|
مقتدى وانصاره العقبة الكبرى في طريق حكومة الجعفري
صاحب مهدي الطاهر / هولندا
ما ان لاح بالافق نبا فوز الائتلاف العراقي الموحد بالانتخابات ومن ثم ترشيح السيد الجعفري لرئاسة مجلس الوزراء حتى بدا مقتدى الصدر وانصاره يعدون العدة لمعركتهم القادمة بتكديس السلاح واعادة بناء ما يسمى بجيش المهدي ،وتفعيل نشاطهم الاعلامي ،وكما قيل ان مطربة الحي لا تطرب فقد يرى مقتدى ان فرصته سانحة الان ان يشكك في قدرة السيد الجعفري على ادارة البلاد بشكل ثابت وصحيح في الوسط الشيعي وقد يلجأ الى احداث نوع من الاستفزازات الغير ممبررة بغية وضع حكومة الجعفري امام امرين لا ثالث لهما اما السكوت وعدم الاكتراث لهذه الاستفزازات واما مواجهتها والقضاء عليها . ان اللجوء الى الخيار الاول سيضع الجعفري وحكومته وبالتالي الاحزاب الاسلامية ومن وراءها الجمهور الشيعي في مهب الريح بناءا على ما يفرزه الواقع من اضطراب وفوضى عارمة وضعف وشلل في اهم مفاصل الدولة العراقية نتيجة بروز اشخاص ليسوا على درجة كافية من الكفاءة والقدرة على التحليل الامثل للواقع العراقي ،الاقليمي او الدولي الى مؤسسات الدولة الرسمية منها والعامة وبروز واضح لمعالم واهداف واستراتيجيات بعض دول الجوار في الحيلولة دون نجاح التجربة العراقية التي ترعاها الولايات المتحدة الامريكية ، ان فشل الحكومة التي هي تعتبر حكومة اسلامية على ادارة البلاد بصورتها المثلى سوف يعطي انطباع لالبس فيه حول عدم قدرة هذه الحكومات بمفاهيمها الاسلامية ونهجها الاسلامي على تبوء المركز القيادي وبالتالي تراجع كبير لمصداقيتها الدولية والدعم الدولي لها مما يجر البلاد والعباد الى وضع كارثي وماساوي شديد الخطورة وقد يعيد العراق الى المربع رقم واحد . اما الخيار الثاني والذي قد يعتقد مقتدى وانصاره انه بعيد لعدم قدرة هذه الحكومة التي يراسها قيادي شيعي تضم شخصيات شيعية بارزة على الاخذ به نتيجة ما يولده من ردود فعل كبيرة في الوسط الشيعي ومراجعهم في النجف وهذا هو المغزى والدافع الحقيقي الذي يقف وراء تحرك مقتدى وانصاره وبالتالي حشر هذه الحكومة في الزاوية الضيقة، لكن يبقى هذا السيناريو من وجهة نظر الكثيرين هو الخيار الامثل للحكومة للخروج من عنق الزجاجة وهو اقل الكأسين مرارة على الحكومة واقل الخسائر التي يمكن ان تلحق بالشعب العراقي اذا ما وضع تحت مبدا المقارنة مع الخيار الاول . ومع اننا نشك كثيرا على قدرة مقتدى وانصاره على فهم المتغيرات وكيفية معالجتها الا ان هناك بصيص امل في ان تستطيع النخبة السياسية والمثقفة التي تلعب الان دور مهم ومؤثر على الساحة العراقية على دفع الامور الى الحالة المثلى بما يجنب العراق والشعب العراقي المزيد من الماسي والويلات وقد يحصل هذا عن طريق استدراج تيار مقتدى الصدر الى العملية السياسية ومحاولة فك الحلقات الشريرة الخارجية والداخلية التي تحيط به والتي تدفع به دائما الى المواجهة والاقتتال وتحاول عزله عن السياق العام الذي اختططه العراقيون وهو الاستقرار والامن والسلام والتطلع الى المستقبل بنظرة اكثر ايجابية وحيوية.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |