المواطنون يعربون عن قلقهم لعدم تشكيل حكومة

 

 بغداد / رويترز: عبر عدد من العراقيين عن قلقهم وسخطهم من أن تؤدي عملية الشد والجذب التي تجري بين الاطراف السياسية المتنازعة لتشكيل حكومة مؤقتة إلى ازدياد حالة الفوضى وعدم الاستقرار التي تعيشها المدن العراقية.

وقال محمد محمود (43 عاما) وهو صاحب محل تجاري في بغداد إن التأخير في تشكيل حكومة رغم مرور أكثر من شهر على الانتخابات "يزيد من حالة الارتباك في الشارع العراقي الذي يعيش ومنذ فترة طويلة حالة من الفوضى وعدم الاستقرار بسبب غياب السلطة وغياب القانون."

وأضاف محمود "أنا لا اعتقد ان ما يجري من صراع بين الاحزاب السياسية يمثل حالة ديمقراطية بل على العكس هي فوضى تشبه الفوضى التي تجري في الشارع يزيد من حالة ارتباكها التحالفات السياسية التي تجري بين الاطراف المتنازعة."

وأكد محمود ان التصريحات السياسية التي تطلقها الاطراف المتنازعة "تزيد من حالة الارتباك المواطن لأنها متناقضة."

وقال رمزي كريم (49 سنة) وهو رسام يملك محلا لبيع اللوحات الفنية في بغداد إن المشاكل التي سبقت الانتخابات والتي رافقتها ألقت بظلالها على عملية تشكيل الحكومة "ولو اشتركت كل أطياف الشعب العراقي بالانتخابات لوفر على الجميع الكثير من المشاكل التي تتخبط بها الآن كل الاطراف المتنازعة على منصب رئيس الحكومة."

وأضاف كريم إن التأخير "حالة سلبية.. قد تؤدي الى غياب القانون والسلطة وضعف السلطة التنفيذية وهو ما سيفتح الطريق أمام الارهاب.. وما حدث في الحلة هي إحدى بوادر ونتائج هذا التأخير.. لان الجميع مشغولون بالعملية السياسية."

ومضى كريم يقول على الاطراف المتنازعة التي تريد الفوز بمقعد رئيس الحكومة "أن تكون أكثر تفهما وتعقلا.. وان تقدم هذه الاطراف بعض التنازلات من أجل حسم المسألة."

وعكست الصحف العراقية التي تمثل أطراف مهمة في العملية السياسية التي تجري في البلاد يوم السبت وجهات نظر مختلفة تعكس حالة الصراع التي مازالت تحيط بعملية انتخاب رئيس حكومة.

وقالت صحيفة العدالة الناطقة بلسان المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وأحد أهم المتنافسين في هذا الصراع إن "المباحثات مستمرة لتشكيل حكومة وطنية تلبي طموحات الشعب العراقي."

بينما قالت صحيفة بغداد التي يمتلكها رئيس الحكومة الحالية اياد علاوي وعلى الصفحة الاولى إن علاوي "تهاتف مع بوش.. (وانه) مايزال مرشحا قويا لرئاسة الحكومة."

وقالت حياة سالم (25 عاما) وتعمل منسقة زهور "شاركنا في الانتخابات وأدينا واجبنا تجاه بلدنا في هذه المرحلة الصعبة وبات على الاحزاب والاطراف المتنازعة أن تبدي نفس القدر من الحرص إذا لم يكن أكثر تجاهنا وتجاه هذا البلد المجروح."

وأضافت "لكن يبدو أن الجميع يبحث عن مصالحه الخاصة والضيقة ولا أحد يفكر بالعراق."وتساءلت بكثير من الانفعال "إذا كانت مسالة انتخاب رئيس حكومة قد رافقتها كل هذه المشاكل فكيف سيكون عليه الحال عندما ستتم كتابة الدستور."