|
بأختصار : ما الذي تريده حكومة الجعفري منا ؟
كاظم جواد السماوي
بعكس كل الحكومات العراقية السابقة ومنذ 1958 على الاقل, تأتي حكومة الجعفري متميزة في التأسيس والتكوين, فهي وليدة انتخابات لايمكن الشك بصدقيتها, أنتخابات ولد من رحمها رئاسة جمعية وطنية وهيئة رئاسة نوعية, كذلك كانت الحكومة في رئاستها. اما هذا الانتظار الطويل نسبيا, والذي اشعرالمحب بالقلق والمبغض بالشماتة, الا ان المتفحص الواعي يجد فيه ايجابيات سوف تعكس ذاتها على عمل الحكومة القادم. التحضيرات شملت ليس نوعية واسماء الوزراء وانما ايضا, بقدر ما, اهتمام المكلفين بوضع برنامج عمل واتفاقات سياسية ستلعب دورها في تجانس عمل الوزارة ووحدة الموقف والتقليل من الخلافات التي تعرقل الاداء, وربما حسبما يرد وصلت المناقشات لتشمل حدود اشغال مناصب بمستويات اخرى لاهميتها التكميلية لنجاح الحكومة على صورة افضل. إذن طبخت الوزارة على نار هادئة, وحان اوان القطف. ووراء هذه القوى السياسية المشاركة في الحكومة ملايين المؤيدين. الناخبون الذين أرتجوا من ممثليهم إحداث تقدم في مسار الحياة العراقية.. وعليهم ان لا ينتظروا فقط نتائج العمل اليومي للحكومة وانما, وهو الاهم, تقديم كل سبل مساعدة الحكومة في اداء واجباتها, خاصة وان الفترة قصيرة امامها للقيام بمهمات غاية بالصعوبة والضخامة. ويتحمل المثقفون بشكل اكبر مهمة تفهم كل خطوة ومبادرة وقرارات تصدر من الحكومة وتقيمها بعقلانية وبعيدا عن الانفعال والنظرة المسبقة, فالكثير من الناس ينظرون لطروحات المثقفين كأدلة وبراهين ليس من السهولة عليهم هم التمحيص فيها والبحث عن دوافعها. حكومة الجعفري تحتاج منا الانفتاح على مضامين عملها والنقد البناء لها ومساندة كل اجراء ايجابي لها. وتحتاج منا التشجيع ايضا واظهار روح المودة والابتعاد عن تكبير الهفوات الصغيرة. وعدم الاستعجال في الاحكام.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |