باختصار ... عن معالم الجمهورية الثانية

 

كاظم جواد السماوي

kadhimjawad@bredband.net

 

عندما ثار العسكر مدعومين من بعض القوى السياسية  في تموز 1958 ليسقطوا نظام الحكم الملكي في العراق كانت بلا شك عندهم نوايا وطنية صادقة واسسوا الجمهورية كنظام جديد . الا ان الممارسات التى تلت العملية اخذت تتعثر في مواقع كثيرة في حياة البلاد السياسية. وتوالى التردي السياسي ونمت  جذور الدكتاتورية بمستويات بسيطة حتى وصلت الى اعتاها مع اعتلاء البعث السلطة للمرة الثانية 1968

عشر سنوات للتاسيس, ثم 35 سنة للممارسة الفجة لاعتى صنوف الظلم والاستبداد تركت مخلفات تحتاج الى جهد هائل لازالتها واصلاح الوضع من الجذور 

اليوم وبعد قيام الجمهورية الثانية والتي بدت ملامحها مختلفة تماما عن بدايات الجمهورية الاولى  حيث ان العسكر ببزاتهم قد تراجع دورهم واستبعد. حتى صار وزير الدفاع ذاته سياسيا قبل كل شئ . ثم ان الهيئات التي بدات في التاسيس ليست هيئة دبابة وانقلاب بل هيئة رقابة وانتخاب.  ورئاسة الجمهورية الثانية منتخبة ولها امد وصلاحيات محددة واعضاءها سياسيون محترفون واصحاب تجربة . ثم ان الحكومة من رئيس ونواب ووزراء عندهم من المقومات المهمة في تولي مثل هذه المناصب . فكل شئ اليوم يوحي باننا على اعتاب مرحلة مختلفة

بقي علينا نحن كمواطنين ان ننظر لهذه الجمهورية من زاوية مختلفة عما مضى ونتعامل معها باسلوب جديد ورؤيا جديدة

لتكن الحرية التي صرنا نمتلكها اداة بناء خلاقة في كل موضع من مواضع الحياة . ولنتذكر دائما ان الاخطاء الجسام تعيد الدكتاتورية من جديد على اياد اسماء اخرى . اذ دائما يظل هناك متربصون

 

 

                                                                                  

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com