الوضع الأمني ينعكس ايجابا على معدل القتلى الأمريكيين
في العراق
شهد
معدل سقوط قتلى بين صفوف القوات الأمريكية في العراق
انخفاضا كبيرا منذ انتخابات يناير كانون الثاني التاريخية
فيما أشاد قادة عسكريون أمريكيون بالتقدم المحرز ضد
المسلحين هناك لكنهم حذروا من ان الطريق لايزال طويلا.
وشهر
مارس اذار في سبيله لتسجيل أدنى معدل وفيات بين صفوف
القوات الامريكية في 13 شهرا كما تراجع معدل الخسائر في
الأرواح بين الأمريكيين بنحو 50 في المئة منذ الانتخابات
البرلمانية التي تحدى فيها ملايين العراقيين تهديدات
المسلحين وخرجوا للادلاء بأصواتهم.
وأشار
محللون دفاعيون الى انه في الوقت الذي انخفضت فيه نسبة
أعمال العنف الموجهة ضد جنود أمريكيين خلال السبعة أسابيع
ونصف التي تلت الانتخابات فان الهجمات التي يشنها مسلحون
ضد عراقيين قد زادت. واضافوا ان فترات الهدوء التي خلت من
شن هجمات على القوات الامريكية خلال عامين منذ غزو العراق
أعقبتها فترات عنف مكثف.
وقال
اللفتنانت كولونيل ستيف بويلان المتحدث باسم الجيش
الامريكي في بغداد امس الخميس واصفا الانتخابات بأنها نقطة
تحول "شهدنا تراجعا في الهجمات."
وأضاف
"لاتزال هناك فرصة جيدة جدا لان ينفذ (الارهابيون) بعض
العمليات الضخمة. لكن الوضع يتحسن بالفعل كل يوم."
ووفقا
للمعدل الحالي ينتظر ان يصل اجمالي عدد القتلى بين صفوف
الجيش الأمريكي خلال شهر مارس الى نحو 35 قتيلا.
وستكون
تلك هي أدنى نسبة للقتلى خلال شهر واحد منذ فبراير شباط
2004 الذي شهد أقل معدل خلال الحرب وبلغ 20 جنديا أمريكيا.
الا ان
ما حدث في هذا الشهر اتضح انه مجرد فترة هدوء مؤقت أعقبها
بعضا من أكثر الشهور دموية في الحرب خلال ربيع 2004.
وقال
المحلل تشارلز بينا ان قياس التقدم المحرز في الحرب ضد
الارهابيين لايزال أمرا أمامه أشهر ان لم يكن سنوات.
وقال
بينا المحلل في معهد كاتو "أعتقد ان المتوفر صورة مختلطة
للوضع في العراق. كل تقدم نحرزه فيما يتعلق بالعنف ضد
القوات الأمريكية يوازنه أعمال عنف ضد العراقيين وقوات
الأمن العراقية."
ويبدو
ان الجنرال جورج كيسي قائد القوات الامريكية في العراق
يتفق مع هذا الرأي.
وقال
كيسي في وقت سابق من الشهر الحالي في واشنطن "متوسط الفترة
التي تطلبها القضاء على حركات التمرد في القرن العشرين بلغ
تسع سنوات ولذلك فان الامر يحتاج وقتا لدحر التمرد ..
وأعتقد أيضا انكم تعلمون ان معظم عمليات التمرد هزمت
بالوسائل السياسية وليس بالضرورة بالوسائل العسكرية."
ومنذ
الانتخابات بلغ معدل الخسائر في الارواح في صفوف الجيش
الامريكي في العراق 1.7 يوميا مقارنة مع نحو 3.4 يوميا في
الفترة من نوفمبر تشرين الثاني وحتى يوم الانتخابات
بانخفاض نسبته نحو 50 في المئة .
ويقل
أيضا بنسبة الخمس عن المعدل الذي كان عليه الوضع منذ بدء
الحرب وحتى إجراء الانتخابات.
ومثلت
الفترة بين نوفمبر ويناير الماضيين واحدة من اكثر فترات
الحرب دموية بالنسبة للقوات الامريكية حيث شهدت الهجوم على
الفلوجة في نوفمبر وقيام المسلحين بشن سلسلة هجمات مميتة
قبل الانتخابات.
وكان
سقوط 137 قتيلا بين صفوف الجنود الامريكيين في نوفمبر أعلى
معدل للقتلى بين صفوف القوات الامريكية خلال شهر واحد خلال
الحرب وكان رقم 107 قتلى في يناير ثالث أعلى رقم.
وأفادت
الاحصائية الرسمية التي أعلنتها وزارة الدفاع الامريكية
امس الخميس بسقوط 1519 جنديا أمريكيا منذ غزو العراق في
مارس اذار 2003 للاطاحة بنظام صدام.
وقالت
الاحصائية ان عدد المصابين بلغ 11442 فردا.