ما زالت محطات توليد الطاقة الكهربائية العراقية تنتج أقل من نصف حجم الطاقة التي يحتاجها سكانه الـ 25 مليوناً، على الرغم من المليارات التي تم إنفاقها على عمليات إعادة الإعمار.

ففي بداية الشهر الحالي، وصلت الطاقة الكهربائية التي ولدتها المحطات العراقية مجتمعةًًً الى 3850 ميغاواط. فيما وصل معدل الطلب الحالي على الكهرباء الى 8000 ميغاواط، مرتفعاً من مستويات ما قبل الحرب التي كانت 5000 ميغاواط.

ومع إكمال محطة بيجي الكهربائية هذا الشهر بدأ المواطنون العراقيون يتوقعون زيادة بحدود 270 ميكاواطاً من الطاقة تضاف إلى الطاقة الوطنية العراقية وتكفي لتغذية (200) ألف بيت عراقي ومحال تجارية.

تعد محطة بيجي الكهربائية التي تقع بمحاذاة نهر دجلة المحطة المركزية لخطوط النفط وتحوي (400) كيلوفولت من الخطوط التحويلية التي تغذي مختلف أنحاء العراق بالطاقة الكهربائية.

لقد بدأ العمل بمشروع إعادة الكهرباء فريق العمل الهندسي المتكون من مهندسين دوليين وموظفين فنيين ويمثل المشروع جزءاً من مشروع إعادة اعمار شبكة الكهرباء العراقية عندما وقعوا على عقد بـ (46) مليون دولار خلال حزيران المنصرم، فقد باشر فريق العمل الهندسي بإعادة تشكيل التوربينات بعدما كانت مهجورة أربع سنوات. حيث كانت المحطة تقدم خدمة محدودة منذ ما قبل عام 2000.

وبعد إن كانت مواد المشروع متروكة من دون استعمال عدداً من السنين وبعض المواد تمت إزاحتها واستعملت هنا وهناك. فضلا عن الهجمات الإرهابية على بعض أنابيب النفط القريبة من المحطة التي أدت إلى إحراق وتدمير ما يقارب من (400) كيلوفولت من الخطوط الكهربائية التي سقطت في النهر وتسببت في قطع 90 بالمائة من الطاقة في عموم القطر.

وقد وظف مشروع إعادة الطاقة العراقي حوالي (1100) عامل وموظف عراقي وموظفين من مختلف أنحاء العالم حسب ما تم الاتفاق بين الولايات المتحدة الاميركية وبين الملاكات البرازيلية والكندية والكولومبية والالمانية والهندية والايرانية والتركية فضلاً عن الملاكات العراقية.

ويقول بوب كندي رئيس المهندسين التابع للجيش الاميركي:" معا قام هؤلاء بوصفهم فريقاً واحداً ليعيدوا عمل هذه المحطة وتخطوا العديد من العوائق المحيطة والتحديات اليومية".

وقد بدأت عمليات إعادة البناء منذ حزيران المنصرم لتعزيز وحدة توربينات الغاز التي يقوم كل أنبوب فيها بتوليد 135 ميكاواطاً من الطاقة. والآن وبعد إكمال المشروع وبعد إجراء الاختبارات التشغيلية سيتم تحويل وتسليم المشروع إلى وزارة الكهرباء الجديدة.

لقد تضمن المشروع كلاً من عمليات التقويم والتبديل والتعزيز لكل المولدات الرئيسة وعمليات وضع البنى التحتية وتحويل وتبديل الأنابيب وتوفير البدائل والمواد الاحتياطية والمعدات الضرورية لتقوية وتعزيز انتاج الطاقة الكهربائية في العراق.