|
بين الله سبحانه وانكار الجميل يتوسط الوأماء
صاحب مهدي الطاهر / هولندا
اللئيم هو كل شخص ينكر جميل من احسن له ويتمرد عليه. ويتفاوت مقدارالجميل الممنوح كما يتفاوت مقدار الرد عليه من الطرف المقابل حسب طبيعة ومكانة وقدرة ونفسية كلا الطرفين، ولكن يبقى الاساس هو الشكر والتقدير لمن ساهم ودفع باتجاة ذلك الجميل اينا كان حجم ذلك الجميل بقيمته المادية ، التعبوية ، السلوكية او المعنوية ،ونكران الجميل صفة يتصف بها البعض ومتعارف عليها لكونها قديمة قدم التاريخ الانساني وستبقى الى الابد مادام هناك بشرعلى وجه هذه المعمورة ،وغالبا يسوق ناكر الجميل مبررات تافهة وسطحية وهي كثيرة ومتشعبة لا يمكن لنا حصرها وتحديدها بشكل دقيق وقاطع الا ان هناك نمط جديد من هذه المبررات يمتاز بمواصفات خاصة يمكننا ان سلط الضوء عليه ،فقد يحلو للبعض ان يجعل من الله الواجهة المحبذة لتبرير نكرانه للجميل فما يكاد ان يُذكر بالجميل الذي منحه ايها الاخرون حتى سارع الى زج ارادة الباري عزل وجل في اطراف الكلام واقفل عند ذلك الحد ولم يتعداه مكتفيا بتلك الكلمة التي هي كلمة حق يراد بها باطل ،والغريب في الامر ان ذلك الطرف تراه في احيان اخرى يُحمل جهات اخرى مسؤولية الفشل الذي تسبب هو فيه وجرعليه وعلى الاخرين الويلات والماسي وشتى انواع الحيف والقهر والظلم فيما ينسى او يتناسى في هذه الحالة الارادة الالهية وهنا اريد ان اقارن بين حالتين معروفتين متطابقتين بالنسبة لمكان الحدث ولللاعبيين الاساسيين فيهما ومتقاربتين الى حد ما زمنينا هما احداث انتفاضة اذار المباركة التي فجرها نفر طيب من ابناء ناحية الفهود ضمن محافظة الناصرية(بشهادة نزار الخزرجي ابان خروجه من العراق التي ادلى بها لبعض وسائل الاعلام العربية والاجنبية ) وبين الحرب الاخيرة التي اطاحت بنظام صدام المجرم، حيث ان هناك شريحة واسعة من ابناء الشعب العراقي تعزوا فشل الانتفاضة الى عدم اكتراث القوات الامريكية وقتذاك بما قامت به قوات النظام السابق من ابادة جماعية ووحشية بحق المنتفضين وانها سمحت نتيجة لرؤية امريكية خاصة ترتبط بالامن القومي لها وبمؤثرات اقليمية ودولية لنظام صدام باستخدام الطائرات العمودية والطائرات المقاتلة ذوات الاجنحة الثابتة ضد المنتفضين ولان هذا المبرر يعتبر مبرر مقنعا ومنطقيا الى حد ما فان الكل كان ناقما وساخطا على الحكومة الامريكية ولم يطرح في يوما ما حقيقة الارادة الالهية من قبل هؤلاء البعض كسبب مباشر في فشل الانتفاضة الا ان الحرب الاخيرة التي قادتها الولايات المتحدة الامريكية والتي اسقطت النظام المجرم البائد وما تبعته من بروز واقع جديد يلمسه العراقيون يوميا بمختلف تنوعاتهم ومشاربهم سواء على الصعيد السياسي او المعيشي او لنمط الحياة الجديد من حرية التعبير والادلاء بالرايء بكل شفافية ووضوح والسماح بسماع واستماع ومشاهدة وقراءة كل الوسائل الاعلامية المختلفة من اقصاء اليمين الى اقصاء اليسار قد افرز وحدد شريحة معينة بشكل واضح ومكشوف ففي هذه الحالة وفقط في هذه الحالة ظهرت لدى هذه الشريحة فجاءة الارادة الالهية وعزوا كل ما تحقق اليها ولا دور بت لاية جهة اخرى في هذا المنجزالتاريخي. ان الارادة الالهية تعتبر حقيقة مطلقة غير قابلة لتشكيك اوالطعن على اعتبار ان كل ما يحصل في هذا الكون هو نتيجة لارادة الاهية لا تقهر، ولكن هذا لا يعني ان كل شيء يختزل في هذا العامل المهم والا لاصبح كل شيء يحدث او كل مجهدود يبذل ليس له معنى حقيقي وبالتالي تنتفي ارادة الخير والشر والحق والباطل والشكر والجحود فمثلا والمثل يضرب ولا يقاس وبناءا على ما يتقول به هؤلاء لا فضل لرسول محمد (ص) في نشر الاسلام بل كل الفضل يعود لله وحده وعليه فليس من حق احد ان يشكر الرسول محمد على انجازاته الكبيرة والعظيمة و كذلك لا فضل لطبيب ما استطاع ان ينقذ انسان ما من موت محقق بل الفضل وحدة لله تعالى ..الخ.ان هذا العمل يتعارض تماما مع التوجه الالهي في كيفية رسم المنهج الذي يجب ان يتبع من قبل الجنس البشري لادارةالحياة بمفرداتها المختلفة والانغماس بها والتعامل معها بما يجعل لهذه الحياة هدف مشروع يتقاسمه الجميع يحضى بمباركة الله جل وعلى سماته الابرز حب الحياة والعمل من اجلها كانه يعيش ابدا وللاخرة وكانه يموت غدا.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |