرور الكثيرة للاستعمار, ولكن هنالك حقيقة واضحة وهي  أن الاستعمار الأوربي لهذه المنطقة هو نفسه الذي حول هذه القبائل الشبة بدائية إلى دول تمتلك مقومات حضارية,,,,

.إن تجربة الخمسين سنة الماضية أثبتت إن التطور الحضاري لهذه الشعوب قد توقف منذ انحسار القوى الاستعمارية ووصول القوى الوطنية (المفترضة),,,,من هنا يصبح التدخل الخارجي كالكي بالنار ( أخر العلاج)لفرض التغير, بدل الانتظار أجيال أخرى( عشرات السنين ), على أمل أن التغير سيكون من الداخل ,,خلالها ستظل هذه المنطقة تنتج المئات من أدوات القتل تنتشر هنا وهناك.

 


 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com