امريكا تتعهد بالتحقيق في حادث اطلاق نار على صحفية ايطالية بالعراق

 

   روما / رويترز: حصل رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني على وعد امريكي بإجراء تحقيق كامل في حادث قتل القوات الامريكية رجل امن ايطاليا واصابة الصحفية الايطالية المفرج عنها جوليانا سجرينا عند نقطة تفتيش في العراق.

وقتلت القوات الامريكية هذا الرجل وأصابت سجرينا عند نقطة تفتيش على الطريق الى مطار بغداد امس الجمعة بعد اطلاق سراحها وتسليمها الى ثلاثة موظفي امن ايطاليين .

وقال برلسكوني في مؤتمر صحفي "العميل نيكولا كاليباري الذي غطى سجرينا بجسده اصيب برصاصة كانت مع الاسف قاتلة."

وهذا اخطر حادث دبلوماسي يقع بين هذين الحليفين منذ ان قتلت طائرة تابعة لمشاة البحرية الامريكية 20 شخصا عندما ارتطمت بسلك مصعد للمتزحلقين على الجليد فقطعته اثناء قيامها بمناورة على ارتفاع منخفض في شمال ايطاليا عام 1989.

واستدعى برلسكوني السفير الامريكي ميل سيمبلر وطالبته باجراء تحقيق كامل وتلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس جورج بوش الذي اعرب له عن اسفه.

وقال سكوت مكليلان المتحدث باسم البيت الابيض "كانت مكالمة للاتصال بصديق وفي والاعراب عن اسفنا بشأن الحادث .. الرئيس اكد لرئيس الوزراء برلسكوني انه سيتم التحقيق فيه بشكل كامل ...وسنتعاون بشكل وثيق مع السلطات الايطالية."

وقال صديق سجرينا انه لا يستطيع الإنحاء باللائمة في اطلاق النار على الجنود الامريكيين قائلا انهم قد يكونون"صبية مذعورين" وان المسؤولية الحقيقية تقع على من ارسل هؤلاء الى العراق.

وكان زملاء سجرينا في صحيفة ايل مانيفستو اليومية الشيوعية الايطالية يقيمون حفلة بمناسبة الافراج عنها مساء الجمعة عندما وصلتهم انباء اطلاق النار عليها مما جعل الحزن يخيم على الجميع.

وبعد الاجتماع مع السفير الامريكي أصدر برلسكوني بيانا قال فيه ان" رئيس الوزراء يتوقع انطلاقا من روح الصداقة الخاصة التي تميز العلاقات بين ايطاليا والولايات المتحدة ان تطرق الحكومة الامريكية جميع الابواب لالقاء الضوء على ما حدث ومن الذي قد يكون مسؤولا."

وقالت وزارة الدفاع الامريكية ان القوات المتعددة الجنسيات اطلقت النار على السيارة لدى اقترابها من نقطة تفتيش بسرعة كبيرة ولم تكتشف من بداخلها الا بعد ذلك.

وأوضح برلسكوني انه كان يعرف بشكل شخصي كاليباري الذي عمل في قضايا سابقة لإطلاق سراح رهائن في العراق وان زوجته تعمل في مكتبه. وترك وراءه طفلين .

وسجرينا (57 عاما) مراسلة حربية حصلت على جوائز وتنتقد بشدة دور ايطاليا في العراق.

وقال صديقها بيير سكولاري انه لا يستطيع الإنحاء باللائمة على الجنود الذين ارسلوا للحرب من اجل القتل.

وقال لمحطة سكاي ايطاليا التلفزيونية "قل مرات كثيرة ان الحرب جنون. قد يكونون صبية مذعورين الذين اطلقوا النار وهو ليس خطأهم وانما خطأ هؤلاء الذين ارسلوهم الى هناك."

وقال رئيس تحرير ايل مانيفستو انه علم ان عملية جراحية اجريت لسجرينا في مستشفى عسكري امريكي لإخراج شظية من عظمة الترقوة وانها ستستطيع العودة الى ايطاليا اليوم السبت.