محطة كهرباء حي الأمين رمز لاتجاه جديد في توفير الطاقة
هذه
المرة لم يتسبب باثارة القلق صورة الأكف المطبوعة بالدم
على المعدات الجديدة في محطة الأمين الفرعية للكهرباء التي
افتتحت في شرق بغداد، فقد سمح لسكان حي الأمين وغيره من
الأحياء الفقيرة المجاورة بنحر الذبائح احتفالا بهذه
المناسبة الكبيرة. والمهندسون الأميركيون الذين اشرفوا على
المشروع عبروا عن رغبتهم في محاولة تجربة أي شيء لإيصال
التيار الكهربائي في العراق.
ويظهر
المشروع أيضا ان الجهود الرامية لتحسين الإمدادات
الكهربائية في العراق تتركز الآن على الأحياء الصغيرة
والأحياء والشوارع بعد عامين تقريبا من التركيز على محطات
توليد الطاقة الكبيرة وكوابل الضغط العالي التي تمثل عصب
شبكة الكهرباء الوطنية.
ومشروع
حي الأمين هو أول شبكة كهرباء فرعية تستكمل منذ حرب 2003،
وهو عبارة عن نقطة توزيع تستمد الكهرباء من الشبكة الوطنية
وتوزعها الى أحياء قريبة مثل مدينة الصدر. وقد تم تشغيل
المحطة الفرعية بتكلفة تصل إلى 60 مليون دولار، وستساعد
أيضا على الحد من تأثير التخريب، وتسمح بانتشار الكهرباء
عبر طرق بديلة.
وبصفة
عامة يحصل سكان بغداد على الكهرباء على شكل دفعات متقطعة
تستغرق الواحدة ثلاث ساعات، إلا ان كثيرا ما ينقطع التيار
المدد طويلة.
وكان
المسؤولون في وزارة الكهرباء العراقية الذين وقعوا على
أوراق تسلم محطة الأمين، قد اشتكوا مرارا من ان عمليات
بناء شبكة الكهرباء ركزت على محطات الطاقة الكبرى، بدلا من
الشبكات المتواضعة التي تنقل الكهرباء فعلا إلى بيوت
العراقيين.
وذكر
قيس مال الله مدير عام الوزارة ان «محطات الطاقة، وخطوط
النقل، بدون محطات فرعية لا تعني شيئا».
ويوافق
توماس ووترز، وهو مهندس مدني مع سلاح المهندسين الأميركي
الذي يشرف على المشروع، على هذا الرأي. ولذا فقد أوضح
ووترز ان جهود البناء ركزت على المحطات الفرعية على أمل
دعم شبكة الكهرباء غير المستقرة في بغداد.
وقد تم
تسليم جميع معدات محطة الأمين الى الموقع من قبل
كونسورتيوم من الشركات الفرنسية والنمساوية في عام 2000 في
إطار برنامج «النفط مقابل الغذاء» الذي كانت تشرف عليه
الأمم المتحدة. كما تم الانتهاء من معظم أعمال البناء قبل
الغزو الأميركي في ابريل (نيسان) 2003. غير ان الموقع تعرض
لعمليات سلب ونهب.
وفي
العام التالي قرر الأميركيون تمويل إكمال المشروع،
واكتشفوا ان الكونسورتيوم لن يرسل مهندسين للإشراف على
العمل بسبب الموقف الأمني. وتعاقد سلاح المهندسين مع شركة
«كيلوغ وبراون وروت» التابعة لشركة هاليبورتون التي كلفت
شركة عراقية وهي «اف. سي. ام» بتنفيذ معظم أعمال المشروع.
وتجدر الاشار إلى ان الاعتماد على العراقيين يسر العمل
وقلل من المخاطر الأمنية.
وكان
خالد بدرخان مدير شركة «اف. سي. ام» حريصا على استخدام
السكان المحليين لمعظم الأعمال. ومن الناحية النظرية يمكن
للمحطة ان تنتج ألف ميغاوات من الكهرباء، وهو ما يعادل ربع
كمية الكهرباء المولدة الآن في العراق.