في لحظة تاريخية استثنائية قدم العراق نموذجا للراهن العربي المهزوم, عندما اختارت الجمعية الوطنية العراقية الزعيم الكردي مام جلال رئيساً منتخبا لدولة العراق, وتكمن استثنائية اللحظة والحدث في ان الانتخاب قد جاء بارتياح شعبي عراقي واضح, يقابله برود وتأفف عربي بالرغم من كون الرئيس العراقي الجديد سني الطائفة ولديه باع واسع وطويل في علاقاته المميزة مع الوسط العربي, إلا ان ذلك لم يمنع الشارع العربي المترنح بين ديمقراطية  يتمناها ودكتاتورية قد تعود عليها وامتهنته من الانحياز الى جلاديه. 

ومهما يكن رأي العرب فأن الرئيس الطالباني قد قدم في خطاب تسنم المهام عدة مؤشرات ايجابية وأذكر منها:

اولاً- شكره لسوريا حافظ الاسد وايران الجمهورية الاسلامية قبل شكره للامريكان والبريطانيين.

ثانياً- اشارته الايجابية الى القادة الشيعة الافذاذ, رمز العراق باقر الصدر  واية الله العظمى السيد محسن الحكيم واية الله العظمى الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر واية الله العظمى شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم بعَدِّهم رموز العراق العراقي بعد ان كان عفلق وعبد الناصر رموز العراق العروبي.

ثالثاً- تأكيده على عدم وجود مكانة للعفالقة في العراق الجديد.

والغريب ان تغيب عن فريق عمل الرئيس الطالباني التفاتة شكر لدولة الكويت التي آزرت مشروع التغيير والديمقراطية في العراق,  ونتمنى ان يجري ذكرها بما تستحقه من ثناء.

او ليس من المفارقة ان يكون اول رئيس دولة عربية  قادم عبر صنايق  الاقتراع  غير عربي؟ وهل يوجد رئيس دولة عربية غير رئيسنا الدكتور الطالباني ينتحي امام برلمانه ولا يعين ذلك البرلمان بمرسوم رأسي منزل؟

والاطرف من ذلك ان الرئيس الكردي للعراق الجديد هو افصح من كل الزعماء العرب في حديثه باللغة العربية, واكثرهم احتراما للمكون العربي بشقيه الاكثرية العربية الشيعية والاقلية العربية السنية.

ان الجناح الشرقي للامة العربية سيهنأ بانتخاب البيشمركة العتيد مام جلال رئيساً للعراق.

وحظاً موفقا لاول رئيس عراقي نحترمه الدكتور جلال الطالباني.