المقاومة الشريفة خدعة لها اسرارها
 

 

 

د. مهدي حيدر


يجتهد الكثير حتى سياسيونا بمحاولة لا معنى لها لتميز المقاومة والارهاب ، ومنح وسام الشرف لما يسمى بالمقاومة الشريفة.
فلو تفحصنا الخارطة السياسية للعراق اخذين بنظر الاعتبار الدول الاقليمية وتغلغل مخابراتها تخطيطا وتنسيقا وتمويلا لدعم العمليات المسلحة داخل العراق ، ومن خلال الاعترافات التي شاهدناها على الفضائية العراقية لوجدنا الاتي :
1/ قبل اكثر من عام لسقوط النظام تم دعم الحركة السلفية الوهابية في العراق من قبل صدام وعزت الدوري بعد ان كانت هذه الحركة محرمة بالعراق، فسمح للارهابي ابو مصعب الزرقاوي بدخول العراق بتنسيق مخابراتي اردني ـ عراقي بعد تسهيل هروبه من الاردن وعلاجه باحد المستشفيات الصدامية ولم تجرء حكومة الاردن بالافصاح عن اين هرب الزرقاوي.
فالتحالف الوهابي البعثي بدء منذ هروب اسامة بن لادن من السودان الى افغانستان ومقابلته لمسؤول العلاقات الخارجية في المخابرات العراقية المدعو فاروق حجازي ـ المسؤول المباشر لعمليات الاغتيالات داخل وخارج العراق .
2/ من يقاوم القوات الاجنبية في العراق هم قادة وكوادر المكتب العسكري لحزب البعث الذي يضم كوادر الامن والمخابرات والاستخبارات العسكرية وكل هؤلاء يحملون رتب عسكرية تبدء من الجندي الى اعلى الرتب اضافة لدرجات حزبية من عضو عامل الى عضو مكتب عسكري. هؤلاء مجتمعون تنظيميا تحت مظلة المكتب العسكري للحزب ولا علاقة لها بتنظيمات الحزب العادية الاخرى.وقد خطط لهذا المكتب مهام وواجبات وبرنامج عمل بعد سقوط النظام منها:
مرحلة بداية السقوط هو حرق مؤسسات ودوائر الدولة ابتداء بالدوائر الامنية وملفات الدولة المنقولة الى المواقع البديلة التي حددت مواقعها مسبقا.
اغتيال الشخصيات المؤيدة للاحتلال وتدمير البنى التحتية واشاعة الرعب بين الناس.
اما المرحلة التالية فهي التنسيق الاستراتيجي مع السلفية الوهابية وكوادر المكتب العسكري والمخابرات السورية تدريبا وممر امنا للمتطوعون الوهابيون من السعودية والاردن ومختلف الدول التي تنشط بها الحركات الوهابية السلفية والهدف المشترك بين جميع هذه التيارات هو قتل الشيعة كعدو اول داعم لعملية التحرير والمستفيد الاكبر مع الاكراد في مستقبل العراق الجديد.
وعمليات القتل على الهوية سواء للمدنين او عناصر الشرطة والحرس الوطني دليل صارخ على دقة الهدف التدميري لقوى الظلام البعثية السلفية.
3/ اما استهداف القوات الاجنبية فله هدف مشترك هو محاولات قد تجدي نفعا في انسحاب هذه القوات وتركها العراق بامل الفوضى والسيطرة من جديد لاعادة النظام البعثي بوجه سلفي وهابي واكتمال عمليات التدمير والقتل من جديد وما محاولة هذه العناصر في جعل الفلوجة بؤرة مخيفة لعصيان تخندقت فية عناصر المكتب العسكري والوهابية السلفية تحت غطاء المقاومة الشريفة بحماية هيئة علماء المسلمين والحزب الاسلامي والمستشفى الاردني في الفلوجة لتغطية الدعم اللوجستي والمخابراتي.
ان المال الهائل لدعم تسمية الارهاب بالمقاومة ثم الان نغمة المقاومة الشريفة هذا الدعم الاعلامي المرتزق والطائفي الاهداف يروج حديثا للمقاومة الشريفة ومعه مع الاسف القاتل بعض سياسيونا بانهم حريصون لفتح حوار مع هذه المقاومة للمشاركة في العملية السياسية ؟؟؟ كارثة انتحارية لمستقبل العراق.
وبعد نجاح العملية السياسية في انتخاب رئيس الجمعية وهيئة الرئاسة وتسمية رئيس الوزراء بعد هذا وليس قبله يعلن شيخ الارهاب حارث الضاري وهيئته التي اشتركت بالفعل والدعم بكل اعمال القتل والذبح والتفخيخ التي اتخذت مساجدها منطلقا للتموين والتخطيط والتجنيد ودليلنا في ذلك هو القاء القبض على اكثر من ثمانون امام جامع كلهم اعضاء في هيئة حارث الضاري الان يندد بالارهاب ويؤكد على شرعية المقاومة الشريفة بعد ان تبين من خلال التحقيقات التي لم تعلن تلفزيونيا بان كل القائمين بالعمليات الارهابية هم بعثيون بغطاء جهادي كاذب كي يموه عن اصل الانتماء التنظيمي البعثي والمغطى بغطاء انصار السنة او التوحيد والجهاد كواجهات انتشرت افقيا بينما انحسرت تسميات الجيش الاسلامي البعثي اصلا.وهذا ما يؤكد التحالف البعثي السلفي بقيادات اصلها بعثية وفروعها سلفية تدافع عنها عناصر هيئة الضاري وايتام صدام امثال مشعان الجبوري ارهابي اللطيفية عدنان الجنابي وغيرهم الكثير ممن يروج هذه الايام لما يسمى بالمقاومة الشريفة.
من المعيب على السياسين والمثقفين ان يو قعوا انفسهم بفخ المكر الوطني الزائف وترديد مقولات انه لا يوجد عراقي يقبل باحتلال بلده!!!!! اي احتلال يقصدون ؟ لقد انتهت فترة الاحتلال رسميا في قرار الامم المتحدة المرقم 1546. لماذ نتنكر لجميل القوات الاجنبية التي حررت العراق وشعبه من اتعس واقسى نظام همجي عرفته البشرية هو نظام صدام الذي ما زالت رموزه وتمويله قائما بل اقوى تحالفا ووجوها متنوعة الاختفاء.. ان رؤس الارهاب مازالت تعبث في سوريا والاردن وداخل العراق وما تمت منعمليات بطولية هي للقبض على صغار الارهاب وليس مخططوه وممولوه.
ان الخطا القاتل هو الانجرار العفوي او التملق السياسي من جهة والنفاق الوطني من جهة اخرى بتثقيف مفاهيم مدفوعة اعلاميا بمسميات الارهاب الى مقاومة شريفة والتحرير الى احتلال سيؤدي الى كارثة صدامية تعيد نفسها من جديد.
استروا علينا كما تسترنا القوات الاجنبية والهداية من الله.


 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com