النادمون!

 

 

سليم رسول

Srh113@yahoo.com

 

يبدو انّ الندم سيقتلهم، بعد ان قطّعوا أصابعهم من العض عليها حسرة على زمن ولّى ليس له من عودة ترتجى، فكيف لهم ان يفعلوا وقد إنتبهوا بعد ان فاتهم الزمن فوجدوا أنفسهم حريصين على سؤر منازع عليه، وشعروا بألم ومأساة (حُنين الراجع بخفيه) أو ذلك الذي يقنع من الغنيمة بالإياب!

 تارة يكلمون انفسهم كالمجانيين بقول ينبع من صميم ضمائرهم (لقد كنا نعرض أقلامنا للبيع فلماذا لم يشترها صدام وإشترى من فلان وفلان، لماذا لم تكن لتشملنا تلك الكوبونات التي أغرقت الآخرين أموالا ونحن بقينا نعاني شظف العيش؟!) ولكنهم لا يجدون راحة وليس لطماع شبع!

 وعلى حين غرة بدأت قصة فيها القليل من الشبه مع برنامج (الكوبونات) ولكنها ليست بالضخامة نفسها من حيث الأموال العائدة على أولئك القاعدين في (مسطر) بيع القلم والذمة والضمير، هذه القصة تحبها وتحب تنميتها جهات أخرى لمصالح شتى، فهل يعقل ان يضيعها المتسكعون؟!

 القصة فيها سيناريو لحرب طائفية في العراق وهو بالتأكيد موضوع يطول الحديث فيه وبالتالي يستدر الكثير من الاموال من تلك الجهات ويبلغ الذروة في العطاء فيما إذا تأثرت به مجاميع من الطوائف العراقية وإشتغلت عليه، والقصة فيها أيضاً تخوين وإتهام بالعمالة لكل سياسي عراقي وافق أن يكون مشاركاً في العمل السياسي من أجل إخراج العراق من مأزق فقدان السيادة والإحتلال، وهذا الإتهام لذيذ بالنسبة لهم وهو أيضا مما يطول فيه الكلام وتراق فيه الدماء وعند ذاك يصرخ ذلك الكاتب بتلك الجهة (إملأ ركابي فضة أو ذهبا)، فليس من الوطنية أن يعمل أحد بالسياسة لأن البلد محتل، وليس لأحد أن يدخل في حوار من أجل بلده لأن البلد في إحتلال، على الشعب إما ان يفخخ نفسه أو يقتل بعضه بعضاً أو يدخل في حرب غير متكافئة ليخرج منهزما ولتتعمق أسباب التواجد الأجنبي في البلد، وعند ذاك يصبح العراقيون مقاومين وأصحاب نخوة و وطنية قدموا الكثير من الدماء من أجل أن يحكمهم جنرال أمريكي بدل أن يبقوا من دون حاكم!

صدقوني ليس هذا الكلام أوهاماً  ولكنه كلام واقعي يكتب كل يوم وينشر على نطاق واسع، أصحابه هم الذين لم يلحقوا بركب الكوبونات فآثروا عدم تضييع فرصة الفتنة الطائفية وفرصة إطالة أمد الإحتلال!

 هؤلاء الكتاب الذين نراهم ينزفون يوميا هذه السموم ويروجونها ليس حباً بالعراق وأهله بل حباً بأموال (الأمير والرئيس) التي تدفع من دون (وجع قلب) ولو كان في العراق من السياسيين المشاركين في العملية السياسية من يجيد لعبة شراء الأقلام لرأيت هؤلاء الآن في صف الشعب يمجدون الإنتخابات ويمجدون الجمعية وأعضاءها ويعتبرونها نصرا مؤزرا، وهي فعلا كذلك ولكنهم يفعلون ما يفعلون من اجل المال فقط لاغير.

 هؤلاء الذين آنف من ذكر أسمائهم هم من دعاة الفتنة وهم الذين يقبحون كل جميل ومشرق من مشاهد العراق الجميل، وهم الذين يكبرون إذا ذبح العراقي البريء ، فهم من ألد أعداء البلد والشعب، وقد فشلوا في مساعيهم الشريرة هذه ولكن الخوف يكمن في أن تساهم صحف وقنوات عراقية ومواقع ألكترونية في الترويج لهم ونشر سمومهم بالحجة الواهية التي تسمى  حرية الإعلام.

 

 

 

 

 

 

                                                                                  

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com