|
ثلاث دروس من النفاق السياسي لأحزابنا الوطنية الحديثة التأسيس
حيدر الحسناوي
الدرس الأول/ بعد نجاح العملية الديمقراطية التي شهدها القطر مؤخراً وبعد النتائج التي أفرزتها صناديق الإقتراع وتشكيل الجمعية الوطنية العراقية المنتخبة وتنصيب الهيئة الرئاسية وتكليف رئيس الوزراء بتشكيل حكومته خلال مدة شهر سارعت الأحزاب والمنظمات والتشكيلات الحديثة العهد التي قاطعت الإنتخابات والتي شاركت بها رغماً عنها لكي لايفوتها قطار العملية السياسية سارعت للتوسل بتخصيص منصب أو منصبين بعد أن ثبت لهم سير الديمقراطية بالإتجاه الصحيح. لنعد قليلاً إلى الوراء أيام تشكيل مجلس الحكم بعد سقوط الصنم والذي تألف من ( 25) شخصية من شخصيات البلد ، وبعد إنتهاء فترة المجلس وحله وتشكيل الحكومة الإنتقالية الجديدة صرح بعض الذين لم يحصلوا على منصب في هذه الحكومة أدانوا فيها عمل مجلس الحكم وكيف تم تشكيله من قبل قوات الإحتلال وأنه كان يعمل تحت إمرتهم وبتوجيه من بول بريمر ومن هؤلاء الدكتور محسن عبد الحميد ، إذاً مالذي كان يجبرك على العمل مع هذا المجلس الغير شرعي حسب زعمكم وكيف أصبحت رئيساً لهذا المجلس لمدة شهر وكنت تتلقى الأوامر من بريمر وجيش الإحتلال حسب قولكم ثم عارضتم الإنتخابات وإعتبرتموها غير شرعية وأن الحكومة المنتخبة تعتبر بنظركم غير شرعية ولاتعترفون بها ولاتشاركون بها لتغيروا من رأيكم بعد هذا التحريم وتطالبون المشاركة بها وبشرط أن تستلموا وزارات سيادية منها ، ماهذا التناقض والتباين بآرائكم هل هي صحوة ؟ لا إنه نفاق سياسي.
الدرس الثاني/ السيد عدنان الباجة جي السياسي المخضرم والذي لم يحصل على الأصوات التي تؤهله الدخول في الجمعية الوطنية طالب بمنصب نائب رئيس الجمهورية بعد أن دخل معترك الإنتخابات في الوقت( بدل الضائع ) بعد مقاطعته إياها في السابق وعندما أفلس من أي منصب لملم أوراقه (وجوالاته) وأغلق صحيفته وأبواب مقرات حزبه مغادراً من حيث أتى ليحصل إنشقاقاً في قيادته، هل هذه الوطنية والديمقراطية التي أشبعتنا بالحديث عنها؟ أيضاً نفاق سياسي.
الدرس الثالث وليس الأخير/ أحد السادة النواب في الجمعية الوطنية من القائمة العراقية طلب من أعضاء الجمعية التدخل السريع وبدون تهاون على إطلاق سراح كافة المعتقلين من أبناء التيار الصدري والإسراع بتحسين الوضع المعيشي السيء والتي يعاني منها أبناء مدينة الصدر والمباشرة فوراً بإعادة إعمار المدينة ولاأدري لماذا إختار السيد العضو مدينة الصدر وأبنائها ، أنا لاأريد أن أنتقص من أبناء هذه المدينة المناضلةالتي قدمت الكثير من التضحيات أيام العهد البائد ولكن يمكن أن تريد هذه القائمة أن تكسب ود أهالي مدينة الصدر بعد أن قامت بتدميرها وإعتقال أبنائها من خلال العمليات التي قامت بها أيام ترأس هذه القائمة للحكومة وكذلك تريد أن تكفر عن سيئاتها تجاه المدينة ، هل هذه الوطنية والديمقراطية؟ كذلك نفاق سياسي. إذاً أفرزت الساحة العراقية عن حقائق هذه الأحزاب الحديثة التأسيس وسياساتها والأسباب التي جاءت بها إلى العراق فقد خسرت مصداقيتها أمام الشعب العراقي والرابح الوحيد هو الذي يعمل من أجل عراق واحد لاتفرقه الأطياف والأديان والقوميات ونتمنى من الأخوة أن يتخذوا من الشريف علي بن الحسين درساً للتضحية والجهاد حينما صرح قبل السقوط وقبل دخوله العراق أنه إذا ماتحرر العراق من الطاغية والطغيان أنه سيكون خادم للعراق والعراقيين دون البحث عن المناصب ونتمنى من الشريف أن لايحذوا حذوهم ويكون الدرس الرابع، أنا أعتقد من أنه سيكون الدرس الرابع لعدم قدرته العيش من دون منصب.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |