تصريحات مام جلال
ليست عابرة عن امتناعه من توقيع حكم الاعدام على صدام حسين ، واقتران
ماطرحة مام جلال بالعفو عن المقاومة الشريفة و دعوته لهم بالمساهمة في
تشكيلة الحكومة او اعداد الدستور للبلاد.كل هذه المقدمات ما هي الا
لتهيئة الراي العام العراقي واشارات لمريدوا صدام من السنة ، فكما هو
حال ما يطرح الان في الساحة السياسية من خلط للاوراق بين اهمية مشاركة
السنة والتي يؤيدها كل العراقيون لكن الخلط وعدم التميز بين الارهاب
وما يطرح من مسميات المقاومة الشريفة من جهة وبين السنة وصدام من جهة
اخرى بحيث اصبحت صفقة واحدة كي يشارك السنة وهي شروط متسلسلة ذات هدف
واحد هو عفو عن من يحمل السلاح بغض النظر عمن قتل وضمان عدم ملاحقتهم
قضائيا والعفو عن صدام وزمرته من حكم الاعدام واعادة رموز النظام
السابق للحياة السياسية هذه هي شروط مشاركة السنة المطروحة من قبل
مريدوا صدام ونظامه والذين هم بعيدون عن التمثيل الحقيقي لسنة العراق
ومن هنا تخلط الاوراق على جميع المراقبون والمعنيون بالشان العراقي.
وما نشرته صحيفة التلغراف البريطانية عن وجود صفقة لايقاف اعمال العنف
هو عدم اصدار حكم الاعدام عن صدام ، وهذه مجرد اشارة سبق وان تفاوض
بشانها الامريكان مع ممثلوا المقاومة العراقية. اخذين بنظر الاعتبار
رفض الارهاب السلفي المتمثل بتنظيم التوحيد والجهاد في العراق دعوة مام
جلال متهما اياه بانه عميل وذنب من اذناب الامريكان ، علما بان التحالف
الاستراتيجي بين ازلام صدام والسلفية الوهابية حقيقة لا يمكن نكرانها ،
والسؤال المطروح هو من يحمي تواجد ما يسمى بانصار السنة والتوحيد
والجهاد هل انها المقاومة التي يسمونها بالشريفة ام قلة من السنة
اختارت الوهابية السلفية باغراقهم بالدولار والذي حولهم الى مرتزقة
تنفذ الاوامر.
ان التشابك المصيري بين الارهاب الصدامي والسلفي الذي تحاول قلة من
السنة ان تجعل منها مقاومة شريفة تمثل سنة العراق ما هو الا اسائة
فاضحة لسنة العراق وعزلهم عن مكونات الشعب العراقي كما فعلت بخطئها
التاريخي حين منعتهم من الانتخابات . فتحديد ممثل السنة الحقيقي امر
مهم كما هو حال الفصل بين من يمثل ما يسمى بالمقاومة وبين الارهاب
السلفي وتنظيماته.وهذه المهمة اللغز التي يجب ان يحددها سياسيونا قبل
الانجرار والوقوع في مستنقع يصعب تميزه بين السلفية وازلام صدام من جهة
وبين ممثلوا السنة الحقيقيون وبين من يتاجر سياسيا باسم كل هذه
التجمعات .
قبل ايجاد تبريرات ملغومة حول مصير صدام .فلن تهدء عمليات الارهاب او
المقاومة الشريفة كما يحلو للبعض تسميتها ، لن تهدء الا بتولي رموز
النظام العملية السياسية برمتها ، وما نوايا من اعيدوا للداخلية
والدفاع من الازلام وتنسيقهم المعلوماتي مع الارهابين الا حقيقة من
الجهل نكرانها والبدء من جديد وتكرار مسار حكومة علاوي بدعم امريكي
لنعيد كوارث الخداع السياسي لتحقيق مصالح ذاتية نفعية بعيدا عن مصالح
الوطن العليا.