أشار بحثان ألقيا في
المؤتمر الموسع الذي أقامه التحالف المدني المستقل في
ميسان إلى ظاهرة الإرهاب بوصفها من اخطر الظواهر التي
أصبحت تمارس على نطاق واسع من المشهد العراقي بعد تعرضه
للاحتلال الأجنبي الأمريكي وسياسته التي وضعت السياسة
الدولية أمام مخاطر من نوع جديد حيث نتج عن تلك الأحداث أن
قامت الولايات المتحدة وتحت ذريعة مكافحة الإرهاب أن أوقعت
العراق في مستنقع الإرهاب الدولي الذي تحمل نتائجه أبناء
الشعب العراقي وخسائره البشرية والمادية جراء العمليات
الإرهابية التي تقوم بها قوى الظلام على أرضه المحتلة.
واكد البيان الختامي
للمؤتمر الذي عقد تحت شعار (لاوطن بلا أمان) على ضرورة
تنفيذ الحكومة العراقية المطاليب المشروعة التي قد تساهم
في إرساء وتحقيق دعائم الأمن والامان واعادة الطمأنينة
التي غابت عن النفوس جراء تفشي ظاهرة الإرهاب الغريبة عن
أخلاق مجتمعنا وسلوكه وأعرافه الدينية والإنسانية..
وجاء في تلك المطاليب
ضرورة تأمين وحماية الطرق الخارجية التي تربط محافظات
العراق ببعضها وبشكل فاعل للحد من الإرهابيين الذين تمادوا
كثيرا في إجرامهم المنظم والخطير على أرواح الأبرياء..،
والسيطرة الكاملة على الحدود الخارجية التي يتسلل منها
واليها الإرهابيون وتحديد إقامة الوافدين إلى العراق من
الجنسيات الأخرى ومعاملتهم كما تعامل دولهم العراقيين
المسافرين إليها ..، ومطالبة حكومات الدول المجاورة والدول
الأخرى التي تأوي الإرهابيين بتحديد موقفها من ذلك وتقديم
شكاوى رسمية إلى هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن لمحاسبة
الدول التي يثبت تورطها في المجازر المروعة التي ارتكبت
بحق الأبرياء من الشعب العراقي..، واعادة النظر والتدقيق
في الأجهزة المسؤولة عن الأمن ممن يثبت تهاونها وتقصيرها
في مهماتها ومحاسبة المسؤولين عن ذلك ومعالجة حالات الفساد
الإداري المتفشية في أرجاء دوائر الدولة المختلفة.. لأنها
تمثل نوعا من أنواع الإرهاب المبطن والذي ينبغي كشفه أمام
الشعب والقانون..
وطالب البيان الختامي
المسؤولين في وزارة الداخلية وفي أعلى المستويات بتقديم
صورة واضحة للمواطنين بعد كل عملية إرهابية يتم معرفة
تفاصيلها أو ملابساتها وإبداء آرائهم وأفكارهم في ما يجري
كي تتوطد الثقة بين المواطن والمسؤول عن حمايته أمنه..،
وتعويض المتضررين من الأعمال الإرهابية كافة..، وحث
المواطن على المشاركة والتعاون مع الأجهزة التي تقوم
بحمايته من المخربين والقتلة واللصوص ولاجل ذلك ينبغي
تقديم العون والحماية والدعم لهذا المواطن ماديا ومعنويا
..، وكذلك توفير فرص العمل للعاطلين وتحسين الظروف
الاقتصادية والمعيشية والخدمية للقطاعات المحرومة دون تردد
أو تاخير..، وتفعيل دور الإعلام بمختلف وسائله السمعية
والمرئية والمقروءة لبث الوعي والإرشاد وإيجاد قنوات اتصال
حقيقية بين المواطن والمسؤول لاسيما في المحافظات التي
يغيب فيها الإعلام ويهمش لشتى الدوافع والأسباب غير
المنطقية.. وإنشاء مراكز للبحوث والدراسات المختصة بظواهر
الإرهاب والعنف وسبل معالجتها أو مكافحتها بطرق علمية
ومدروسة وفي جميع محافظات القطر بالتنسيق مع منظمات
ومؤسسات المجتمع المدني في العراق أو أية جهات مستقلة أخرى
تعمل من اجل الصالح العام..،
وكان المؤتمر الذي
ألقيت فيه بحوث تناولت عناوين عدة منها (الإرهاب صورة
وحشية دامية) للسيد حسين جبر فياض و(تقاطع الإرهاب مع
الدين والحضارة والقيم للسيد سعد حسن عبد الله) و(ظاهرة
الإرهاب الأسباب والنتائج وطرق العلاج)..، للباحث جبار
حسين طعمة و(مراحل تكوين ونمو الإرهاب) للسيد سعد الزيدي
و(ودور الجيش العراقي الجديد في مكافحة الإرهاب وحماية
الوطن وحدوده) للسيد قائد الجيش العراقي في العمارة.
ويذكر أن التحالف
المدني المستقل يتألف من ستة منظمات هي المركز الثقافي
التقني وجمعية الصداقة العالمية ومؤسسة الغدير للثقافة
والاعلام ورابطة الصحفيين والثقفين الشباب والمركز
الإعلامي ومنتدى الأدباء الشباب.
وهو يعد الآن لعقد
مؤتمره الثاني عن ظاهرة الفساد الإداري في مؤسسات الدولة
وتحت شعار (اليد الأمينة سلاح المحرومين )حيث ستطرح فيه
عدة بحوث تتناول هذا الجانب المهم.