بين
ليلة و ضحاها تغير كل شئ ... انقلب رأسا على عقب فهذا
الذي لم يتورع في يوم من الايام عن انتهاك الحرمات
.... و تجاوز كل المحرمات ... و لم يشعر للحظة واحدة
في حياته ان له ربا سيحاسبه على كل اعماله ... استمر
يفسق ... يظلم .... يضطهد ... يهجر ... يدمر... يصادر
الاموال يهلك الحرث والنسل ... يجفف الاهوار ... يقطع
الاشجار ... و اطلق ليده العنان باقترف كل ما حرم الرب
.... صار فرعون زمانه .... فنام آمنا مطمئنا انه سيطر
على كل شئ... صارت الدنيا بيده ... و قضى على كل صوت
يخالف صوته ... و حتى الصامتون قضى عليهم فلم يبقى غير
من يطرب معه و يطرب له.... و هو غارق في بحر من دماء
العراقيين الابرياء .... و اكتنز من قوتهم و أموالهم
ما صعب الاحصاء .... و حلت به ساعة الانتقام ... صدر
عليه الحكم الالهي ... كما صدر من قبلُ لعاد و ثمود و
فرعون ذي الاوتاد ... ان ربك لبلمرصاد .... فليس من
باب الصدفة ابدا ان يكون سقوط صنم بغداد و نهايته
المخزية في نفس اليوم الذي ارتحل فيه العالم الرباني
الجليل ... عبدالله الصالح و المخلص آية الله الشهيد
السعيد محمد باقر الصدر (قدس سره) الى ربه راضيا مرضيا
, لم ولن يكون صدفة ابدا لا والف لا .... و رب السماء
و الارض ليس صدفة .
لقد قال الشهيد محمد باقر الصدر (رض) الى الطاغية
جوابا على اخررسالة بعثها له يطلب منه ثلاثة مطالب /
اولها ان يعلن تأييده و رضاه عن حزبهم و ثانيا يتنازل
عن التدخل في السياسة و ثالثها ان يتنازل عن تأييده
للثورة الاسلامية في ايران و يمنيه فيها بالمنصب و
الجاه و الاموال. فرد عليه ردالمجاهد الذي لا يخاف في
الله لومة لائم , و قال كلمة الحق للسلطان الجائر
برسالة حطم فيها كبريائه و جبروته و سهده , و كان مما
جاء فيها:
( لقد كنت احسب انكم تعقلون و تتعقلون ....... و صرح
مكونكم اضل سبيلا من الانعام السائبة و اقسمى قلوبا من
الحجارة الخاوية واشره الى الظلم و العدوان من كواسر
السباع لاتزدادون مع المواعظ الا غيا و مع الزواجر الا
بغيا اشباه اليهود و اتباع الشيطان, اعداء الرحمان
............, فاجمهوا امركم وكيدوا كيدكم و اسعوا
سعيكم فامركم الى تباب و موعدكم سوء العذاب لا تنالون
من امرنا و لا تطفئون نورنا و اعجبوا ما في امركم
مجئكم لي بحيلة الناصحين تنتقون القول و تزورون
البيان, تعدونني خير العاجلة برضاكم و ثواب الدنيا
بهواكم, تريدون مني ان ابيع الحق بالباطل و ان اشتري
طاعة الله بطاعتكم و ان اسخطه و ارضيكم و ان اخسر
الحياة الباقية لاربح الحطام الزائل , ظللت اذا و ما
انا من المهتدين , تبا لكم و لما تريدون , ا ضننتم ان
الاسلام عندي شيأ من المتاع يشترى و يباع ؟ .......
فوالله لا اعطيكم بيدي اعطاءالذليل و لا اقر لكم اقرار
العبيد , فان كان عندكم غير الموت ما تخيفونني به
فامهلوا به او كان لديكم سوى القتل تكيدونني به فكيدون
و لا تنتظرون لتبصروا ان لي بالجبال الشم شبيها من
التعالي و ان عندي من الرواسى شامخات متبلى من الرسوخ
و الثبات , قولوا لمن بعثكم و من وراء اسيادهم ان دون
ما يريدون من الصدر الف قتلة بالسيف او خضبا امر و ان
الذي يريدونه مني نوعا من المحال لا تبلغوه على اي حال
فوالله لن تلبثوا بعد قتلي الا اذلة خائفين هول
اهوالكم و تنقلب احوالكم و يسلط الله عليكم من يجرعكم
مرارة الذل و الهوان يسيقكم مصاب الهزيمة و الخسران و
يضيقكم ما لم تحتسبوه من طعم العناء و يريكم ما لم
ترتجوه من البلاء و لا يزال بكم على هذا الحال حتى
يحول بكم شر فال جموع مثبورة صرعا في الروابي و
الفلوات حتى اذي النقضى عديدكم و قل حديدكم و دمدم
عليكم مدمدم عروشكم و ترككم ايادي سبأ اشتاتا بين ما
اكلتم بواترهم و من هاموا على وجوههم في الانصار فولوا
الى شتى الامصار و اورث الله المستضعفين ارضكم و
دياركم و اموالكم فاذا قد امسيتم لعنة تجدد على افواه
الناس و صفحة سوداء في احشاء التاريخ ) صدقت يا سيدي
... و صدق ما تنبأت به و الحمد لله .