|
عندما يكون الضمير في اجازة !
فرات الحداد
تثير تصريحات السيد جلال الطالباني رئيس الجمهورية العراقية المؤقت , حول مصير الفاشي المسخ ( صدام حسين ) ورموز نظامه , الكثير من اللغط وعلامات الاستفهام وابلغها ان السيد الرئيس تدخل بامر لا يعنيه و لا يدخل ضمن اختصاصه وقانون ادارة الدولة العراقية المؤقت اكد على الفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية . وثانياً ان السيد جلال الطالباني استبق واستعجل قرار لمحكمة التي لم تشكل بعد . واخيرا ومن باب التكهن ان السيد جلال وبعض النخبة السياسية العراقية ربما تسعى لتعطيل اجراءات قيام محكمة ومحاكمات ل( صدام ) ورموز نظامه ولترتيب التصالح مع الفاشية البعثية الصدامية اخيراً . تصريحات السيد جلال الطالباني رئيس الجمهورية , اشارات لا تنم ولا تؤكد النية والحرص بقيام وتأسيس دولة ديمقراطية يسودها العدل و سيادة القانون , والتصريحات تفاقم من الازمة السياسية والوضع الامني المتدهور وتعطل اساساً التفاهم الوطني من اجل الاستحقاقات القادمة من سن دستور عراقي جديد والتصويت عليه , ومن اجل التهيؤ لانتخابات عامة في نهاية العام الحالي . الاسراع في اجراءات المحاكمة لرموز النظام المقبوراكثر من مطلب شعبي واكثر من محاكمة عادية لمجرمين عتاة جنائيين , انها الفرصة لاعادة الاعتبار والحق لشعبنا ومئات الآف من الضحايا والشهداء , ضحايا الحروب الداخلية والخارجية , ضحايا حلبجة والانفال والدجيل والبصرة والاهوار والانتفاضة الآذارية المجيدة , ضحايا تنظيف السجون والاعدامات الصورية , ضحايا التهجير القسري , لضحايا المقابر الجماعية , للشباب المغيبين من الاكراد الفيلية , للشهداء من رموز وطنية عراقية , الصدر الاول والثاني , للشهيدة بنت الهدى , لصباح الدرة وصفاء الحافظ وصالح اليوسفي والمئات غيرهم , .. لضحايا كانوا سبباً لتسيدك والاخرين الوجاهة والمنصب الرئاسي ! . ان كان السيد جلال الطالباني الرئيس المؤقت , متردداً وخائفاً من تأنيب الضمير وعتب العروبين والمتأسلمين والبعثيين ومن لف لفهم بالتوقيع على حكم المحكمة وقت صدوره ( ان جرت المحاكمة خلال الفترة المؤقتة لرئاسته ) , عليه ان يأخذ اجازته من الآن ويدع العدل والقانون يأخذ مجراه و عليه ان يدع الامر والفرصة للشعب العراقي صاحب المصلحة الحقيقية بمحاكمة ( صدام ) وازلامه , والشعب العراقي يستحق ان يتحمل هذا الوزر والشرف العظيم . نعرف عن السيد الرئيس المؤقت جلال الطالباني جلده وشكيمته بمواقف وحوادث بضحايا لازالت تئن من الوجع والألم , يوم ُقتلَ العشرات من الابرياء من الانصار الشيوعيين , ويوم ُقتلَ الآف بالحرب العبثية بين الاتحاد والديمقراطي الكردستاني .. يومها لم يتمتع السيد جلال الطالباني بالاجازة ! الضمير كان في اجازة . كان الضمير في اجازة يوم قال ان ( صدام الحكم وليس الخصم ) والضمير كان في اجازة يوم قبلَ السيد جلال المسخ ودماء ضحايا الانتفاضة الآذارية المجيدة في العراق و كردستان -العراق لم تجف ... منذ التغيير والدولة العراقية تدار بطريقة انتقائية وحسب اهواء ورغبات ثلة غلبت مصالحها وغاياتها وانانيتها على حساب مصلحة العراقيين والعراق , غلبت الطائفية والعرقية والعشائرية والمناطقية ولا غرابة ان يستشري الفساد والمفسدين في ظل تهميش الارادة الوطنية , والثلة والنخبة السياسية لا يسمعون الا صدى صوتهم . وتصريحات السيد جلال الطالباني ووسط هذا الصخب والضجة سيزيد من متاعب المواطنين العراقيين ويضيع عليهم فرصة التغيير الحقيقية بالقضاء على الفساد المالي والاداري واسترجاع الحقوق ومن اجل سيادة العدل والقانون . من ليس له القدرة على تحمل متطلبات المسؤولية الوطنية , ان يعفي نفسه ويعتذر ولا يٌدخل البلد والدولة في مطبات وازمات تفاقم مما هو حاصل وموجود .. عليه ان يريح ويستريح ! .
خذ اجازتك سيادة الرئيس ودع ضميرك يرتاح !
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |