بنت الرافدين تبدأ مشروع ثقافي حول الصحة النفسية

اقامت منظمة بنت الرافدين عصر يوم الخميس 28 / 7 برنامجا ثقافيا تحت عنوان (الصحة النفسية والعلاقات الزوجية) وفي بدء البرنامج القى الاستاذ خيري الطائي مدير التنسيق في المنظمة كلمة ترحيبية بالحضور ومما جاء في كلمته: (ان اهمية هذا الموضوع تكمن في اهمية الصحة النفسية للمواطن العراقي عموما وللمراة العراقية خصوصا، لان المراة اذا لم تطمئن نفسها وتعيش السكن والراحة لا يمكن ان تبدع في خارج البيت كما لايمكنها ان تبدع في داخله ... ومن خلال استقرائنا للواقع العراقي المتعب وخاصة واقع المراة وجدنا ان هذا الموضوع من اهم المواضيع التي يجب ان تعالج وتدرس وتقام لاجلها الندوات والبرامج ... لان الامة التي يتمتع افرادها بصحة نفسية هي الامة القادرة على العطاء والتطور والابداع).

وقد كان البرنامج على محورين الاول محاضرة للسيدة علياء الانصاري قدمت لها ببحث مختصر عن الصحة النفسية، وما جاء على لسان العلماء في تعريف الصحة النفسية وانطباقتها على واقعنا ثم تطرقت بعد ذلك الى العلاقات الزوجية من منظور نفسي ومما جاء في حديثها: (المراة والرجل الكائنان الوحيدان على وجه الارض وهما الكائنان الوحيدان اللذان لا يفهمان بعضهماالبعض .......غالبا ما نتعامل مع الجنس المخالف بقسوة وغضب وننتظر منه ان يكون مثلنا، يتقبل ما نتقبله، يرضى برضانا فالرجل ينتظر من المراة ان تفكر مثله وتحب ما يحب وتكره ما يكره وكذلك المراة، وينسى الرجل والمراة عندما يشرعان في حياتهما الزوجية الاختلاف الكبير في بيئة كليهما، التربية، الامزجة، الفكر وحتى المشاعر فكلاهما جاء من محيط يختلف عن الاخر، ولكن هذا الاختلاف لا يعني الصدام والعراك بقدر ما يعني التفاهم والانسجام...).

وتحت عنوان المحبة بلغات مختلفة قالت السيدة الانصاري: ( المراة والرجل كلاهما يستخدمان نفس المصطلحات ولكن القصد مختلف. فالمراة تستخدم التعبير عن احساساتها بااللفاظ مجازية يفسرها الرجل تحت اللفظ يعني يعطيها شكل الحقيقة فهو مترجم غير حاذق فعباراتها على اللسان وهو ينقلها كحقائق مثلا المراة تقول لا احد يفكر في يفهمها الرجل : كيف تقولين ذلك هناك من يفكر بك. وعندما تقول المراة: حياتنا واعمالنا بلا فائدة يقول الرجل: تقصدين اني مقصر).

وسردت الانصاري امثلة كثيرة حول هذا المفهوم واوضحت ان ما تريده المراة من زوجها الحماية فقط الحماية والدعم المعنوي وتطرقت الى الاختلاف بين الرجل والمراة في التفاعل مع مشاكل الحياة وكيف يمكن للمراة ان تدرك هذا الاختلاف وتفهم نفسية زوجها حتى تتجنب القدر الاكبر من المشاكل كما تحدثت عن الغار الذهني الذي يلجه الرجل في اغلب ايامه وماذا على المراة ان تفعل في تلك الفترة حتى تخفف عن زوجها ولا تزيد الطين بلة.

وكان المحور الثاني هو اسئلة الحاضرين ومداخلتهم ومشاركاتهم وقد تقدم الحضور بالشكر الجزيل للمنظمة لاقامتها هذا البرنامج الجديد في نوعه والمميز في طرحه وقد اغنت تعليقات الحاضرين واسئلتهم البرنامج فكانت حلقة مكلمة لموضوع المحاضرة.

وقد اعلنت المنظمة ان هذا البرنامج خطوة اولى في برنامجها التثقيفي عن الصحة النفسية وسيكون لها كل شهر برنامج مشابه تدعو كل المختصيين والباحثيين والمهتمين لدعم هذا البرنامج والمشاركة فيه.

وقد حضر الندوة وفد من الجمعية الوطنية العراقية لحقوق الانسان في بابل وعدد من اساتذة الجامعة والاطباء واعضاء من مجلس محافظة بابل.