إقامة أرشيف ونصب تذكاري لضحايا نظام صدام البائد
واشنطن
/ أ. ف. ب: يعتزم عراقيون يعيشون في المنفى بالولايات
المتحدة إقامة نصب تذكاري لضحايا نظام الرئيس المخلوع صدام
وموقع لحفظ ارشيف الفظائع التي ارتكبها، في منطقة وسط
بغداد كانت تستخدمها قوات صدام لإقامة عروض عسكرية.
ومنذ
عام 1992 بدأت «مؤسسة الذاكرة العراقية» التي أسسها كنعان
مكية الأكاديمي العراقي الذي يعيش في الولايات المتحدة،
بجمع معلومات عن السلطة القمعية لحزب البعث برئاسة صدام،
وجمعت حتى الآن آلاف الوثائق وبدأت تسجيل شهادات شفوية.
ووقعت
المؤسسة الشهر الماضي عقد استئجار مدته 40 عاما للمنطقة
التي كان جيش صدام ينظم فيها عروضا عسكرية وسط بغداد
ويزينها نصبان عملاقان لسيفين متقاطعين، وذلك لإقامة
الارشيف والنصب لضحايا صدام حسين.
وصرح
علاء التميمي أمين بغداد في مؤتمر حول المشروع بواشنطن
«يجب ان نخصص مكانا في العراق للتذكر. كل مواطن في بغداد
يجب ان يعرف حقيقة ما حصل في بلده». واضاف «لقد سرني تأجير
قلب بغداد» للمؤسسة.
وكانت
«مؤسسة الذاكرة العراقية» عرضت مؤخرا في مكتبة الكونغرس
بواشنطن حوالي 11 ألف صفحة لوثائق من حزب البعث وأجهزة
الأمن في عهد صدام. وتتحدث حوالي 2.4 مليون صفحة جمعتها
المؤسسة عن الأعمال الأسوأ التي جرت في شمال العراق بما في
ذلك معاملة صدام الوحشية للأكراد في الثمانينات من القرن
الماضي.
وعلى
غلاف أحد الملفات كتب عنوان «القرى التي أبيدت». ويحتوي
الملف على أسماء آلاف القرى الكردية التي دمرت وتواريخ
تدميرها أثناء محاولة صدام القضاء على الحركة الكردية.
وتفيد
واحدة من الوثائق صدرت في 1988 بأن «طائراتنا قصفت مدينة
سيوان وبلكجار بالأسلحة الكيماوية»; في اشارة الى حملة
«الأنفال» التي شنها صدام على كردستان العراق.
إلا أن
الوثائق التي جمعتها المؤسسة لا تشكل سوى جزء صغير من
الوثائق المتعلقة بوحشية نظام صدام. ولا يزال معظم تلك
الوثائق في أيدي التحالف العسكري الذي تقوده الولايات
المتحدة وأطاح بنظام صدام.
وتقوم
المؤسسة كذلك بجمع تسجيلات على أشرطة الفيديو لحزب البعث،
حسبما ذكر مكية الذي أوضح ان النظام كان يحب تسجيل العديد
من الأحداث والفعاليات العامة والاجتماعات الخاصة وعمليات
التعذيب على أشرطة فيديو. نحن نجمع اشرطة مزعجة.
ويشمل
المشروع الطموح وضع أرشيف ومتحف للذكرى ومجموعة من
الشهادات الشفوية. وفيما تقوم المؤسسة بحملة لجمع الأموال
من مكاتبها في واشنطن وبغداد، فانها تحرص على الاطلاع على
مشاريع مشابهة في بلدان اخرى.
وبدأت
«مؤسسة الذاكرة العراقية» بتجميع الاعمال التي كتبها
فنانون منشقون ومنفيون في فترة حكم صدام، وكذلك الدعاية
التي كانت تقوم بها الحكومة منذ تلك الفترة لتكون تلك
الاعمال بذرة لعملية جمع الفنون بشكل دائم في الموقع الذي
سيتم فيه بناء النصب ببغداد.