المغرب .. اللاجئون العراقيون يشكون من تجاهل مفوضية الأمم المتحدة

 

 يعيش عدد من العراقيين في المغرب، الذين سبق لهم ان منحوا حق اللجوء السياسي من طرف المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة، في وضعية لا يحسدون عليها، فقد تخلت المنظمة الدولية عن الالتزام لغالبيتهم بمنحهم المستحقات المادية والرعاية الصحية التي كانوا يتلقونها في فترات سابقة باعتبار انه لم تعد هناك دواع لاستمرار وضعيتهم كلاجئين سياسيين نظرا لتغير الاوضاع السياسية في بلادهم، رغم انه يصعب على الكثير منهم العودة في الظرف الراهن بفعل تدهور الاحوال الامنية في الكثير من المناطق العراقية.

ويجسد حكمت الناهي، وهو موسيقي وملحن ومنتج تلفزيوني عراقي، هذه الوضعية الحرجة التي يعيش فيها الكثير من عراقيي المهجر، فهو لاجئ في المغرب منذ اواخر التسعينيات عندما تم طرده من وظيفته كملحق ثقافي ونائب لمدير المدرسة العراقية بالرباط، نظرا لمشاركته في حفل اقامته وقتها السفارة العراقية بالمغرب، وغنى فيه اطفال عراقيون انشودة من تأليفه والحانه اثار مقطع منها حفيظة السفير العراقي انذاك، لانه دعى فيه الى الوقوف ضد الطغاة والمتجبرين، وفسر المقطع على انه ضد الرئيس المخلوع صدام، وتعرض الناهي انذاك الى مضايقات من السفارة بلغت حدتها الى حد طلب السلطات العراقية من زوجته المقيمة في بغداد عدم الاتصال به، وانهاء رابطة العلاقة الزوجية معها.

ويقول الناهي، الذي أحيى العديد من الأمسيات والسهرات الفنية في المغرب بمشاركة عازفين مغاربة، ورافق الفنان كاظم الساهر في سهرات فنية في باريس والمانيا سنة 1997 بصفته عازفا على آلة الكمان، انه كلاجئ عراقي اصبح اليوم في وضعية حرجة فلا الامم المتحدة قادرة على ايجاد مكان بديل له عن المغرب ليستقر فيه بعد ان وعدته بترحيله الى كندا، وليس قادرا على العودة الى العراق في الوقت الراهن خاصة ان اكبر ابنائه نصحه بذلك لعدم توفر اوضاع آمنة في البلد، كما ان العديد من اصدقائه ورفاقه من الفنانين الذين عادوا الى العراق تمت تصفيتهم من طرف جماعات مقاتلة لاسباب مختلفة.

ويقول الناهي ان كل ما يريده هو ان تستقر الامور ليعود الى وطنه، والى ذلك الحين يتمنى ان يحصل على رد اعتبار ادبي وليس ماديا من المنظمات العربية والدولية التي ترعى حقوق الانسان.