|
بريد الفتيات حول موضوع الاكتئاب د.اسعد الامارة في البدء اردت ان اشير وبشكل مبسط عن الاكتئاب ،فالاكتئاب نوعين : - الاكتئاب النفسي - الاكتئاب العقلي"السوداوي- الميلانخولي" يعد الاكتئاب بصورته الاولى "النفسي" حالة من الضيق او الغم او الكدر الذي ينتاب الانسان في حياتنا المعاصرة لما فيها من متطلبات وطموحات تكون في بعض الاحيان اوسع واكبر من قدرتنا المتاحة والواقعية على تحقيقها ، فتزداد لدى البعض منا آماله في الحصول على كل شئ ولكنه يفشل وينكص"يرتد" في داخله الى مرحلة اكثر سعادة مر بها في حياته وهي طفولته ، فيعيش الحاضر من خلال الماضي ، فيحاول ان يهرب الى داخل نفسه ويرى انه مسؤول بشكل مباشر عن كل ما جرى له ويحمل نفسه الاثام والذنوب التي تحاول ان تأكله كل يوم فيرى العالم اسود قاتم ، لا امل فيه ولا رجاء ينتظر منه، عدا عقدة الذنب والشعور بالاسى الملازم له ليل نهار ، وتكون هذه الاعراض على شكل نوبات من الاحتصار والضجر وبعض الاحيان الشكوى الجسمية والقلق والارق واضطراب الشهية والانفعال والتعب وعدم الاستقرار . نود ان نشير الى ان الاكتئاب بصورته الاولى –النفسي-يعاني صاحبه بعدم الاستقرار والشعور بالانقباض ويكون اشده في المساء ، فضلا عن ظهور لوم الاخرين والاسى على النفس ،وهذه الاعراض كما بينا تأتي نتيجة انفعال او لظروف حياتية صعبة او وفاة شخص عزيز او ازمة قاسية لم يتحملها الفرد او يستوعب ابعادها حتى ضربت جزءا من كيانه لتصبح اعراض بها من التشاؤم اكثر من الوضع الاعتيادي في الحياة اليومية. ان الحالة الاكتئابية تنتج عن وعي زائد لدى الفرد في ما يدور من حوله من مشكلات او ازمات وصعب عليه ان يواجهها ونحن على علم تام بان لديه القدرة في ان يواجهها ويتغلب عليها باستخدام اساليب التعامل مع الضغوط المحيطة وكلما زاد ايمانه بربه ومعتقده ،قل تأثير الاكتئاب على نفسيته ، فالاكتئاب لا يجد لدى المؤمنين الصادقين في ايمانهم مكانا في نفسه وجوارحه ، فزيادة الايمان تقلل من الاكتئاب والعكس صحيح . ان زماننا هو زمن الاكتئاب والاعاصير النفسية والازمات ، ونحن على علم تام بان الله سبحانه وتعالى منح عبده قوة الصبر والتحمل والقدرة على المواجهة لكل ما يعتري حاله النفسي والعقلي وامدنا بطاقات لا حصر لها من المواجهة حتى بات المؤمن الصادق مع نفسه مؤمنا بالقضاء والقدر ولن يستطيع رد قضاء الله ان وجب . اما الاكتئاب العقلي السوداوي فشأنه شئ آخر ،فهو مختلف في الشدة والمعالجة وفي التكوين .
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |