|
حوزة الخير
فرات علي
إن الشعوب والأمم تتنعم و تفرح بما لديها من كنوز وثروات وخيرات من الذهب الأسود وغيره إلى الذهب الأصفر,,وكذلك تفرح وتعتز بأبنائها المخلصين الذين يضحون بما لديهم في سبيل سعادة الأمة وأمنها وعزتها....أما نحن العراقيون فلدينا بحمد الله , بالإضافة لكنوز العراق وخيراته وثرواته المادية والبشرية كنز آخر ما بعده كنز...ألا وهو الحوزة العلمية الشريفة , كنز فكر آل محمد صلى الله عليه وآله..كنز السنة النبوية الشريفة التي وصلتنا من منبعها الأصيل أئمة الهدى من أهل البيت عليهم السلام ...فيا لها من نعمة كبرى للعراقيين إن يمن الله تعالى عليهم بحصن منيع يحميهم من أعداء الأمة من طواغيت المنافقين والكافرين والحاقدين...حقا انه حصن آل محمد و فيه النهج الأصيل لدين محمد صلى الله عليه وآله, نعم انه الحوزة العلمية المباركة في النجف الأشر ف وملحقاتها. ستبقين شامخة يا حوزة الخير والشرف بمراجعك العظام الكرام وعلمائك المجاهدين , مهما حاول الأعداء النيل منك....ستظلين للعراقيين وعلى مر الدهور منارا في بحر الظلمات ..ظلمات الاحتلال و الفتن والمؤامرات والمصالح الرخيصة ,ظلمات الأفكار المنحرفة والضالة المضللة والتي تسعى إلى الشهرة والسمعة والفساد والإفساد لا إلى الحقيقة والصواب والحياة الإنسانية الحرة السعيدة ....تحية لك يا حوزة الخير ,يا وتد العراق الغالي ,يا كهف الخائفين ,يا معين المستضعفين,يا حصن العراق الحصين الذي يرد الأعداء خاسئين خائبين....فليخسأ أعداء الإسلام من الكافرين والمنافقين والملحدين وكل شيطان يسعى للنيل منك ...انك صمام أمان الأمة وأملها في الشدائد والمحن .... فليفتخر وليفرح كل عراقي مخلص بهذه القلعة الحصينة والمدرسة الرشيدة التي خرجت أبطالا أحرارا , ومراجع زاهدين عر فاء , حكماء كحكمة لقمان عليه السلام , ومعلمين مجاهدين في طريق الحق والعدالة, افنوا أعمارهم الشريفة في خدمة هذه الأمة وهذا الدين العظيم ...ولعله لا حاجة لتفاصيل ذكرهم , لأن التاريخ خير شاهد على ذلك وإنهم فوق مستوى الذكر هنا لأنهم يعيشون الآن في مقعد صدق عند مليك مقتدر,ومنهم من ينتظر هذا الشرف العظيم من المولى الكريم ....يكفيهم عزا وشرفا إنهم خريجوا قلعة فكر أهل البيت عليهم السلام الذين هم باب علم الرسول الأعظم صلى الله عليه واله ....يكفيهم عزا وشرفا ومنزلة إنهم امتداد لخط الإسلام المحمدي الأصيل. يا حوزة العز والشرف يا قلعة أسد الله الغالب وقلعة الحسنين و الصادق والباقر: إلى الله ثم إليكم يرجع فضل وعي و ثبات أهل العراق ضد مؤامرات وكيد الأعداء...إلى الله واليكم فضل الاتحاد, وأخذ الحذر والحيطة من مكر العدو لإشعال فتيل حرب أهلية . من هذا الحصن المنيع نتعلم دروس الحياة.....من الحوزة العلمية المباركة تعلمنا وفهمنا ديننا الحنيف , وليس من أفكارنا القاصرة أو مزاجنا وأهوائنا ومصالحنا الشخصية , ولا من أئمة الضلال والانحراف , ولا من جامعات الكفر و الشرك والإلحاد والاستكبار والخديعة .....من هنا نتعلم دروس الحكمة والمعرفة الحقة , والصبر والثبات , ودروس الحرية والعدالة والثورة ... من هنا تبدأ طاعة الله ورسوله والمؤمنين من أولي الأمر..... فالمطلوب من الأمة في هذا الضرف العصيب مزيد من الوعي , والحذر الشديد من الوقوع في فخ الفتنة الطائفية أو العرقية, وذلك بالالتفاف حول المراجع العظام والحوزة العلمية الشريفة وأتباع ما تصدر منهم من توصيات وإرشادات وفتاوى ,والله معكم ولن يتركم أعمالكم , والحمد لله رب العالمين.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |