الـ (CIA): مصر ساعدت
صدام في انتاج أسلحة كيمياوية
نيويورك
/ CNN: قدّمت مصر "مساعدة سريّة مهمّة سواء من خلال
التكنولوجيا أو إيفاد الخبراء" للبرنامج العراقي السابق
لإنتاج الأسلحة الكيماوية في أواخر عقد الثمانينات من
القرن الماضي، وفقا لما أعلن محققو أسلحة أمريكيون.
وقالت
مجموعة مسح العراق التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية
الأمريكية إنّ الخبراء المصريين ساعدوا العراقيين في إحداث
"وثبة تكنولوجية" فيما يتعلّق بالغاز السام مع تصاعد الحرب
العراقية - الإيرانية عندما استخدمت بغداد غاز الأعصاب
لقتل آلاف الجنود الإيرانيين والمدنيين الإيرانيين
والعراقيين.
وقالت
أسوشيتد برس إنّ التقرير هو الأدقّ منذ الشائعات التي سرت
عن تعاون بين البلدين في أواخر الثمانينات من القرن
الماضي.
ورفضت
الحكومة المصرية هذه الاتهامات وهو ما كرّرته السفارة
المصرية لدى واشنطن.
غير أنّ
تقارير مفتّشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة الذين درسوا
الملفات العراقية والمنشآت في عقد التسعينات من القرن
الماضي، توافق ما توصّلت إليه الفرق الأمريكية.
ومثل
عدوها السابق إسرائيل، يجري الاعتقاد واسعا أنّ لمصر أسلحة
كيماوية.
ويقول
خبراء إنّ هناك أدلّة على أنّ الطيران الحربي المصري ألقى
بصفة متكررة قنابل غاز الخردل ضدّ القوات التابعة للنظام
الملكي في اليمن، عندما تدخّلت القاهرة في الحرب اليمنية
في عقد الستينات.
ووفقا
للتقرير الذي يعدّ 350 ألف كلمة وأعدّه المفتشون
الأمريكيون بقيادة الخبير تشارلز دولفر، فإنّه وفي عام
1981، قدّم النظام العراقي للقاهرة 12 مليون دولار "مقابل
المساعدة في إنتاج وتخزين عناصر أسلحة كيماوية."
وأمضى
الفريق الأمريكي عشرين شهرا في العراق بحثا عن أسلحة دمار
شامل التي اتخذ منها الرئيس الأمريكي جورج بوش ذريعة لشنّ
الحرب.
وفنّد
ما توصّل إليه الفريق الأمريكي تلك الذريعة، حيث قال إنّ
بغداد دمّرت برنامجها أثناء التفتيش الدولي عام 1991 بناء
على قرارات مجلس الأمن.
وقال
دولفر "قبل تلك السنوات، قدّم خبراء مصريون الاستشارة
والتكنولوجيا والإشراف على مشاريع سمحت بما يعدّ وثبة في
برنامج التسليح."
وأضاف
أنّ العراق وجّه دعوة في أواسط الثمانينات من القرن الماضي
لخبراء أسلحة كيماوية من مصر للمساعدة في إنتاج غاز
السارين.
وارتفع
إنتاج السارين في العراق من خمسة أطنان عام 1984 إلى 209
عام 1987 ثمّ إلى 394 طنّا عام 1988، وفقا للتقرير.
كما
أشار التقرير إلى أنّ دور مصري في المساعدة على توسيع مدى
إطلاق القذائف الحاملة للغازات السامة أو جعلها قادرة على
حمل رؤوس من الأسلحة الكيماوية.