وزير جريء وقاضي عادل وحبل مشنقة

 


باسم العوادي
basim_alawadi@yahoo. co. uk
 

بعد ان تحول الملف الامني الى سيد ملفات الساحة العراقية وبعد ان استطاعت  بعض دول الجوار و بالتنسيق مع بعض خونة الداخل ان تحقق نجاحا ملوسا في هذا الجانب الحياتي المهم حيث الانشغال بالامن يوقف كل مشاريع التقدم والاعمار ويعطل جوانب حياتيه لصالح هذا الملف وهذا ما ارادوه وهو وقف عجلة الحياة والحق يقال فلقد نجحوا ، ولكن كيف نجحوا ؟؟؟
نجحوا بسبب الفشل وفي المقدمه فشل وزارة الداخلية وفشل الاجهزة الامنية في التعامل مع مثل هذا الملف الحيوي ولايمكن تعميم الفشل على مفاصل الامن الداخلي العراقي الحالي ولكن الصورة الغالبة كانت صورة عدم الجدية في معالجة مثل هذا الملف اوضح من ان يشار اليها باصبع او يكتب عنها بقلم ، ويبقى السؤال كذلك لماذا لم تحقق الاجهزة الامنية نجاحات بمعنى ان فشلت ؟؟؟
المعارضة اللبنانية حملت الاجهزة الامنية اللبنانية مسؤؤلية اغتيال الحريري وهذا صحيح بنسبة مئة بالمئة لان هذا عرف دولي ففشل اي مفصل امني يقود الى الحديث عن قيادة ذلك المفصل الحيوي في خطوطه الاولى و الثانية وهكذا الى القاعدة ، احداث الحادي عشر من ايلول وسقوط ابراج امريكا قادت الى فتح الملف الامني بالكامل في الولايات المتحدة وتغييرت قيادات وجاءت جديدة بل استحدثوا وزارات امنية جديدة بعد ذلك الحاث الارهابي الكبير . روسيا وبعد نجاح ارهاب المجموعات الشيشانية فتحت ملف الفساد الامني والعسكري وقامت بعملية تغييرات كبرى . بريطانيا ومع ازدياد حالات الارهاب العالمي ضاعفت اجهزتها الامنية واجرت تغييرات شاملة وواسعة عليها ووضعت اخلص رجالها في وراء الملف الامني منذا احداث نيويوك الاجرامية . وهكذا كل العالم إلا في العراق ومع كل فشل جديد للاجهزة الامنية يتم الاشادة بالداخلية ويتم منحها مزيد من الصلاحيات ويتم دعمها بالكثير من العدة والعدد ويتحول الشخص الفاشل من مسؤول امام القانون لسؤء ادارته وفشله الى مسؤول عن قوى اكبر ومسؤولية اعظم ، لم يكن يحدث هذا . طبعا في عهد صدام ولكنه يحدث في العراق الجديد قادتني هذه المفارقة الى استذكار ناظم كزار الرجل الذي يضرب العراقيون فيه المثل للشدة الغلظة والاجرام رغم انه لم يكن ليصل الى ربع البراك او سبعاوي او طاهر حبوش او غيرهم ولكن يبدو انه دفع ثمن اصله الجنوبي وانتمائه الشيعي بتشويه سمعة يفوق تشويه سمعة اوباش البعث في الاجهزة الامنية رغم ان ناظما قد صحح خطأه وعمل على الاطاحة بنظام البكر ـ صدام وقاتل حتى النهاية وبسلاحه الشخصي رغم ذلك بقي ناظم كزار على اللسنة العراقيين رمز للبطش والقوة الغاشمة . يتذكر اصداقاء ناظم كزار في كلية الهندسة جامعة بغداد انه كلف وهو في الصف الاول بقراءة كلمة حزب البعث في احد المهرجانات الجامعية وعندما ارتقى المنبر لاحظ ان اغلب الحضور من الطلبة هم من انصار الحزب الشيوعي والحركه الاسلامية آنذاك فايقن انه سيدفع ثمن هذه الكلمة فخاف وارتعد ولم يستطع اكمال الكلمة فقطعها وهو في البداية ونزل من على المنصه وكل من كتبوا عن ناظم كانوا يؤكدون على انه لم يكن غلظ الطباع او وحشي او شرس لكن هذا لمن يمنع من ان ناظما عندما تولى ادارة الامن العامة قد حول نفسه الى بعبع او مارد وكان الماركسيون و الاسلاميون يهابونة بشدة انذاك فكيف استطاع هذا الشاب البسيط غير الجريء على قراءة كلمة ان يكون على هذا المستوى في التخويف بل ان البعض . يعده الشوكه التي قصمت ظهر التيار الماركسي في العراق مطلع السبعينات هذا يقودنا الى ان كل ما تحتاجه الداخلية او الامن في العراق الى رجل يعمل بجد كما عمل كزار ويكون مصمما على هدفه كما كان كزار مصمما على هدفه ونحن نؤكد هنا باننا لانريد نموذج مستنسخ من ناظم كزار ولكن نريد الاستافدة من عبر ودروس وتجارب الاخرين ومنهم كزار في ادارة امن العراق ومواجهة ملف الارهاب والعبرة الاخرى من القصة ان كل شخص صاحب ارادة وشخصية يستطيع ان يحقق نجاحات كبيرة وليس كما يريدون ان يوهمونا باننا بحاجة الى شخص ذو قدرات خارقه سوبرمانية . لمواجهة الارهاب ودليل كزار يكذب كل ذلك على وزير الداخلية الجديد ان يكون صاحب ارادة في مواجهة ملف الارهاب وصاحب عزم في تحقيق الامن واذا ما كان كذلك فستة اشهر تعني ان يكون العراق آمنا من اقليمه الكردستاني الى اقليميه الجنوبي والارضية مهيئة لنجاح وزير الداخلية الجديدة فقد سبقته فتوى عظيمة للسيستاني بدعم قوى الشرطة والامن وتكتيك القوى الارهابية الجديدة في شن هجمات كبيرة ينبئ عن فشل في ستراتيجيتها القديمة وانه لم يعد امامها مساحة واسعة للحركة لذلك تلجأ الى الهجمات الجماعية الكثيفة لكي تحقق انجاز معين بعد تجارب فاشله ولكي تحمي ما تبقى من انصارها على شكل . جماعات وكل ما يحتاجه الملف الامني رأس جريء ومدبر وحازم وقاضي عادل وشجاع وحبل مشنقه يتدلى لمن اجرم وأقرأ بعدها على الارهاب السلام ، فهل سنشاهد ذلك في ما تبقى من اشهر سنتنا الحالية ، ام اننا سنقول بعد سنة نحن بحاجة الى نسخه طبع الاصل من ناظم كزار لحماية العراق من الارهاب ؟؟؟؟

 

 

 

 

 

                                                                                  

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com