|
بأختصار ... قسمة فنيخ
كاظم جواد السماوي
هذا مثل شعبي اشد ما ينطبق على حكومة اياد علاوي. وأعتقد أنني لو يستبدل المثل بقمسة علاوي, عندها سيأخذ المثل بعدا اكثر تعبيرا , واشد وضوحا وابلغ من المثل السابق, فالمرحلة الحالية تستوجب ذلك, بعد كل هذه الفجاعات التي نراها ونسمع بها ونعيشها بمرارة كل ثانية تمر بنا اليوم فالتحقيقات التي تظهر على تلفزيون العراقية وغيرها مع الذين يمارسون الارهاب بوحشية مبالغة يصعب وصفها. ولكن الذي تداعى في فكري من هذه التحقيقات وغيرها من المعلومات المتوفرة, هو ان حكومة علاوي اجتهدت بكل طاقتها في استعادة اكبر قدر ممكن من البعثيين لمواقعهم الوظيفية في الادارات على مستويات مختلفة, وكم تباكت امام الضباط حتى الفاسدين منهم للالتحق بالعمل والانضمام الى المؤسسات الامنية المختلفة... اما الناس المخلصين الشرفاء الذين لم تتلوث اياديهم بالسوء فقد حفت ارجلهم وبحت اصواتهم وسلت صدورهم, وهم يحاولون ان يخدموا وطنهم اولا واهليهم ثانيا باخلاص عالي, ولكن لا اذان لمن يستصرخونهم ... لماذا؟ الامر ليس عفويا على الاطلاق, ولغاية في نفس علاوي تعالوا معي للذين سعت حكومة علاوي لتواجدهم في كل موقع وخرم من الدولة , لنشاهدهم في نشاطهم الوطني" المخلص" على ثلاث جبهات رئيسية, وبالطبع كل جبهة من هذه تفريعات تضعك على شبكة اشبه بشبكة الانترنيت التي يصعب الخروج منها الرفاق هؤلاء يذهبون الى وظائفهم في الصباح مطمئنين ويتقاضون مرتباتهم العالية دونما اداء للمهمات التي تتطلبها الوظيفة, ولا تسمع منهم الا التذمر من كل شئ . ابتداءا من الراتب وانتهاء بسوء سياسة الحكومة . واجراءات الاحتلال المعرقلة لتنقلهم وووو ثم تاتي المهمة الثانية خلال ساعات العمل الرسمية , فالواجب بالنسبة له يبدا من لحظة عرقلة انجاز المعاملة وحتى انجازها باستلام الرشوة وحسب اهمية القضية التي تقع تحت يده. وعندها حقق شيئين في نفسه المملوءة حقدا على البشر.. وقبض ما يملؤ جيبه , ويخنق بالحسرة شعبه هاتان الوظيفتان له, اي تبوء وظيفة لا يستحقها, ورشوة واساءة للعمل وفساد اداري . ربما يمكن تحملهما على مضض رغم قدر الشر الذي تتضمنانه . الا ان الوظيفة الثالثة التي يمارسها هذا الرفيق وهي الاخطر , تبدأ بعد انقضاء وقت العمل في الدائرة. وقت العمل الاضافي, حيث يبدأ بالفعل الجدي الذي يتناسب مع عقيدته, التي تربى عليها بصورة اوضح, فتحولت الى غريزة, الا وهي القيام بكل اشكال القتل والسلب والتخريب والعدوان . ان عنوان الارهاب لا ينطبق بصورة واضحة اكثر مما ينطبق على عمل هؤلاء المجرمين .. انهم يجمعون من هذه العمليات في السطو والتهديد والسرقة , مبالغ تفوق حتى نسبة ما يجمعونه من الرشوة, وبالطبع ما يجمعونه من الرشوة يفوق ما يستلمونه كراتب شهري .. هذه بحق متوالية هندسية كما يقول اهل الرياضيات أعتقد انهم اذا وفقوا في هذا الطريق , يكونوا في وضع افضل حتى مما كانوا عليه في زمن حكمهم المطلق, اذ تخلص القسم الاعظم منهم من عقدة الدونية التي اشعرتهم بها عشيرة المجيد هم لا يخافون من الفصل الوظيفي , فقد جمعوا وهيئوا , وتهيئوا لما بعد الفصل . بل اكاد اقول انهم في يوم ما, يتمنون الاستغناء عن الوظائف اذا" لا سامح الله " استجد امر ما , والعفو عادة عند الطيبين وعندها يصيروا جاهزنين بالفعل للعمل الحر وينتقلون الى طبقة مهيمنة اقتصاديا , تتحكم بالحياة العامة من خلال هذه القدرة كانوا" سادة" بالقهر وسيظلوا" سادة" بحكم حاجة الفقراء لهم
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |